[ ص: 182 ]  [ ص: 183 ]  [ ص: 184 ]  [ ص: 185 ] سورة القلم 
مكية 
بسم الله الرحمن الرحيم 
( ن والقلم وما يسطرون     ( 1 ) ) 
( ن ) اختلفوا فيه فقال ابن عباس    : هو الحوت الذي على ظهره الأرض . وهو قول مجاهد  ومقاتل   والسدي  والكلبي    . 
وروى أبو ظبيان  عن ابن عباس  قال : أول ما خلق الله القلم ، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة ، ثم خلق النون فبسط الأرض على ظهره فتحرك النون فمادت الأرض ، فأثبتت بالجبال وإن الجبال لتفخر على الأرض ثم قرأ ابن عباس    : ( ن والقلم وما يسطرون    )   . 
واختلفوا في اسمه ، فقال الكلبي  ومقاتل    : [ اسمه ] يهموت . وقال الواقدي    : ليوثا . وقال كعب    : لويثا . وعن علي :  اسمه بلهوث .   [ ص: 186 ] 
وقالت الرواة : لما خلق الله الأرض وفتقها بعث من تحت العرش ملكا فهبط إلى الأرض حتى دخل تحت الأرضين السبع فوضعها على عاتقه ، إحدى يديه بالمشرق والأخرى بالمغرب ، باسطتين قابضتين على الأرضين السبع ، حتى ضبطها فلم يكن لقدميه موضع قرار ، فأهبط الله - عز وجل - من الفردوس ثورا له أربعون ألف قرن وأربعون ألف قائمة ، وجعل قرار قدمي الملك على سنامه ، فلم تستقر قدماه فأخذ الله ياقوتة خضراء من أعلى درجة في الفردوس غلظها مسيرة خمسمائة عام فوضعها بين سنام الثور إلى أذنه فاستقرت عليها قدماه ، وقرون ذلك الثور خارجة من أقطار الأرض ، ومنخراه في البحر فهو يتنفس كل يوم نفسا فإذا تنفس مد البحر وإذا [ رد ] نفسه جزر البحر فلم يكن لقوائم الثور موضع قرار [ فخلق ] الله تعالى صخرة كغلظ سبع سماوات وسبع أرضين فاستقرت قوائم الثور عليها وهي الصخرة التي قال لقمان لابنه " [ يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل ] فتكن في صخرة " ولم يكن للصخرة مستقر ، فخلق الله نونا وهو الحوت العظيم ، فوضع الصخرة على ظهره وسائر جسده خال والحوت على البحر ، والبحر على متن الريح ، والريح على القدرة . يقال : فكل الدنيا كلها بما عليها حرفان قال لها الجبار : [ جل جلاله ] كوني فكانت . 
قال كعب الأحبار    : إن إبليس تغلغل إلى الحوت الذي على ظهره الأرض فوسوس إليه ، فقال له : أتدري ما على ظهرك يا لويثا من الأمم والدواب والشجر والجبال لو نفضتهم ألقيتهم عن ظهرك ، فهم لويثا أن يفعل ذلك فبعث الله دابة فدخلت منخره فوصلت إلى دماغه فعج الحوت إلى الله منها فأذن لها الله فخرجت . قال كعب    : فوالذي نفسي بيده إنه لينظر إليها وتنظر إليه إن هم بشيء من ذلك عادت كما كانت . 
وقال بعضهم : نون آخر حروف الرحمن ، وهي رواية عكرمة  عن ابن عباس    . 
وقال الحسن  وقتادة  والضحاك    : النون الدواة .   [ ص: 187 ] 
وقيل : هو قسم أقسم الله به . وقيل : فاتحة السورة . وقال عطاء    : افتتاح اسمه نور وناصر . 
وقال محمد بن كعب    : أقسم الله بنصرته للمؤمنين . 
( والقلم ) [ هو ] الذي كتب الله به الذكر ، وهو قلم من نور طوله ما بين السماء والأرض ، ويقال : أول ما خلق الله القلم ونظر إليه فانشق بنصفين ، ثم قال : اجر بما هو كائن إلى يوم القيامة فجرى على اللوح المحفوظ بذلك . ( وما يسطرون    ) يكتبون أي ما تكتب الملائكة الحفظة من أعمال بني آدم . 
				
						
						
