[ ص: 161 ] ثم دخلت سنة تسعين وأربعمائة 
فيها كان ابتداء ملك الخوارزمية ،  وذلك أن السلطان بركياروق  ملك فيها بلاد خراسان  بعد مقتل عمه أرسلان أرغون بن ألب أرسلان   وسلمها إلى أخيه أحمد المعروف بالملك سنجر ،  وجعل أتابكه الأمير قماج  ووزيره علي بن الحسين الطغرائي ،  واستعمل على خراسان  الأمير حبشي بن التونتاق ،  فولى مدينة خوارزم  شابا يقال له : محمد بن أنوشتكين ،  وكان أبوه من أمراء السلجوقية ،  ونشأ هو في أدب وفضيلة وحسن سيرة ، ولما ولي مدينة خوارزم  لقب خوارزم شاه  ، وكان أول ملوكهم فأحسن السيرة ، وعامل الناس بالجميل ، وحين مات قام من بعده على خوارزم  ولده أتسز  ، فجرى على سنن أبيه وأظهر العدل ، فحظي عند السلطان سنجر  ، وأحبه الناس ، وارتفعت منزلته . 
وفيها خطب الملك رضوان بن تاج الملك تتش  للخليفة الفاطمي المستعلي ،  وفي رمضان منها قتل برسق  أحد أكابر الأمراء ، وكان أول من تولى شحنكية بغداد    . وفي شوال قتل رجل باطني عند باب النوبي  كان قد شهد عليه عدلان ; أحدهما ابن عقيل  أنه دعاهما إلى مذهبه فجعل يقول أتقتلونني وأنا أقول : لا إله إلا الله ؟ فقال ابن عقيل    : قال الله تعالى :   [ ص: 162 ] فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين  فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا  الآية [ غافر : 84 ، 85 ] 
وحج بالناس فيها خمارتكين الحسناني    . 
وفي يوم عاشوراء كبست دار بهاء الدولة أبي نصر بن جلال الدولة أبي طاهر بن بويه  ؛ لأمور ثبتت عليه عند القاضي فأريق دمه ، ونقضت داره وعمل مكانها مسجدان للحنفية والشافعية ، وقد كان السلطان ملكشاه  قد أقطعه المدائن  ودير عاقول  وغيرهما . 
				
						
						
