( ما أنت بنعمة ربك بمجنون    ( 2 ) وإن لك لأجرا غير ممنون    ( 3 ) وإنك لعلى خلق عظيم    ( 4 ) ) 
( ما أنت بنعمة ربك بمجنون     ) [ هو ] جواب لقولهم ياأيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون    ( الحجر - 6 ) فأقسم الله بالنون والقلم وما يكتب من الأعمال فقال : ( ما أنت بنعمة ربك    ) بنبوة ربك ( بمجنون ) أي : إنك لا تكون مجنونا وقد أنعم الله عليك بالنبوة والحكمة . وقيل : بعصمة ربك . وقيل : هو كما يقال : ما أنت بمجنون [ والحمد لله ] وقيل : معناه ما أنت بمجنون والنعمة لربك ، كقولهم : سبحانك اللهم وبحمدك ، أي : والحمد لك . 
( وإن لك لأجرا غير ممنون    ) أي : منقوص ولا مقطوع بصبرك على افترائهم عليك . 
( وإنك لعلى خلق عظيم    ) قال ابن عباس  ومجاهد    : دين عظيم لا دين أحب إلي ولا أرضى عندي منه ، وهو دين الإسلام . وقال الحسن    : هو آداب القرآن . 
سئلت عائشة  رضي الله عنها عن خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت : كان خلقه القرآن   .   [ ص: 188 ] 
وقال قتادة    : هو ما كان يأتمر به من أمر الله وينتهي عنه من نهي الله ، والمعنى إنك على الخلق الذي أمرك الله به في القرآن . 
وقيل : سمى الله خلقه عظيما لأنه امتثل تأديب الله إياه بقوله : " خذ العفو    " الآية ( الأعراف - 198 ) . 
وروينا عن جابر  أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :   " إن الله بعثني لتمام مكارم الأخلاق ، وتمام محاسن الأفعال "   . 
أخبرنا عبد الواحد المليحي ،  أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ،  أخبرنا محمد بن يوسف    [ حدثنا  محمد بن إسماعيل    ] حدثنا أحمد بن سعيد أبو عبد الله ،  حدثنا إسحاق بن منصور ،  حدثنا إبراهيم بن يوسف ،  عن أبيه عن أبي إسحاق  قال : سمعت البراء  يقول : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا ليس بالطويل البائن ولا بالقصير   . 
أخبرنا عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني ،  أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي ،  أخبرنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي ،  حدثنا أبو عيسى الترمذي ،  حدثنا قتيبة بن سعيد ،  حدثنا  جعفر بن سليمان الضبعي  عن ثابت  عن أنس بن مالك  قال : خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين فما قال لي أف قط [ وما ] قال لشيء صنعته : لم صنعته ؟ ولا لشيء تركته : لم تركته ؟ وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أحسن الناس خلقا ولا مسست خزا [ قط ] ولا حريرا ولا شيئا [ كان ] ألين من كف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا شممت مسكا ولا عطرا كان أطيب من عرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -   .   [ ص: 189 ] 
أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي  أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي ،  أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ،  حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرني ،  حدثنا محمد بن كثير ،  حدثنا  سفيان الثوري  عن الأعمش ،  عن أبي وائل ،  عن مسروق ،  عن عبد الله بن عمر  قال :   " إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن فاحشا ولا متفحشا وكان يقول : " خياركم أحسنكم أخلاقا " . 
أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ،  أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي ،  أخبرنا أبو العباس الأصم ،  حدثنا محمد بن هشام بن ملاس ،  حدثنا مروان الفزاري ،  حدثنا حميد الطويل ،  عن أنس  أن امرأة عرضت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طريق من طرق المدينة  فقالت : يا رسول الله إن لي إليك حاجة فقال : يا أم فلان اجلسي في أي سكك المدينة  شئت أجلس إليك ، قال : ففعلت فقعد إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى [ قضى ] حاجتها   . 
أخبرنا عبد الواحد المليحي ،  أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ،  أخبرنا محمد بن يوسف ،  حدثنا  محمد بن إسماعيل  قال : [ حدثنا ] محمد بن عيسى ،  حدثنا هشيم ،  أخبرنا حميد الطويل ،  حدثنا أنس بن مالك  قال : إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة  لتأخذ بيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتنطلق به حيث شاءت   . 
أخبرنا عبد الواحد المليحي ،  أخبرنا أبو محمد بن عبد الرحمن بن أبي شريح ،  أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ،  حدثنا علي بن الجعد ،  أخبرنا عمران بن يزيد التغلبي ،  عن زيد [ ابن العمي ]  عن أنس بن مالك  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صافح الرجل لم ينزع يده من يده [ حتى يكون هو الذي ينزع يده ] ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون هو الذي يصرف وجهه [ عن وجهه ] ولم ير مقدما ركبتيه بين يدي جليس له   .   [ ص: 190 ] 
أخبرنا عبد الله بن عبد الصمد ،  أخبرنا أبو القاسم الخزاعي ،  أخبرنا الهيثم بن كليب ،  حدثنا أبو عيسى ،  حدثنا  هارون بن إسحاق الهمداني ،  حدثنا عبيدة  عن  هشام بن عروة  عن أبيه عن عائشة  قالت : ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله ، ولا ضرب خادما ولا امرأة   . 
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ،  أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ،  أخبرنا محمد بن يوسف ،  حدثنا  محمد بن إسماعيل ،  أخبرنا إسماعيل بن عبد الله ،  حدثني مالك بن إسحاق عن عبد الله بن أبي طلحة ،  عن أنس  قال كنت أمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته ، ثم قال : يا محمد  مر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم ضحك ثم أمر له بعطاء   . 
أخبرنا عبد الواحد المليحي ،  أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان ،  أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني ،  حدثنا حميد بن زنجويه ،  حدثنا  علي بن المديني ،  حدثنا ابن عيينة  عن  عمرو بن دينار ،  عن  ابن أبي مليكة ،  عن يعلى بن مملك ،  عن  أم الدرداء  تحدث عن  أبي الدرداء  عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :   " إن أثقل شيء يوضع في ميزان المؤمن يوم القيامة خلق حسن ، وإن الله تعالى يبغض الفاحش البذيء "   . 
أخبرنا عبد الواحد المليحي ،  أخبرنا أبو منصور السمعاني ،  أخبرنا أبو جعفر الرياني ،  حدثنا حميد بن زنجويه ،  حدثنا أبو نعيم ،  حدثنا داود بن يزيد [ الأودي ]  سمعت أبي يقول سمعت أبا   [ ص: 191 ] هريرة  يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : " أتدرون ما أكثر ما يدخل الناس النار ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : فإن أكثر ما يدخل الناس النار الأجوفان : الفرج والفم ، أتدرون ما أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : فإن أكثر ما يدخل الناس الجنة : تقوى الله وحسن الخلق "   . 
أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ،  أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي ،  حدثنا أبو العباس الأصم ،  حدثنا محمد بن عبد الله [ بن عبد ] الحكم ،  أخبرنا أبي وشعيب  قالا حدثنا الليث  عن   [ ابن ] الهاد  عن  عمرو بن أبي عمرو  عن المطلب بن عبد الله  عن عائشة  قالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :   " إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار "   . 
				
						
						
