[ ص: 235 ] [ ص: 236 ] [ ص: 237 ] سورة الجن
مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا ( 1 ) يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ( 2 ) وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ( 3 ) )
قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ) وكانوا تسعة من ( . وقيل سبعة استمعوا قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكرنا خبرهم في سورة الأحقاف ( فقالوا ) لما رجعوا إلى قومهم ( جن نصيبين إنا سمعنا قرآنا عجبا ) قال ابن عباس : بليغا أي : قرآنا ذا عجب يعجب منه لبلاغته . ( يهدي إلى الرشد ) يدعو إلى الصواب من التوحيد والإيمان ( فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا وأنه تعالى جد ربنا ) قرأ أهل الشام والكوفة غير أبي بكر عن عاصم : " وأنه تعالى " بفتح الهمزة وكذلك ما بعده إلى قوله ( وأنا منا المسلمون ) وقرأ الآخرون بكسرهن ، وفتح أبو جعفر منها " وأنه " وهو ما كان مردودا [ إلى ] الوحي وكسر ما كان حكاية عن الجن .
والاختيار كسر الكل لأنه من قول الجن لقومهم فهو معطوف على قوله : " فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا " وقالوا : " وأنه تعالى " .
ومن فتح رده على قوله : " فآمنا به " وآمنا بكل ذلك ; ففتح " أن " لوقوع الإيمان عليه . [ ص: 238 ]
( جد ربنا ) [ جلال ] ربنا وعظمته ، قاله مجاهد وعكرمة وقتادة . يقال : جد الرجل أي : عظم ، ومنه قول أنس : كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا أي : عظم قدره .
وقال : " جد ربنا " أي أمر ربنا . وقال السدي الحسن : غنى ربنا . ومنه قيل للجد : حظ ورجل مجدود .
وقال ابن عباس : قدرة ربنا . قال الضحاك : فعله .
وقال القرظي : آلاؤه ونعماؤه على خلقه .
وقال الأخفش : علا ملك ربنا ( ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ) قيل : تعالى جل جلاله وعظمته عن أن يتخذ صاحبة [ أو ولدا ] .