الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب ابن حمدوه أبو بكر الرزاز المقرئ ، آخر من حدث عن أبي الحسين بن سمعون ، وقد كان ثقة متعبدا حسن الطريقة ، كتب عنه الخطيب وقال كان صدوقا توفي في هذه السنة عن [ ص: 67 ] تسع وثمانين سنة ، رحمه الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله أبو الحسن بن النقور البزاز ، أحد المسندين المعمرين ، تفرد بنسخ كثيرة عن ابن حبابة عن البغوي عن أشياخه ; كنسخة هدبة وكامل بن طلحة وعمر بن زرارة وأبي السكن البلدي ، وكان مكثرا متحريا ، وكان يأخذ على إسماع حديث طالوت بن عباد دينارا ، وقد أفتاه الشيخ أبو إسحاق الشيرازى بجواز أخذ الأجرة على إسماع الحديث ; لاشتغاله به عن الكسب توفي عن تسع وثمانين سنة . رحمه الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد أبو صالح المؤذن النيسابورى الحافظ كتب الكثير وجمع وصنف ، وكتب عن ألف شيخ ألف حديث وكان يعظ ويؤذن مات وقد جاوز الثمانين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 68 ] عبد الله بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسن أبو القاسم بن أبي محمد الخلال آخر من حدث عن أبي حفص الكتاني وقد سمع الكثير ، وروى عنه الخطيب ووثقه ، توفي عن خمس وثمانين سنة ، ودفن بباب حرب . رحمه الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرحمن - ابن منده - بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيي بن إبراهيم ، أبو القاسم بن أبي عبد الله ، الإمام ابن الإمام ، سمع أباه وابن مردويه وخلقا في أقاليم شتى ، سافر إليها وجمع شيئا كثيرا ، وكان ذا وقار وسمت حسن واتباع للسنة وفهم جيد ، كثير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يخاف في الله لومة لائم ، وكان سعد بن محمد الزنجاني يقول : حفظ الله الإسلام به ، وبعبد الله الأنصاري الهروي ، توفي ابن منده هذا بأصبهان عن سبع وثمانين سنة ، وحضر جنازته خلق كثير لا يعلمهم إلا الله عز وجل ، رحمه الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 69 ] عبد الملك بن عبد الغفار بن محمد بن المظفر بن علي أبو القاسم الهمذاني ، أحد الحفاظ الفقهاء الأولياء كان يلقب بنجير ، وقد سمع الكثير ، وكان يكتب للطلبة ويقرأ لهم ، توفي بالري في المحرم من هذه السنة ، ودفن إلى جانب إبراهيم الخواص .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الشريف أبو جعفر الحنبلي عبد الخالق بن عيسى بن أحمد بن محمد بن عيسى بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي ، ابن أبي موسى الحنبلي العباسي ، كان أحد الفقهاء العلماء العباد الزهاد المشهورين بالديانة والفضل والعبادة والقيام في الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، ولد سنة إحدى عشرة وأربعمائة ، واشتغل على القاضي أبي يعلى بن الفراء وزكاه شيخه عند ابن الدامغاني فقبله ، ثم ترك الشهادة بعد ذلك وكان مشهورا بالصلاح والديانة وحين احتضر الخليفة القائم بأمر الله أوصى أن يغسله الشريف أبو جعفر هذا ، وأوصى له بشيء كثير ومال جزيل فلم يقبل من ذلك شيئا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 70 ] وحين وقعت الفتنة بين الحنابلة والأشعرية بسبب ابن القشيري اعتقل هو في دار الخلافة مكرما معظما يدخل عليه الفقهاء وغيرهم ويقبلون يده ورأسه ، ولم يزل هناك حتى اشتكى ، فأذن له في المسير إلى أهله ، فتوفي عندهم ليلة الخميس النصف من صفر من هذه السنة ، ودفن إلى جانب الإمام أحمد ، فاتخذت العامة قبره سوقا كل ليلة أربعاء يترددون إليه ويقرءون الختمات عنده حتى جاء الشتاء ، وكان جملة ما قرئ عنده عشرة آلاف ختمة من كثرة القراءة عليه ، رحمه الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله أبو الحسن البيضاوي أحد الفقهاء الشافعيين ، وتولى القضاء بربع الكرخ ودفن عند والده ، رحمهما الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية