[ ص: 323 ] ثم دخلت سنة ثنتين وخمسين وستمائة  
قال سبط ابن الجوزي  في كتابه مرآة الزمان : فيها وردت الأخبار من مكة  ، شرفها الله تعالى ، بأن نارا ظهرت في أرض عدن   في بعض جبالها ، بحيث إنه يطير شررها إلى البحر في الليل ، ويصعد منها دخان عظيم في أثناء النهار ، فما شكوا أنها النار التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، أنها تظهر في آخر الزمان ، فتاب الناس ، وأقلعوا عما كانوا عليه من المظالم والفساد ، وشرعوا في أفعال الخير والصدقات . 
وفيها قدم الفارس أقطاي  من الصعيد ،  وقد نهب أموال المسلمين ،  وأسر بعضهم ، ومعه جماعة من البحرية المفسدين في الأرض ، وقد بغوا وطغوا وتجبروا ، ولا يلتفتون إلى الملك المعز أيبك التركماني ،   ولا إلى زوجته شجر الدر ،   فشاور المعز زوجته شجر الدر  في قتل أقطاي ،  فأذنت له ، فعمل عليه حتى قتله في هذه السنة بالقلعة المنصورة  بمصر ،  فاستراح المسلمون من شره ، ولله الحمد والمنة . 
وفيها درس الشيخ عز الدين بن عبد السلام  بمدرسة الصالح أيوب  بين القصرين    . 
 [ ص: 324 ] وفيها قدمت بنت ملك الروم   في تجمل عظيم وإقامات هائلة إلى دمشق  زوجة لصاحبها الناصر بن العزيز بن الظاهر بن الناصر ،  وجرت أوقات حافلة بدمشق  بسببها . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					