[ ص: 527 ] [ ص: 528 ] [ ص: 529 ] سورة الهمزة
مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
( ويل لكل همزة لمزة ( 1 )
( ويل لكل همزة لمزة ) قال ابن عباس : هم ، المفرقون بين الأحبة ، الباغون للبرآء العيب ، ومعناهما واحد وهو العياب . المشاءون بالنميمة
وقال مقاتل : " الهمزة " : الذي يعيبك في الغيب ، و " اللمزة " : الذي يعيبك في الوجه . وقال أبو العالية والحسن بضده .
وقال سعيد بن جبير ، وقتادة : " الهمزة " الذي يأكل لحوم الناس ويغتابهم ، و " اللمزة " : الطعان عليهم .
وقال ابن زيد : " الهمزة " الذي يهمز الناس بيده ويضربهم ، و " اللمزة " : الذي يلمزهم بلسانه ويعيبهم .
وقال : ويهمز بلسانه ويلمز بعينه . ومثله قال سفيان الثوري ابن كيسان : " الهمزة " الذي يؤذي جليسه بسوء اللفظ و " اللمزة " الذي يومض بعينه ويشير برأسه ، ويرمز بحاجبه وهما نعتان للفاعل ، نحو سخرة وضحكة : للذي يسخر ويضحك من الناس [ والهمزة واللمزة ، ساكنة الميم ، الذي يفعل ذلك به ] . [ ص: 530 ]
وأصل الهمز : الكسر والعض على الشيء بالعنف .
واختلفوا فيمن نزلت هذه الآية ؟ قال الكلبي : نزلت في الأخنس بن شريق بن وهب الثقفي كان . يقع في الناس ويغتابهم
وقال محمد بن إسحاق : ما زلنا نسمع أن سورة الهمزة [ نزلت في أمية بن خلف الجمحي ] .
وقال مقاتل : نزلت في الوليد بن المغيرة ، كان يغتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من ورائه ويطعن عليه في وجهه .
وقال مجاهد : هي عامة في حق كل من هذه صفته .