قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنِي nindex.php?page=showalam&ids=15241عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ) هُوَ الْجُعْفِيُّ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو هُوَ الْأَزْدِيُّ وَهُوَ مِنْ شُيُوخِ nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ وَرُبَّمَا رَوَى عَنْهُ بِوَاسِطَةٍ كَمَا هُنَا .

قَوْلُهُ : ( قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ ) هُوَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الْفَزَارِيُّ وَوَقَعَ فِي مُسْنَدِ حَدِيثِ مَالِكٍ nindex.php?page=showalam&ids=15397لِلنَّسَائِيِّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : " حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ " وَأَخْرَجَهُ nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيُّ فِي " الْمُوَطَّآتِ " طَرِيقَ الْمُسَيِّبِ بْنِ وَاضِحٍ قَالَ : " حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ " .

قَوْلُهُ : ( عَنْ مَالِكٍ ) نَزَلَ nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ دَرَجَتَيْنِ ؛ لِأَنَّهُ أَخْرَجَهُ فِي الْأَيْمَانِ وَالنُّذُورِ عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=12427إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ مَالِكٍ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ مَالِكٍ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ ، قَالَ ابْنُ طَاهِرٍ : وَالسِّرُّ فِي ذَلِكَ أَنَّ فِي رِوَايَةِ nindex.php?page=showalam&ids=11816أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ وَحْدَهُ عَنْ مَالِكٍ " حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ " وَفِي رِوَايَةِ الْبَاقِينَ " عَنْ ثَوْرٍ " nindex.php?page=showalam&ids=12070وَلِلْبُخَارِيِّ حِرْصٌ شَدِيدٌ عَلَى الْإِتْيَانِ بِالطُّرُقِ الْمُصَرِّحَةِ بِالتَّحْدِيثِ ، انْتَهَى . وَثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ هُوَ الدِّيلِيُّ مَدَّنِيٌّ مَشْهُورٌ . وَقَدْ صَرَّحَ فِي رِوَايَةِ أَبِي إِسْحَاقَ هَذِهِ أَيْضًا بِقَوْلِهِ : " حَدَّثَنِي سَالِمٌ أَنَّهُ سَمِعَ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبَا هُرَيْرَةَ " وَعَنْ بَاقِي الرُّوَاةِ عَنْ مَالِكٍ جَمِيعُ الْإِسْنَادِ ، وَسَالِمٌ مَوْلَى ابْنِ مُطِيعٍ يُكْنَى أَبَا الْغَيْثِ وَهُوَ بِهَا أَشْهَرُ ، وَقَدْ سُمِّيَ هُنَا . فَلَا الْتِفَاتَ لِقَوْلِ مَنْ قَالَ إِنَّهُ لَا يُوقَفُ عَلَى اسْمِهِ صَحِيحًا . وَهُوَ مَدَنِيٌّ لَا يُعْرَفُ اسْمُ أَبِيهِ ، وَابْنُ مُطِيعٍ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ وَلَيْسَتْ لِسَالِمٍ فِي الصَّحِيحِ رِوَايَةٌ عَنْ غَيْرِ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ لَهُ عَنْهُ تِسْعَةُ أَحَادِيثَ تَقَدَّمَ مِنْهَا فِي الِاسْتِقْرَاضِ وَفِي الْوَصَايَا وَفِي الْمَنَاقِبِ .

قَوْلُهُ : ( افْتَتَحْنَا خَيْبَرَ ) فِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِيهِ فِي الْمُوَطَّأِ " حُنَيْنٍ " بَدَلَ خَيْبَرَ ، وَخَالَفَهُ nindex.php?page=showalam&ids=13629مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى فَقَالَ : " خَيْبَرَ " مِثْلُ الْجَمَاعَةِ ، نَبَّهَ عَلَيْهِ nindex.php?page=showalam&ids=13332ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ . وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ إِسْمَاعِيلَ الْمَذْكُورَةِ " خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى خَيْبَرَ " وَهِيَ رِوَايَةُ الْمُوَطَّأِ أَعْنِي قَوْلَهُ : " خَرَجْنَا " ، وَأَخْرَجَهَا مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ ، وَمِنْ طَرِيقِ nindex.php?page=showalam&ids=16379عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيِّ عَنْ ثَوْرٍ ، فَحَكَى nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ هَارُونَ أَنَّهُ قَالَ : وَهَمَ ثَوْرٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ ؛ لِأَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبَا هُرَيْرَةَ لَمْ يَخْرُجْ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى خَيْبَرَ وَإِنَّمَا قَدِمَ بَعْدَ خُرُوجِهِمْ ، وَقَدِمَ عَلَيْهِمْ خَيْبَرَ بَعْدَ أَنْ فُتِحَتْ . قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ : وَيُؤَيِّدُهُ حَدِيثُ عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : nindex.php?page=hadith&LINKID=890089 " أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِخَيْبَرَ بَعْدَمَا افْتَتَحُوهَا " قَالَ : وَلَكِنْ لَا يَشُكُّ أَحَدٌ أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبَا هُرَيْرَةَ حَضَرَ قِسْمَةَ الْغَنَائِمِ ، فَالْغَرَضُ مِنَ الْحَدِيثِ قِصَّةُ مِدْعَمٍ فِي غُلُولِ الشَّمْلَةِ . قُلْتُ : وَكَأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ صَاحِبَ الْمَغَازِي اسْتَشْعَرَ بِوَهْمِ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ فِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ فَرَوَى الْحَدِيثَ عَنْهُ بِدُونِهَا ، أَخْرَجَهُ nindex.php?page=showalam&ids=13053ابْنُ حِبَّانَ nindex.php?page=showalam&ids=14070وَالْحَاكِمُ وَابْنُ مَنْدَهْ مِنْ طَرِيقِهِ بِلَفْظِ nindex.php?page=hadith&LINKID=890090 " انْصَرَفْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى وَادِي الْقُرَى " وَرِوَايَةُ nindex.php?page=showalam&ids=11816أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ الَّتِي فِي هَذَا الْبَابِ مِنْ هَذَا الِاعْتِرَاضِ بِأَنْ يُحْمَلَ قَوْلُهُ : " افْتَتَحْنَا " أَيِ الْمُسْلِمُونَ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ نَظِيرُ ذَلِكَ قَرِيبًا . وَرَوَى nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ فِي " الدَّلَائِلِ " مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : nindex.php?page=hadith&LINKID=890091 " خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ خَيْبَرَ إِلَى وَادِي الْقُرَى " فَلَعَلَّ هَذَا أَصْلُ الْحَدِيثِ ، وَحَدِيثُ قُدُومِ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ الْمَدِينَةَ وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [ ص: 559 ] بِخَيْبَرَ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ خُزَيْمَةَ nindex.php?page=showalam&ids=13053وَابْنُ حِبَّانَ nindex.php?page=showalam&ids=14070وَالْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ خُثَيْمِ بْنِ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : nindex.php?page=hadith&LINKID=890092 " قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِخَيْبَرَ وَقَدِ اسْتَخْلَفَ سِبَاعَ بْنِ عُرْفُطَةَ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ " فَزَوَّدُونَا شَيْئًا حَتَّى أَتَيْنَا خَيْبَرَ وَقَدِ افْتَتَحَهَا النَّبِيُّ ، فَكَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ فَأَشْرَكُونَا فِي سِهَامِهِمْ " وَيُجْمَعُ بَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ الْحَصْرِ الَّذِي فِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الَّذِي قَبْلَهُ أَنَّ أَبَا مُوسَى أَرَادَ أَنَّهُ لَمْ يُسْهَمْ لِأَحَدٍ لَمْ يَشْهَدِ الْوَقْعَةَ مِنْ غَيْرِ اسْتِرْضَاءِ أَحَدٍ مِنَ الْغَانِمِينَ إِلَّا لِأَصْحَابِ السَّفِينَةِ ، وَأَمَّا nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ وَأَصْحَابُهُ فَلَمْ يُعْطِهِمْ إِلَّا عَنْ طِيبِ خَوَاطِرِ الْمُسْلِمِينَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَسَأَذْكُرُ رِوَايَةَ عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ الَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا أَبُو مَسْعُودٍ وَبَيَانُ مَا فِيهَا بَعْدَ هَذَا الْحَدِيثِ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى - .

قَوْلُهُ : ( إِنَّمَا غَنَمْنَا الْبَقَرَ وَالْإِبِلَ وَالْمَتَاعَ وَالْحَوَائِطَ ) فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ " غَنَمْنَا الْمَتَاعَ وَالطَّعَامَ وَالثِّيَابَ " وَعِنْدَ رُوَاةِ الْمُوَطَّأِ " إِلَّا الْأَمْوَالَ وَالثِّيَابَ وَالْمَتَاعَ " وَعِنْدَ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى اللَّيْثِيِّ وَحْدَهُ " إِلَّا الْأَمْوَالَ وَالثِّيَابَ " وَالْأَوَّلُ هُوَ الْمَحْفُوظُ ، وَمُقْتَضَاهُ أَنَّ الثِّيَابَ وَالْمَتَاعَ لَا تُسَمَّى مَالًا ، وَقَدْ نَقَلَ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ عَنِ الْمُفَضَّلِ الضَّبِّيِّ قَالَ : الْمَالُ عِنْدَ الْعَرَبِ الصَّامِتُ وَالنَّاطِقُ ، فَالصَّامِتُ الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ وَالْجَوْهَرُ ، وَالنَّاطِقُ الْبَعِيرُ وَالْبَقَرَةُ وَالشَّاةُ ، فَإِذَا قُلْتَ عَنْ حَضَرِيٍّ كَثُرَ مَالُهُ فَالْمُرَادُ الصَّامِتُ ، وَإِذَا قُلْتَ عَنْ بَدْوِيٍّ فَالْمُرَادُ النَّاطِقُ انْتَهَى .

وَقَدْ أَطْلَقَ أَبُو قَتَادَةَ عَلَى الْبُسْتَانِ مَالًا فَقَالَ فِي قِصَّةِ السَّلَبِ الَّذِي تَنَازَعَ فِيهِ هُوَ وَالْقُرَشِيُّ فِي غَزْوَةِ حُنَيْنٍ : " فَابْتَعْتُ بِهِ مِخْرَفًا ، فَإِنَّهُ لَأَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ " فَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ الْمَالَ مَا لَهُ قِيمَةٌ ، لَكِنْ قَدْ يَغْلِبُ عَلَى قَوْمٍ تَخْصِيصُهُ بِشَيْءٍ كَمَا حَكَاهُ الْمُفَضَّلُ فَتُحْمَلُ الْأَمْوَالُ عَلَى الْمَوَاشِي وَالْحَوَائِطِ الَّتِي ذُكِرَتْ فِي رِوَايَةِ الْبَابِ وَلَا يُرَادُ بِهَا النُّقُودُ لِأَنَّهُ نَفَاهَا أَوَّلًا .

قَوْلُهُ : ( إِلَى وَادِي الْقُرَى ) تَقَدَّمَ ضَبْطُهُ فِي الْبُيُوعِ .

قَوْلُهُ : ( عَبْدٌ لَهُ ) فِي رِوَايَةِ الْمُوَطَّأِ " عَبْدٌ أَسْوَدُ " .

قَوْلُهُ : ( مِدْعَمٌ ) بِكَسْرِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْمُهْمَلَةِ وَفَتْحِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ .

قَوْلُهُ : ( أَهْدَاهُ لَهُ أَحَدُ بَنِي الضِّبَابِ ) كَذَا فِي رِوَايَةِ أَبِي إِسْحَاقَ بِكَسْرِ الضَّادِ الْمُعْجَمَةِ وَمُوَحَّدَتَيْنِ الْأُولَى خَفِيفَةٌ بَيْنَهُمَا أَلِفٌ بِلَفْظِ جَمْعِ الضَّبِّ وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ أَهْدَاهُ لَهُ رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ أَحَدُ بَنِي الضُّبَيْبِ بِضَمِّ أَوَّلِهِ بِصِيغَةِ التَّصْغِيرِ ، وَفِي رِوَايَةِ أَبِي إِسْحَاقَ رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ الْجُذَامِيُّ ثُمَّ الضُّبَنِيُّ بِضَمِّ الْمُعْجَمَةِ وَفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ بَعْدَهَا نُونٌ ، وَقِيلَ : بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَكَسْرِ الْمُوَحَّدَةِ نِسْبَةٌ إِلَى بَطْنٍ مِنْ جُذَامٍ ، قَالَ الْوَاقِدِيُّ : كَانَ رِفَاعَةُ قَدْ وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي نَاسٍ مِنْ قَوْمِهِ قَبْلَ خُرُوجِهِ إِلَى خَيْبَرَ فَأَسْلَمُوا وَعَقَدَ لَهُ عَلَى قَوْمِهِ .

قَوْلُهُ : ( فَبَيْنَمَا هُوَ يَحُطُّ رَحْلَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ) زَادَ nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ فِي الرِّوَايَةِ الْمَذْكُورَةِ " وَقَدِ اسْتَقْبَلَتْنَا يَهُودُ بِالرَّمْيِ وَلَمْ نَكُنْ عَلَى تَعْبِيَةٍ " .

قَوْلُهُ : ( سَهْمٌ عَائِرٌ ) بِعَيْنٍ مُهْمَلَةٍ بِوَزْنِ فَاعِلٍ أَيْ لَا يُدْرَى مَنْ رَمَى بِهِ ، وَقِيلَ : هُوَ الْحَائِدُ عَنْ قَصْدِهِ .

قَوْلُهُ : ( بَلْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ) فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ " بَلَى " وَهُوَ تَصْحِيفٌ وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ " كَلَّا " وَهُوَ رِوَايَةُ الْمُوَطَّأِ .

قَوْلُهُ : ( لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا ) يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ حَقِيقَةً بِأَنْ تَصِيرَ الشَّمْلَةُ نَفْسَهَا نَارًا فَيُعَذَّبَ بِهَا ، وَيُحْتَمَلُ [ ص: 560 ] أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ أَنَّهَا سَبَبٌ لِعَذَابِ النَّارِ ، وَكَذَا الْقَوْلُ فِي الشِّرَاكِ الْآتِي ذِكْرُهُ .

قَوْلُهُ : ( فَجَاءَ رَجُلٌ ) لَمْ أَقِفْ عَلَى اسْمِهِ .

قَوْلُهُ : ( بِشِرَاكٍ أَوْ بِشِرَاكَيْنِ ) الشِّرَاكُ بِكَسْرِ الْمُعْجَمَةِ وَتَخْفِيفِ الرَّاءِ : سَيْرُ النَّعْلِ عَلَى ظَهْرِ الْقَدَمِ ، وَفِي الْحَدِيثِ nindex.php?page=treesubj&link=8483تَعْظِيمُ أَمْرِ الْغُلُولِ ، وَقَدْ مَرَّ شَرْحُ ذَلِكَ وَاضِحًا فِي أَوَاخِرِ كِتَابِ الْجِهَادِ فِي " بَابِ الْقَلِيلِ مِنَ الْغُلُولِ " فِي الْكَلَامِ عَلَى حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : nindex.php?page=hadith&LINKID=890093كَانَ عَلَى ثَقُلَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ : كَرْكَرَةُ فَمَاتَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : هُوَ فِي النَّارِ فِي عَبَاءَةٍ غَلَّهَا . وَكَلَامُ عِيَاضٍ يُشْعِرُ بِأَنَّ قِصَّتَهُ مَعَ قِصَّةِ مِدْعَمٍ مُتَّحِدَةٌ ، وَالَّذِي يَظْهَرُ مِنْ عِدَّةِ أَوْجُهٍ تَغَايُرُهُمَا . نَعَمْ عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ nindex.php?page=hadith&LINKID=890094لَمَّا كَانَ يَوْمَ خَيْبَرَ قَالُوا : فُلَانٌ شَهِيدٌ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : كَلَّا إِنِّي رَأَيْتُهُ فِي النَّارِ فِي بُرْدَةٍ غَلَّهَا أَوْ عَبَاءَةٍ فَهَذَا يُمْكِنُ تَفْسِيرُهُ بِكَرْكَرَةَ ، بِخِلَافِ قِصَّةِ مِدْعَمٍ فَإِنَّهَا كَانَتْ بِوَادِي الْقُرَى ، وَمَاتَ بِسَهْمٍ عَائِرٍ ، وَغَلَّ شَمْلَةً . وَالَّذِي أَهْدَى لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَرْكَرَةَ هَوْذَةُ بْنُ عَلِيٍّ ، بِخِلَافِ مِدْعَمٍ فَأَهْدَاهُ رِفَاعَةُ فَافْتَرَقَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

وَذَكَرَ nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ فِي رِوَايَتِهِ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - nindex.php?page=hadith&LINKID=890095 " حَاصَرَ أَهْلَ وَادِي الْقُرَى حَتَّى فَتَحَهَا ، وَبَلَغَ ذَلِكَ أَهْلَ تَيْمَاءَ فَصَالَحُوهُ " وَفِي الْحَدِيثِ nindex.php?page=treesubj&link=8319قَبُولُ الْإِمَامِ الْهَدِيَّةُ ، فَإِنْ كَانَ لِأَمْرٍ يَخْتَصُّ بِهِ فِي نَفْسِهِ أَنْ لَوْ كَانَ غَيْرُ وَالٍ فَلَهُ التَّصَرُّفُ فِيهَا بِمَا أَرَادَ ، وَإِلَّا فَلَا يَتَصَرَّفُ فِيهَا إِلَّا لِلْمُسْلِمِينَ ، وَعَلَى هَذَا التَّفْصِيلِ يُحْمَلُ حَدِيثُ nindex.php?page=hadith&LINKID=890096هَدَايَا الْأُمَرَاءِ غُلُولٌ فَيَخُصُّ بِمَنْ أَخَذَهَا فَاسْتَبَدَّ بِهَا ، وَخَالَفَ فِي ذَلِكَ بَعْضُ الْحَنَفِيَّةِ فَقَالَ : لَهُ الِاسْتِبْدَادُ مُطْلَقًا بِدَلِيلِ أَنَّهُ لَوْ رَدَّهَا عَلَى مُهْدِيهَا لَجَازَ ، فَلَوْ كَانَتْ فَيْئًا لِلْمُسْلِمِينَ لَمَا رَدَّهَا ، وَفِي هَذَا الِاحْتِجَاجِ نَظَرٌ لَا يَخْفَى ، وَقَدْ تَقَدَّمَ شَيْءٌ مِنْ هَذَا فِي أَوَاخِرِ الْهِبَةِ .

الْحَدِيثُ السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ ، حَدِيثُ عُمَرَ ذَكَرَهُ مِنْ طَرِيقَيْنِ .