[ ص: 423 ] ذكر ما ورد في الحوض النبوي المحمدي  ، سقانا الله منه يوم القيامة ، من الأحاديث المتواترة المتعددة من الطرق الكثيرة المتضافرة ، وإن رغمت أنوف كثير من المبتدعة النافرة المكابرة القائلين بجحوده ، المنكرين لوجوده ، وأخلق بهم أن يحال بينهم وبين وروده ، كما قال بعض السلف : من كذب بكرامة لم ينلها . ولو اطلع المنكر للحوض على ما سنورده من الأحاديث قبل مقالته لم يقلها 
روى أحاديث الحوض جماعة من الصحابة رضي الله عنهم ، منهم : أبي بن كعب ،   وأنس بن مالك ،   وبريدة بن الحصيب ،   وثوبان مولى رسول الله  صلى الله عليه وسلم ،  وجابر بن سمرة ،   وجابر بن عبد الله ،   وجندب بن عبد الله البجلي ،  وحارثة بن وهب ،  وحذيفة بن أسيد ،   وحذيفة بن اليمان ،   والحسن بن علي ،   وحمزة بن عبد المطلب ،   وزيد بن أرقم ،   وسلمان الفارسي ،   وسمرة بن جندب ،   وسهل بن سعد ،  وسويد بن جبلة ،  وعبد الله الصنابحي ،  وعبد الله بن زيد بن عاصم ،   وعبد الله بن عباس ،   وعبد الله بن عمر ،   وعبد الله بن عمرو بن العاص ،   وعبد الله بن مسعود ،   وعتبة بن عبد السلمي ،   وعثمان بن مظعون ،  والمستورد ،   وعقبة بن عامر الجهني ،  والنواس بن سمعان ،  وأبو أمامة   [ ص: 424 ] الباهلي ،   وأبو برزة الأسلمي ،  وأبو بكرة ،   وأبو ذر الغفاري ،   وأبو سعيد الخدري ،   وأبو هريرة الدوسي ،  وخولة بنت قيس ،  وأسماء بنت أبي بكر ،  وعائشة ،   وأم سلمة ،  رضي الله عنهم أجمعين . 
رواية  أبي بن كعب الأنصاري ،  رضي الله عنه : قال  أبو القاسم الطبراني    : حدثنا أبو زرعة الدمشقي ،  حدثنا محمد بن الصلت ،  حدثنا عبد الغفار بن القاسم ،  عن عدي بن ثابت ،  عن زر بن حبيش ،  عن أبي بن كعب ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الحوض ، فقالوا : يا رسول الله ، وما الحوض؟ فقال : " ماؤه أشد بياضا من اللبن ، وأبرد من الثلج ، وأحلى من العسل ، وأطيب ريحا من المسك ، من شرب منه شربة لم يظمأ أبدا ، ومن صرف عنه لم يرو أبدا   " . 
ورواه أبو بكر بن أبي عاصم ،  في كتاب " السنة " : حدثنا عقبة بن مكرم ،  حدثنا  يونس بن بكير ،  حدثنا عبد الغفار بن القاسم ،  فذكره بإسناده ، ولفظه : قيل : يا رسول الله ، وما الحوض؟ قال : " والذي نفسي بيده ، إن شرابه أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل ، وأبرد من الثلج ، وأطيب ريحا من المسك ، وآنيته أكثر عددا من النجوم ، لا يشرب منه إنسان فيظمأ أبدا ، ولا يصرف عنه إنسان فيروى أبدا   " . لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب ، ولا الإمام أحمد    . 
 [ ص: 425 ] رواية أنس بن مالك الأنصاري  خادم النبي صلى الله عليه وسلم : قال البخاري؟  حدثنا سعيد بن عفير ،  حدثنا ابن وهب ،  عن يونس ،  قال ابن شهاب    : حدثني أنس بن مالك ،  رضي الله عنه; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن ، وإن فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء   " . وكذا رواه مسلم ،  عن حرملة ،  عن ابن وهب  به . 
طريق أخرى عن أنس بن مالك ،  رضي الله عنه : قال  البخاري    : حدثنا مسلم بن إبراهيم ،  حدثنا وهيب ،  حدثنا عبد العزيز ،  عن أنس ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ليردن علي ناس من أصيحابي الحوض ، حتى إذا عرفتهم اختلجوا دوني ، فأقول : أصحابي . فيقول : لا تدري ما أحدثوا بعدك   " . ورواه مسلم ،  عن محمد بن حاتم ،  عن عفان ،  عن وهب بن خالد ،  عن  عبد العزيز بن صهيب  به . 
طريق أخرى عن أنس    : قال الإمام أحمد    : حدثنا  محمد بن فضيل ،  عن المختار بن فلفل ،  عن أنس بن مالك ،  قال : أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة ، فرفع رأسه متبسما ، إما قال لهم ، وإما قالوا له : لم ضحكت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :   [ ص: 426 ] إنه أنزلت علي آنفا سورة " فقرأ : " بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر    [ الكوثر : 1 ] حتى ختمها ، ثم قال : " هل تدرون ما الكوثر " قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : " هو نهر أعطانيه ربي عز وجل في الجنة ، عليه خير كثير ، ترد عليه أمتي يوم القيامة ، آنيته عدد الكواكب ، يختلج العبد منهم ، فأقول : يا رب ، إنه من أمتي . فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك   " . هذا ثلاثي الإسناد . 
ورواه مسلم ،  وأبو داود ،   والنسائي ،  من حديث ابن فضيل ،   وعلي بن مسهر ،  كلاهما عن المختار بن فلفل ،  عن أنس ،  به . 
ولفظ مسلم    : " فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل ، عليه خير كثير ، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة   " . والباقي مثله . ومعنى ذلك : أنه يشخب من الكوثر وهو في الجنة ميزابان إلى الحوض ، والحوض في موقف القيامة قبل الصراط; لأنه يختلج عنه ، ويمنع منه أقوام قد ارتدوا على أعقابهم ، ومثل هؤلاء لا يجاوزون الصراط . كما سيرد هذا من طرق متعددة ، وجاء مصرحا به أنه في العرصات ، كما ستراه قريبا إن شاء الله . وأما الكوثر فإنه نهر في الجنة . 
طريق أخرى عن أنس ،  رضي الله عنه : قال الإمام أحمد    : حدثنا أبو عامر ،  وأزهر بن القاسم ،  حدثنا هشام ،  عن قتادة ،  عن أنس    : أن رسول الله   [ ص: 427 ] صلى الله عليه وسلم قال : " مثل ما بين ناحيتي حوضي مثل ما بين المدينة  وصنعاء ،  أو مثل ما بين المدينة  وعمان    " . 
ورواه مسلم ،  عن هارون الحمال ،  عن عبد الصمد    . وأخرجه مسلم  أيضا عن عاصم بن النضر الأحول ،  عن المعتمر بن سليمان ،  عن أبيه ، عن قتادة ،  عن أنس ،  بنحوه . 
طريق أخرى عنه : قال الإمام أحمد    : حدثنا يونس ،  وحسن بن موسى ،  قالا : حدثنا حماد بن سلمة    . ورواه أحمد  أيضا عن عفان ،  عن حماد بن سلمة ،  عن علي بن زيد ،  عن الحسن ،  عن أنس;  أن قوما ذكروا عند عبيد الله بن زياد  الحوض فأنكره ، وقال : ما الحوض ؟ فبلغ ذلك أنس بن مالك ،  فقال : لا جرم ، والله لأفعلن . فأتاه ، فقال : ذكرتم الحوض؟ فقال عبيد الله    : هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكره؟ فقال : نعم ، أكثر من كذا وكذا مرة يقول : " إن ما بين طرفيه كما بين أيلة  إلى مكة  أو بين صنعاء  ومكة ،  وإن آنيته أكثر من عدد نجوم السماء   " انفرد به أحمد    . 
وقد رواه يحيى بن محمد بن صاعد ،  عن  سوار بن عبد الله القاضي العنبري ،  عن  معاذ بن معاذ العنبري ،  عن أشعث بن عبد الملك الحمراني ،  عن الحسن ،  عن أنس بن مالك ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حوضي ما بين كذا   [ ص: 428 ] إلى كذا ، فيه من الآنية عدد نجوم السماء ، أحلى من العسل ، وأبرد من الثلج ، وأبيض من اللبن ، من شرب منه لم يظمأ أبدا ، ومن لم يشرب منه لم يرو أبدا   " . 
طريق أخرى : قال أبو يعلى    : حدثنا  عبد الرحمن ، هو ابن سلام ،  حدثنا حماد بن سلمة ،  عن ثابت ،  عن أنس;  أن عبيد الله بن زياد  قال : يا أبا حمزة ،  هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الحوض؟ فقال : لقد تركت بالمدينة  عجائز يكثرن أن يسألن الله أن يوردهن حوض محمد  صلى الله عليه وسلم   . 
طريق أخرى : قال أبو يعلى  أيضا : حدثنا أبو خيثمة ،  حدثنا  عمر بن يونس الحنفي ،  حدثنا  عكرمة ، هو ابن عمار ،  عن يزيد الرقاشي ،  قال : قلت : يا أبا حمزة ،  إن قوما يشهدون علينا بالكفر والشرك . فقال أنس    : أولئك شر الخلق والخليقة . قلت : ويكذبون بالحوض . فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن لي حوضا عرضه كما بين أيلة ،  إلى الكعبة    - أو قال : صنعاء    - أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، فيه آنية عدد نجوم السماء ، يمده ميزابان من الجنة ، من كذب به لم يصب منه الشرب   " . 
طريق أخرى : قال  الحافظ أبو بكر أحمد بن عبد الخالق البزار  في مسنده : حدثنا محمد بن معمر ،  حدثنا أبو داود ،  حدثنا المسعودي ،  عن عدي بن ثابت ،  عن أنس ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حوضي من كذا إلى كذا ، فيه من الآنية   [ ص: 429 ] عدد النجوم ، أطيب ريحا من المسك ، وأحلى من العسل ، وأبرد من الثلج ، وأبيض من اللبن ، من شرب منه شربة لم يظمأ أبدا ، ومن لم يشرب منه لم يرو أبدا ، ثم قال : لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن أنس  بهذا الإسناد ، ولم يرو عدي بن ثابت  عن أنس  سواه ، ولا رواه عنه إلا المسعودي    . وهذا إسناد جيد ، ولم يروه أحد من أصحاب الكتب ، ولا  أحمد بن حنبل    . 
طريق أخرى : قال ابن أبي الدنيا    : حدثني الحسن بن الصباح ،  حدثنا مكي بن إبراهيم ،  حدثنا موسى بن عبيدة ،  عن أبي بكر بن عبيد الله بن أنس ،  عن جده أنس بن مالك ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أريت حوضي ، فإذا على حافتيه آنية مثل نجوم السماء ، فأدخلت يدي ، فإذا عنبر أذفر   " . 
رواية  بريدة بن الحصيب الأسلمي    : قال أبو يعلى    : حدثنا  يحيى بن معين ،  حدثنا يحيى بن يمان ،  عن عائذ بن نسير العجلي  عن علقمة بن مرثد ،  عن ابن بريدة ،  عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حوضي كما بين عمان  إلى اليمن ،  فيه آنية عدد نجوم السماء ، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا   " . 
وهكذا رواه ابن صاعد ،   وابن أبي الدنيا ،  عن عبد الله بن الوضاح الأزدي اللؤلئي ،  عن يحيى بن يمان  به . ولفظه : " حوضي ما بين عمان ،  واليمن ،  فيه آنية   [ ص: 430 ] عدد نجوم السماء ، أحلى من العسل ، وأبيض من اللبن ، وألين من الزبد ، من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا   " . لم يخرجوه . 
رواية ثوبان    : قال الإمام أحمد    : حدثنا عفان ،  حدثنا همام ،  حدثنا قتادة ،  عن سالم ،  عن معدان ،  عن ثوبان ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أنا بعقر حوضي يوم القيامة ، أذود عنه الناس لأهل اليمن ، وأضربهم بعصاي حتى يرفض عنهم " . قال : قيل : يا رسول الله : ما سعته ؟ قال : " من مقامي إلى عمان ،  يغت فيه ميزابان يمدانه   " . 
ورواه أحمد  أيضا عن عبد الصمد ،  عن هشام ،  عن قتادة . وعن عبد الوهاب ،  عن  سعيد بن أبي عروبة ،  عن قتادة    . وعن عبد الرزاق ،  عن معمر ،  عن قتادة  به ، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عرضه ، فقال : " من مقامي إلى عمان    " . وقال عبد الرزاق    : " ما بين بصرى وصنعاء ،  أو ما بين أيلة  ومكة    " . أو قال : " من مقامي هذا إلى عمان    " . وسئل عن شرابه ، فقال : " أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، يغت فيه ميزابان ، يمدانه من الجنة; أحدهما من ذهب ، والآخر من ورق   " . 
 [ ص: 431 ] وقال أبو يعلى    : حدثنا أبو بكر - هو ابن أبي شيبة    - حدثنا  محمد بن بشر العبدي ،  حدثنا  سعيد بن أبي عروبة ،  عن قتادة ،  عن  سالم بن أبي الجعد ،  عن معدان بن أبي طلحة ،  عن ثوبان ،  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أنا عند عقر حوضي أذود عنه الناس لأهل اليمن ، إني لأضربهم بعصاي حتى يرفض " . قال : وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سعة الحوض  ، قال : " مثل مقامي هذا إلى عمان ، ما بينهما شهر ، أو نحو ذلك " . فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرابه ، فقال : " أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، يغت فيه ميزابان ، مداده - أو مدادهما - من الجنة ، أحدهما ورق ، والآخر ذهب   " . 
وهكذا رواه مسلم ،  عن  أبي غسان مالك بن إسماعيل ،   ومحمد بن المثنى ،   ومحمد بن بشار ،  ثلاثتهم عن  معاذ بن هشام ،  عن أبيه ، عن قتادة ،  بنحوه . 
طريق أخرى عن ثوبان    : قال أحمد    : حدثنا حسين بن محمد ،  حدثنا  ابن عياش ،  عن محمد بن المهاجر ،  عن العباس بن سالم اللخمي ،  قال : بعث عمر بن عبد العزيز  إلى  أبي سلام الحبشي ،  فحمل إليه على البريد ، ليسأله عن الحوض ، فقدم به عليه ، فسأله فقال : سمعت ثوبان  يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن حوضي من عدن  إلى عمان  البلقاء ، ماؤه أشد بياضا من اللبن ،   [ ص: 432 ] وأحلى من العسل ، وأكاويبه عدد النجوم ، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا ، أول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين " . فقال عمر بن الخطاب ،  رضي الله تعالى عنه : من هم يا رسول الله؟ قال : " هم الشعث رءوسا ، الدنس ثيابا ، الذين لا ينكحون المتنعمات ، ولا تفتح لهم أبواب السدد   " . فقال عمر بن عبد العزيز    : لقد نكحت المتنعمات ، وفتحت لي السدد ، إلا أن يرحمني الله ، والله لا أدهن رأسي ، حتى يشعث ، ولا أغسل ثوبي الذي يلي جسدي حتى يتسخ   . ورواه الترمذي  في الزهد ، عن  محمد بن إسماعيل ،  عن يحيى بن صالح .   وابن ماجه  فيه ، عن محمود بن خالد الدمشقي ،  عن مروان بن محمد الطاطري ،  كلاهما عن محمد بن المهاجر ،  عن العباس بن سالم ،  عن أبي سلام    . 
قال شيخنا المزي  في أطرافه : ورواه  الوليد بن مسلم ،  عن يحيى بن الحارث ،  وشيبة بن الأحنف  وغيرهما ، عن أبي سلام    . 
وقال أبو بكر بن أبي عاصم    : حدثنا هشام بن عمار ،  حدثنا صدقة ،  حدثنا زيد بن واقد ،  حدثني بسر بن عبيد الله ،  حدثنا أبو سلام الأسود ،  عن   [ ص: 433 ] ثوبان ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حوضي كما بين عدن إلى عمان ، أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، وأطيب رائحة من المسك ، أكاويبه كنجوم السماء ، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا ، وأكثر الناس علي واردة فقراء المهاجرين " . قلنا : ومن هم يا رسول الله؟ قال : " الشعث رءوسا ، الدنس ثيابا ، الذين لا ينكحون المتنعمات ، ولا تفتح لهم أبواب السدد ، الذين يعطون الذي عليهم ، ولا يعطون الذي لهم   " . وهذه طريق جيدة أيضا . ، ولله الحمد والمنة . 
رواية  جابر بن سمرة    : قال أبو يعلى الموصلي    : حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع ،  حدثنا أبي ، حدثنا زياد بن خيثمة ،  عن  سماك بن حرب ،  عن  جابر بن سمرة ،  عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إني فرطكم على الحوض ، وإن بعد ما بين طرفيه كما بين صنعاء  وأيلة ،  كأن الأباريق فيه النجوم   " . وهكذا رواه مسلم  عن أبي همام ،  به وقال : ( أنا فرط لكم ) . والباقي مثله . 
طريق أخرى عن  جابر بن سمرة    : قال مسلم    : حدثنا قتيبة بن سعيد ،   وأبو بكر بن أبي شيبة ،  قالا : حدثنا حاتم بن إسماعيل ،  عن المهاجر بن   [ ص: 434 ] مسمار ،  عن  عامر بن سعد بن أبي وقاص ،  قال : كتبت إلى  جابر بن سمرة  مع غلامي نافع    : أخبرني بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : فكتب إلي : إني سمعته يقول : ( أنا الفرط على الحوض ) . 
رواية جابر بن عبيد الله    : قال الإمام أحمد    : حدثنا روح ،  حدثنا زكريا بن إسحاق ،  حدثنا أبو الزبير;  أنه سمع  جابر بن عبد الله  يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا على الحوض أنظر من يرد علي ) . قال : " فيؤخذ ناس دوني ، فأقول : يا رب ، مني ومن أمتي " . قال : " فيقال : وما يدريك ما عملوا بعدك؟ ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم   " . قال جابر    : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الحوض مسيرة شهر ، وزواياه سواء - يعني عرضه مثل طوله - وكيزانه مثل نجوم السماء ، وهو أطيب ريحا من المسك ، وأشد بياضا من اللبن ، من شرب منه لم يظمأ بعده أبدا   ) . هذا إسناد صحيح على شرط مسلم ،  ولم يروه ، وقد روى من طريق زكريا ،  عن  أبي الزبير ،  عن جابر ،  ستة أحاديث ، ليس هذا منها . 
طريق أخرى عن جابر    : قال  أبو بكر البزار    : حدثنا محمد بن عمر بن هياج  ، حدثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي ،  حدثنا عبيدة بن الأسود ،  عن مجالد ،  عن  عامر - هو الشعبي    - عن  جابر بن عبد الله ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إني فرطكم على الحوض ، وإني مكاثر بكم الأمم ، فلا ترجعوا بعدي كفارا يقتل بعضكم بعضا ) فقال رجل : يا رسول الله ، ما عرضه ؟ قال : " ما   [ ص: 435 ] ببن أيلة - أحسبه قال - إلى مكة ، فيه مكاكي أكثر من عدد النجوم ، لا يتناول مؤمن منها واحدا فيضعه من يده حتى يتناول آخر   ) . ثم قال : لا يروى عن جابر  إلا من هذا الوجه . 
ورواه ابن أبي الدنيا ،  عن أبي عبد الرحمن القرشي ،  عن عبيدة بن الأسود  به ، رواية جندب بن عبد الله البجلي    : قال  البخاري    : حدثنا عبدان ،  أخبرني أبي ، عن شعبة ،  عن عبد الملك ،  سمعت جندبا    : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " أنا فرطكم على الحوض    ) . 
ورواه مسلم  من حديث شعبة ،   وزائدة ،  ومسعر ،  ثلاثتهم عن  عبد الملك بن عمير ،  به . ورواه الإمام أحمد ،  من حديث هؤلاء عنه ، وعن سفيان بن عيينة  عنه ، ثم قال سفيان    : الفرط الذي يسبق . 
رواية حارثة بن وهب الخزاعي    : قال  البخاري    : حدثنا علي بن عبد الله ،  حدثنا حرمي بن عمارة ،  حدثنا شعبة ،  عن معبد بن خالد ،  أنه سمع حارثة بن وهب ،  يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ، وذكر الحوض ، فقال : ( كما بين المدينة   [ ص: 436 ] وصنعاء    . وزاد ابن أبي عدي  ، عن شعبة ،  عن معبد بن خالد ،  عن حارثة بن وهب ،  سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال : " حوضه ما بين صنعاء  والمدينة    ) . فقال له المستورد    : ألم تسمعه قال الأواني؟ قال : لا . قال المستورد    : ترى فيه الآنية مثل الكواكب . 
وقد رواه مسلم  ، عن إبراهيم بن محمد بن عرعرة ،  عن حرمي بن عمارة ،  عن شعبة    - كما ساقه  البخاري    . ورواه عن محمد بن عبد الله بن بزيغ ،  عن محمد بن عبد الله - وهو ابن أبي عدي    - عن شعبة ،  كما ذكره  البخاري  سواء . 
والمستورد هذا هو ابن شداد بن عمرو الفهري  ، صحابي جليل ، علق له  البخاري ،  وأسند ذلك مسلم ،  وروى له أهل السنن الأربعة ، وله أحاديث . 
الغفاري : أنبئنا عن الحافظ الضياء محمد بن عبد الواحد المقدسي ،  رحمه الله ، أنه قال في الجزء الذي جمعه في أحاديث الحوض : أخبرنا محمد بن أحمد بن نصر الأصبهاني  بها ، أن الحسن بن أحمد الحداد  أخبرهم قراءة عليه ، وهو حاضر ، أنبأنا أحمد بن عبد الله - يعني أبا نعيم الأصبهاني    - أخبرنا عبد الله بن جعفر ،  حدثنا إسماعيل بن عبد الله سمويه ،  حدثنا سعيد بن سليمان ،  حدثنا زيد بن الحسن ،  حدثنا معروف بن   [ ص: 437 ] خربوذ ،  حدثنا أبو الطفيل ،  عن حذيفة بن أسيد ،  رضي الله عنه ، قال : لما صدر النبي صلى الله عليه وسلم عن حجة الوداع قال : " أيها الناس ، إني فرطكم على الحوض ، وإنكم واردون على حوض عرضه ما بين بصرى  وصنعاء ،  فيه آنية عدد النجوم   ) . لم يروه من أصحاب الكتب أحد ، ولا أحمد    . 
رواية حذيفة بن اليمان    : قال الإمام أحمد    : حدثنا حسن ،  حدثنا ابن لهيعة ،  حدثنا ابن هبيرة ،  أنه سمع أبا تميم الجيشاني ،  يقول : أخبرني سعيد ،  أنه سمع حذيفة  يقول : غاب عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فلم يخرج ، حتى ظننا أنه لن يخرج ، فلما خرج سجد سجدة ، فظننا أن نفسه قد قبضت منها ، فلما رفع رأسه قال : ( إن ربي تبارك وتعالى ، استشارني في أمتي : ماذا أفعل بهم ؟ فقلت : ما شئت ، أي رب ، هم خلقك وعبادك . فاستشارني الثانية ، فقلت له كذلك . فقال : لا أحزنك في أمتك يا محمد    . وبشرني أن أول من يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا ، مع كل ألف سبعون ألفا ، ليس عليهم حساب  ، ثم أرسل إلي ، فقال : ادع تجب ، وسل تعط . فقلت لرسوله : أو معطي ربي سؤلي ؟ فقال : ما أرسلني إليك إلا ليعطيك ، ولقد أعطاني ربي عز وجل ولا فخر ، وغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر ، وأنا أمشي حيا صحيحا ، وأعطاني أن لا تجوع أمتي ، ولا تغلب ، وأعطاني الكوثر ، فهو نهر في الجنة ، يسيل في حوضي ، وأعطاني العز ، والنصر ، والرعب يسعى بين يدي أمتي شهرا ، وأعطاني أني أول   [ ص: 438 ] الأنبياء أدخل الجنة ، وطيب لي ولأمتي الغنيمة ، وأحل لنا كثيرا مما شدد على من قبلنا ، ولم يجعل علينا من حرج   ) . هذا حديث حسن الإسناد والمتن . 
طريق أخرى عنه : رواه  الطبراني  من حديث  مبارك بن فضالة ،  عن خالد بن أبي الصلت ،  عن  عبد الملك بن عمير ،  عن ربعي ،  عن حذيفة ،  مرفوعا : " إنها ستكون عليكم أمراء يكذبون ويظلمون ، فمن صدقهم بكذبهم ، وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولن يرد علي الحوض ، ومن لم يصدقهم بكذبهم ، ولم يعنهم على ظلمهم ، فهو مني وأنا منه ، وسيرد علي الحوض غدا إن شاء الله   ) . 
طريق أخرى : قال أبو القاسم البغوي    : حدثنا  عثمان بن أبي شيبة ،  حدثنا علي بن مسهر ،  عن سعد بن طارق ،  عن  ربعي بن حراش  ، عن حذيفة ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن حوضي لأبعد من أيلة  وعدن ،  والذي نفسي بيده لآنيته أكثر من عدد النجوم ، ولهو أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، والذي نفسي بيده ، إني لأذود عنه الرجال كما يذود الراعي الإبل الغريبة عن حوضه ) . قال : قيل يا رسول الله ، تعرفنا يومئذ ؟ قال : " نعم تردون علي غرا محجلين من آثار الوضوء ، وليست لأحد غيركم   " . 
 [ ص: 439 ] رواه مسلم ،  عن  عثمان بن أبي شيبة  بنحوه ، وعلقه  البخاري ،  فقال : وقال حصين ،  عن أبي وائل ،  عن حذيفة ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم . 
حديث الحسن بن علي بن أبي طالب    : قال  الطبراني    : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ،  وعبد الرحمن بن سلم الرازي ،  قالا : حدثنا  عباد بن يعقوب الأسدي ،  حدثنا علي بن عابس  ، عن بدر بن الخليل أبي الخليل ،  عن أبي كثير ،  قال : كنت جالسا عند الحسن بن علي ،  فجاءه رجل ، فقال : لقد سب عند معاوية  عليا  سبا قبيحا رجل يقال له : معاوية بن حديج    . فقال : تعرفه؟ قال : نعم ، قال : إذا رأيته فأتني به . قال : فرآه عند عمرو بن حريث ،  فأراه إياه ، قال : أنت معاوية بن حديج؟  فسكت ، فلم يجبه ، ثلاثا ، ثم قال : أنت السباب عليا  عند ابن آكلة الأكباد؟ أما إنك إن وردت عليه الحوض - وما أراك ترده - لتجدنه مشمرا حاسرا عن ذراعيه يذود الكفار والمنافقين عن حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تذاد غريبة الإبل عن صاحبها ، قول الصادق المصدوق أبي القاسم صلى الله عليه وسلم  [ ص: 440 ] ورواه من طريق أخرى عن علي بن أبي طلحة ،  عن الحسن  مرفوعا . 
حديث أبي عمارة بن عبد المطلب  رضي الله عنه : قال  الطبراني    : حدثنا  يحيى بن أيوب العلاف المصري ،  حدثنا  سعيد بن أبي مريم ،  حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير ،  أخبرني حرام بن عثمان  ، عن عبد الرحمن الأعرج ،  عن أسامة بن زيد ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى حمزة بن عبد المطلب  يوما ولم يجده ، فسأل امرأته عنه - وكانا من بني النجار    - فقالت : خرج بأبي أنت وأمي آنفا عامدا نحوك ، فأظنه أخطأك في بعض أزقة بني النجار ،  أفلا تدخل يا رسول الله؟ فدخل ، فقدمت إليه حيسا فأكل منه ، فقالت : يا رسول الله ، هنيئا لك ومريئا ، لقد جئت وأنا أريد أن آتيك أهنئك وأمرئك ، أخبرني أبو عمارة  أنك أعطيت نهرا في الجنة يدعى الكوثر . فقال : " أجل " ، وعرصته ياقوت ، ومرجان ، وزبرجد ، ولؤلؤ " . قالت : أحببت أن تصف لي حوضك بصفة أسمعها منك . فقال : ( هو ما بين أيلة ،  وصنعاء ،  فيه أباريق مثل عدد النجوم ، وأحب واردها على قومك ، يا بنت قهد الأنصاري    " . 
 [ ص: 441 ] هذا حديث عزيز جدا ، من رواية حمزة بن عبد المطلب ،  عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم من رواية زوجته هذه ، ورواية  عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ،  عن أسامة بن زيد  منقطعة ، وذكر أبو بكر الشافعي  في " فوائده " : أن بينهما المسور بن مخرمة    . 
رواية  زيد بن أرقم ،  رضي الله عنه : قال الإمام أحمد    : حدثنا عفان ،  حدثنا شعبة ،  قال : عمرو بن مرة  أخبرني ، قال : سمعت أبا حمزة  أنه سمع  زيد بن أرقم ،  قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فنزل منزلا ، فسمعته يقول : " ما أنتم بجزء من مائة ألف جزء ممن يرد على الحوض من أمتي " . قلنا لزيد    : كم كنتم يومئذ؟ قال : سبعمائة أو ثمانمائة   . 
وكذا رواه عن هاشم ،  عن شعبة    . ورواه  أبو داود الطيالسي ،  عن شعبة    . ورواه أحمد  ، عن أبي معاوية ،  عن الأعمش ،  كلاهما ، عن عمرو بن مرة  به . ورواه أبو داود  ، عن حفص بن عمر ،  عن شعبة    . 
قلت : وأبو حمزة ، هو طلحة بن يزيد الأنصاري  الكوفي مولى قرظة بن كعب    . والله سبحانه وتعالى أعلم . 
 [ ص: 442 ] رواية أخرى عن  زيد بن أرقم ،  رضي الله عنه : قال الإمام أحمد    : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم  قال : حدثنا أبو حيان التيمي ،    . 
وقال الحافظ  البيهقي    : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ،  أنبأنا الحسن بن يعقوب العدل  ، حدثنا محمد بن عبد الوهاب ،  أنبأنا  جعفر بن عون ،  أنبأنا أبو حيان يحيى بن سعيد التيمي ،  تيم الرباب - حدثنا يزيد بن حيان التيمي ،  قال : شهدت  زيد بن أرقم ،  وبعث إليه عبيد الله بن زياد ،  فقال : ما أحاديث بلغني عنك تحدث بها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ تزعم أن له حوضا في الجنة؟ فقال : حدثنا ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعدناه . فقال : كذبت ، ولكنك شيخ قد خرفت . قال : أما إنه سمعته أذناي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعته يقول : " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار    " وما كذبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم   . 
وستأتي روايته عن أخ له . 
وأما رواية سلمان الفارسي ،  رضي الله عنه : فروى الإمام  أبو بكر بن خزيمة  ، رحمه الله ، من حديث  علي بن زيد بن جدعان ،  عن  سعيد بن المسيب ،  عن سلمان ،  رضي الله عنه ، قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان ، فقال : " أيها الناس ، قد أظلكم شهر عظيم مبارك   . . . " وذكر تمام   [ ص: 443 ] الحديث بطوله في فضل شهر رمضان ، إلى أن قال : " ومن أشبع فيه صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة   " . 
رواية  سمرة بن جندب الفزاري ،  رضي الله عنه : قال أبو بكر بن أبي عاصم  ، حدثنا إبراهيم بن المستمر ،  حدثنا محمد بن بكار بن بلال ،  حدثنا  سعيد - هو ابن بشير    - عن قتادة ،  عن الحسن ،  عن سمرة بن جندب ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن لكل نبي حوضا يتباهون أيهم أكثر واردة ، وإني لأرجو أن أكون أكثرهم واردة   ) . وكذا رواه الترمذي ،  عن أحمد بن محمد بن نيزك ،  عن محمد بن بكار بن بلال ،  عن  سعيد بن بشير ،  وقال : هذا حديث غريب قال : ورواه أشعث بن عبد الملك ،  عن الحسن  مرسلا ، وهو أصح . 
رواية  سهل بن سعد الأنصاري الساعدي ،  رضي الله عنه : قال  البخاري    : حدثنا  سعيد بن أبي مريم ،  حدثنا محمد بن مطرف ،  حدثنا أبو حازم ،  عن سهل بن سعد ،  قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إني فرطكم على الحوض ، من مر علي شرب ، ومن شرب لم يظمأ أبدا ، ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ، ثم يحال بيني وبينهم   " . قال أبو حازم    : فسمعني النعمان بن أبي عياش ،  فقال : هكذا سمعت من سهل؟  فقلت : نعم . فقال : أشهد على  أبي سعيد الخدري  لسمعته وهو يزيد فيها : " فأقول؟ إنهم مني . فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك . فأقول : سحقا سحقا لمن غير بعدي   " . وقال ابن عباس    :   [ ص: 444 ] سحقا : بعدا . يقال : سحيق : بعيد ، سحقه ، وأسحقه : أبعده . تفرد به من هذا الوجه . والله أعلم . 
وأما رواية سويد بن جبلة ،  فذكرها القاضي عياض ،  وكذلك رواية عبد الله الصنابحي ،  ذكرها عياض  أيضا . 
رواية  عبد الله بن زيد بن عاصم المازني ،  رضي الله عنه : ثبت في " الصحيحين " عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قسم غنائم حنين ،  فأعطى من أعطى من صناديد قريش ،  والعرب ، فتغضب بعض الأنصار ،  فخطبهم ، فقال لهم فيما قال : " إنكم ستجدون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض   " . 
رواية  عبد الله بن عباس ،  رضي الله عنه : قال  أبو بكر البزار    : حدثنا يوسف بن موسى ،  حدثنا جرير ،  حدثنا  ليث - هو ابن أبي سليم ،    - عن عبد الملك بن سعيد بن جبير ،  عن أبيه ، عن ابن عباس    : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إني آخذ بحجزكم أقول : إياكم وجهنم ، إياكم والحدود ،   [ ص: 445 ] إياكم وجهنم ، إياكم والحدود " - ثلاث مرات - " وإذا أنا مت تركتكم على البيضاء ، وأنا فرطكم على الحوض ، فمن ورد أفلح ، ويؤتى بأقوام فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : يا رب - أحسبه قال : أصحابي - فيقال : ما زالوا بعدك يرتدون على أعقابهم   " . ثم قال : تفرد به ليث ،  عن عبد الملك بن سعيد بن جبير    . 
وقال  البخاري  في باب الحوض من " صحيحه " : حدثنا عمرو بن محمد ،  حدثنا هشيم  ، حدثنا أبو بشر ،   وعطاء بن السائب ،  عن سعيد بن جبير ،  عن ابن عباس ،  قال : الكوثر : الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه . قال أبو بشر    : قلت  لسعيد بن جبير    : إن أناسا يزعمون أنه نهر في الجنة ، فقال سعيد    : النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه . 
قلت : وقد تقدم أنه يشخب من الكوثر الذي في الجنة إلى الحوض الذي في الموقف ميزابان من ذهب وفضة . 
طريق أخرى عن ابن عباس ،  رضي الله تعالى عنهما : قال  الطبراني    : حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ،  حدثنا محمد بن عبد الوهاب الحارثي ،   [ ص: 446 ] حدثنا عبد الله بن عبيد بن عمير ،  عن  ابن أبي مليكة ،  عن ابن عباس ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حوضي مسيرة شهر ، زواياه سواء ، أكوابه عدد نجوم السماء ، ماؤه أبيض من الثلج ، وأحلى من العسل ، وأطيب - يعني ريحا - من المسك ، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا   " . 
طريق أخرى عن ابن عباس ،  رضي الله عنهما : قال ابن أبي الدنيا    : حدثنا العباس بن محمد ،  حدثنا حسين بن محمد المروزي ،  حدثنا محصن بن عقبة اليماني  ، عن الزبير بن شبيب ،  عن عثمان بن حاضر ،  عن ابن عباس ،  قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوقوف بين يدي رب العالمين ، هل فيه ماء؟ قال : " إي ، والذي نفسي بيده ، إن فيه لماء ، إن أولياء الله ليردون حياض الأنبياء ، ويبعث الله سبعين ألف ملك في أيديهم عصي من نار يذودون الكفار عن حياض الأنبياء   " . 
رواية عبد الله بن عمر ،  رضي الله عنهما : قال  البخاري    : حدثنا مسدد ،  حدثنا يحيى  ، عن عبيد الله ،  حدثني نافع ،  عن ابن عمر ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " أمامكم حوض ، ما بين جرباء  وأذرح    " . 
 [ ص: 447 ] ورواه أحمد ،  عن  يحيى القطان ،  ورواه مسلم  ، من حديث عبيد الله ،  وأيوب ،   وموسى بن عقبة ،  وغيرهم ، عن نافع    . 
وفي بعض الروايات؟ " أمامكم حوض كما بين جرباء  وأذرح    - وهما قريتان بالشام    - فيه أباريق عدد نجوم السماء ، من ورده فشرب منه لم يظمأ بعدها أبدا   " . 
طريق أخرى عنه : قال الإمام أحمد    : حدثنا أبو المغيرة ،  حدثنا عمر بن عمرو أبو عثمان الأحموسي ،  حدثني المخارق بن أبي المخارق ،  عن عبد الله بن عمر  أنه سمعه يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " حوضي كما بين عدن  وعمان  أبرد من الثلج ، وأحلى من العسل ، وأطيب ريحا من المسك ، أكوابه مثل نجوم السماء ، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا ، أول الناس عليه ورودا صعاليك المهاجرين " . قال قائل : ومن هم يا رسول الله؟ قال : الشعثة رءوسهم ، الشحبة وجوههم ، الدنسة ثيابهم ، لا يفتح لهم أبواب السدد ، ولا ينكحون المتنعمات ، الذين يعطون كل الذي عليهم ، ولا يأخذون الذي لهم   " . تفرد به أحمد    . 
 [ ص: 448 ] طريق أخرى عنه : قال  أبو داود الطيالسي    : حدثنا أبو عوانة ،  حدثنا عطاء بن السائب ،  قال : قال لي  محارب بن دثار    : ما كان سعيد بن جبير  يقول في الكوثر؟ قلت : كان سعيد  يحدث عن ابن عباس ،  قال : هو الخير الكثير . قال محارب    : أين يقع رأي ابن عباس؟  قال محارب    : حدثنا عبد الله بن عمر ،  قال : لما نزلت : إنا أعطيناك الكوثر    [ الكوثر : ا ] . قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هو نهر في الجنة حافتاه من ذهب ، يجري على الدر والياقوت ، تربته أطيب ريحا من المسك ، وطعمه أحلى من العسل ، وماؤه أشد بياضا من الثلج   " . 
ورواه  البيهقي  من حديث حماد بن زيد ،  عن عطاء بن السائب  بنحوه ، وأخرجه الترمذي ،   وابن ماجه  من طريق  محمد بن فضيل ،  عن عطاء بن السائب ،  به . وقال الترمذي    : حسن صحيح . 
رواية  عبد الله بن عمرو بن العاص ،  رضي الله عنهما : قال  البخاري    : حدثنا  سعيد بن أبي مريم ،  حدثنا  نافع بن عمر ،  عن  ابن أبي مليكة  قال : قال عبد الله بن عمير    : قال النبي صلى الله عليه وسلم " حوضي مسيرة شهر ، ماؤه أبيض من اللبن ، وريحه أطيب من المسك ، وكيزانه كنجوم السماء ، من شرب منه فلا يظمأ أبدا   " . ورواه مسلم ،  عن داود بن عمرو ،  عن  نافع بن عمر ،  به .   [ ص: 449 ] طريق أخرى عنه : قال الإمام أحمد    : حدثنا يحيى  ، حدثنا حسين المعلم ،  حدثنا عبد الله بن بريدة ،  عن أبي سبرة - واسمه سالم بن سبرة    - قال : كان عبيد الله بن زياد  يسأل عن الحوض ؟ حوض محمد  صلى الله عليه وسلم ، وكان يكذب به بعد ما سأل  أبا برزة ،   والبراء بن عازب ،  وعائذ بن عمرو ،  ورجلا أخر ، وكان يكذب به ، فقال أبو سبرة    : أنا أحدثك بحديث فيه شفاء هذا ، إن أباك بعث معي بمال إلى معاوية ،  فلقيت عبد الله بن عمرو ،  فحدثني بما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأملى علي ، فكتبت بيدي ، فلم أزد حرفا ، ولم أنقص حرفا ، حدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله لا يحب الفحش ، أو يبغض الفاحش ، والمتفحش    " . قال : ولا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش ، والتفاحش ، وقطيعة الرحم ، وسوء المجاورة ، وحتى يؤتمن الخائن ، ويخون الأمين " . وقال : " ألا إن موعدكم حوضي ، عرضه وطوله واحد ، وهو كما بين أيلة  ومكة ،  وهو مسيرة شهر ، فيه مثل النجوم أباريق ، شرابه أشد بياضا من الفضة ، من شرب منه مشربا لم يظمأ بعده أبدا   " . فقال عبيد الله    : ما سمعت في الحوض حديثا أثبت من هذا . فصدق به ، وأخذ الصحيفة ، فحبسها عنده . 
طريق أخرى عنه : قال  أبو بكر البزار  في " مسنده " : حدثنا   [ ص: 450 ] محمود بن بكر بن عبد الرحمن ،  حدثنا أبي ، حدثنا عيسى بن المختار ،  عن  محمد بن أبي ليلى ،  عن  عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ،  عن  عبيد بن عمير الليثي ،  عن عبد الله بن عمرو    : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن لي حوضا في الجنة مسيرته شهر ، وزواياه سواء ، ريحه أطيب من المسك ، ماؤه كالورق ، أقداحه كنجوم السماء ، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا   " . ثم قال : لا نعلم روى  عبيد بن عمير ،  عن عبد الله بن عمرو  غير هذا الحديث . 
طريق أخرى أيضا : رواها  الطبراني  من حديث مسلم بن رئاب  ، عن عبد الله بن عمرو    . 
رواية  عبد الله بن مسعود الهذلي ،  رضي الله عنه : قال  البخاري    : حدثنا يحيى بن حماد ،  حدثنا أبو عوانة ،  عن سليمان ،  عن شقيق ،  عن عبد الله ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أنا فرطكم على الحوض   " . قال  البخاري    : وحدثنا عمرو بن علي ،  حدثنا محمد بن جعفر ،  حدثنا شعبة ،  عن المغيرة    : سمعت أبا وائل ،  عن عبد الله ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أنا فرطكم على الحوض ، وليرفعن رجال منكم ، ثم ليختلجن دوني ، فأقول : يا رب ، أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك   " . تابعه عاصم ،  عن أبي وائل ،  وقال حصين    : عن أبي وائل ،  عن حذيفة ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم . 
 [ ص: 451 ] طريق أخرى عنه في الحوض وغيره : قال الإمام أحمد    : حدثنا  عارم بن الفضل ،  حدثنا سعيد بن زيد ،  حدثنا علي بن الحكم البناني ،  عن عثمان ،  عن إبراهيم ،  عن علقمة ،  والأسود ،  عن ابن مسعود ،  قال : جاء ابنا مليكة  إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالا : إن أمنا ماتت وكانت تكرم الزوج ، وتعطف على الولد - قال : وذكر الضيف - غير أنها كانت وأدت في الجاهلية ، فقال : " أمكما في النار " . قال : فأدبرا والشر يرى في وجوههما ، فأمر بهما ، فردا ، فرجعا والسرور يرى في وجوههما رجاء أن يكون قد حدث شيء ، فقال : " أمي مع أمكما " . فقال رجل من المنافقين : وما يغني هذا عن أمه شيئا ، ونحن نطأ عقبيه! فقال رجل من الأنصار - ولم أر رجلا قط أكثر سؤالا منه - : يا رسول الله ، هل وعدك ربك فيهما ؟ قال : فظن أنه من شيء قد سمعه ، فقال : ما سألته ربي ، وما أطمعني فيه ، وإني لأقوم المقام المحمود يوم القيامة " . فقال الأنصار : وما ذاك المقام المحمود؟ قال : " ذاك إذا جيء بكم حفاة عراة غرلا ، فيكون أول من يكسى إبراهيم ،  يقول : اكسوا خليلي . فيؤتى بريطتين بيضاوين ، فيلبسهما ، ثم يقعد مستقبل العرش ، ثم أوتى بكسوتي ،   [ ص: 452 ] فألبسها ، فأقوم عن يمينه مقاما لا يقومه أحد ، يغبطني به الأولون والآخرون " . قال : " ويفتح نهر من الكوثر إلى الحوض " . فقال المنافق : إنه ما جرى ماء قط إلا على حال أو رضراض . فقال الأنصاري : يا رسول الله ، هل له حال أو رضراض؟ قال : " حاله المسك ، ورضراضه التوم " . فقال المنافق : لم أسمع كاليوم ، قلما جرى ماء قط على حال أو رضراض إلا كان له نبت . فقال الأنصاري : يا رسول الله ، هل له نبت؟ قال : " نعم ، قضبان الذهب " . قال المنافق : لم أسمع كاليوم ، فإنه قلما نبت قضيب إلا أورق ، وإلا كان له ثمر . قال الأنصاري : يا رسول الله ، هل له ثمر ؟ قال : " نعم ، ألوان الجوهر ، وماؤه أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، من شرب منه مشربا لم يظمأ بعده ، ومن حرمه لم يرو بعده   " . تفرد به أحمد ،  وهو غريب جدا . 
رواية  عتبة بن عبد السلمي ،  رضي الله عنه : قال  الطبراني    : حدثنا   [ ص: 453 ]  أحمد بن خليد الحلبي ،  حدثنا  أبو توبة الربيع بن نافع ،  حدثنا  معاوية بن سلام ،  عن زيد بن سلام ،  أنه سمع أبا سلام  يقول : حدثني عامر بن زيد البكالي ،  أنه سمع  عتبة بن عبد السلمي  يقول : جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما حوضك هذا الذي تحدث عنه؟ فقال : " كما بين البيضاء إلى بصرى ، يمدني الله فيه بكراع لا يدري إنسان ممن خلق الله أين طرفاه   " . قال  أبو عبد الله القرطبي    : وخرج  الترمذي الحكيم  في " نوادر الأصول " من حديث عثمان بن مظعون ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يا عثمان ،  لا ترغب عن سنتي ، فإنه من رغب عن سنتي ، ثم مات قبل أن يتوب ضربت الملائكة وجهه عن حوضي يوم القيامة   " . 
رواية عقبة بن عامر الجهني ،  رضي الله عنه : قال  البخاري    : حدثنا عمرو بن خالد ،  حدثنا الليث ،  عن يزيد ،  عن أبي الخير ،  عن عقبة بن عامر ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما ، فصلى على أهل أحد  صلاته على الميت ، ثم انصرف على المنبر ، فقال : " إني فرط لكم على الحوض ، وأنا شهيد عليكم ، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض - أو مفاتيح الأرض - وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ،   [ ص: 454 ] ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها   " . 
ورواه مسلم ،  عن قتيبة ،  عن الليث ،  به . ومن حديث يحيى بن أيوب ،  عن يزيد بن أبي حبيب ،  به ، وعنده : " إني فرطكم على الحوض ، وإن عرضه كما بين أيلة  إلى الجحفة ،  وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي ، ولكنى أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها ، وتقتتلوا فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم   " . قال عقبة    : فكانت آخر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر . 
ذكر ما روي عن عمر بن الخطاب ،  رضي الله عنه ، في ذلك : أسند  البيهقي  من طريق  علي بن المديني ،  حدثنا عفان ،  حدثنا حماد بن سلمة ،  عن علي بن زيد ،  عن يوسف بن مهران ،  عن ابن عباس ،  قال : سمعت عمر بن الخطاب ،  رضي الله عنه ، يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجم ، ورجم أبو بكر ،  ورجمت ، وسيكون قوم يكذبون بالرجم ، والدجال ، والحوض ، والشفاعة ، وبعذاب القبر ، وبقوم يخرجون من النار   . وأما رواية المستورد  فذكرها القاضي عياض    . 
ورواية النواس بن سمعان الكلابي ،  رضي الله عنه : قال عمر بن محمد بن بجير البجيري    : حدثنا سليمان بن سلمة ،  حدثنا محمد بن إسحاق بن   [ ص: 455 ] إبراهيم ،  حدثنا  ابن جريج ،  عن مجاهد ،  عن النواس بن سمعان ،  سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن حوضي عرضه وطوله كما بين أيلة  إلى عمان ،  فيه أقداح كنجوم السماء ، أول من يرده من أمتي من يسقي كل عطشان   " . 
أورده الضياء  من هذا الوجه ، ثم قال : أرى أن هذا الحديث من صحاح البجيري ،  والله أعلم . 
رواية  أبي أمامة الباهلي ،  رضي الله عنه : قال أبو بكر بن أبي عاصم    : حدثنا  دحيم ،  حدثنا  الوليد بن مسلم ،  حدثنا صفوان ،  عن  سليم بن عامر ،  عن أبي اليمان الهوزني ،  عن أبي أمامة ،  أن يزيد بن الأخنس  قال : يا رسول الله ، فما سعة حوضك ؟ قال : " كما بين عدن  إلى عمان ،  فأوسع ، وأوسع - يشير بيده - فيه مثعبان من ذهب وفضة " . قال : فما ماء حوضك ؟ فقال : " أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، وأطيب رائحة من المسك ، من شرب منه لم يظمأ بعده أبدا ، ولم يسود وجهه أبدا   " . 
طريق أخرى عنه : قال ابن أبي الدنيا    : حدثنا محمد بن يوسف بن الصباح ،  حدثنا  عبد الله بن وهب ،  عن معاوية بن صالح ،  عن أبي يحيى  ، عن  أبي أمامة الباهلي ،  قال : قيل : يا رسول الله ، ما سعة حوضك ؟ قال : " ما بين عدن ، وعمان - وأشار بيده - وأوسع ، وأوسع ، وفيه مثعبان من ذهب وفضة " . قيل : يا   [ ص: 456 ] رسول الله ، فما شرابه ؟ قال أبيض من اللبن ، وأحلى مذاقا من العسل ، وأطيب ريحا من المسك ، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ، ولم يسود وجهه بعدها أبدا   " . 
رواية  أبي برزة الأسلمي ،  رضي الله عنه : قال أبو داود    : حدثنا مسلم بن إبراهيم ،  حدثنا عبد السلام بن أبي حازم أبو طالوت ،  قال : شهدت  أبا برزة  دخل على عبيد الله بن زياد ،  فحدثني فلان - سماه مسلم    - وكان في السماط ، فلما رآه عبيد الله  قال : إن محمديكم هذا لدحداح . ففهمها الشيخ ، فقال : ما كنت أحسب أني أبقى في قوم يعيروني بصحبة محمد  صلى الله عليه وسلم . فقال له عبيد الله    : إن صحبة محمد  لك زين غير شين . ثم قال : إنما بعثت إليك لأسألك عن الحوض ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر فيه شيئا؟ قال أبو برزة    : نعم ، لا مرة ، ولا ثنتين ، ولا ثلاثا ، ولا أربعا ، ولا خمسا ، فمن كذب به فلا سقاه الله منه . ثم خرج مغضبا . 
وقال أبو بكر بن أبي الدنيا    : حدثنا أبو خيثمة ،  أخبرنا  يزيد بن هارون ،  أخبرنا محمد بن مهزم العبدي ،  عن أبي طالوت العبدي  ، سمعت  أبا برزة  يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الحوض ، فمن كذب به فلا سقاه   [ ص: 457 ] الله منه   . وقد رواه  البيهقي  من طريق أخرى عن محمد بن يحيى الذهلي ،  عن عبد الرحمن بن مهدي ،  عن قرة بن خالد ،  عن أبي حمزة طلحة بن يزيد  مولى الأنصار ،  عن  أبي برزة ،  في دخوله على عبيد الله بن زياد ،  بنحو ما تقدم . 
طريق أخرى عن  أبي برزة    : قال أبو بكر بن أبي عاصم    : حدثنا عبدة بن عبد الرحيم ،  حدثنا النضر بن شميل ،  حدثنا شداد بن سعيد ،  سمعت أبا الوازع ،  وهو جابر بن عمرو ،  سمع أبا برزة الأسلمي  يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما بين ناحيتي حوضي كما بين أيلة إلى صنعاء ، مسيرة شهر ، عرضه كطوله ، فيه ميزابان يغتان من الجنة من ورق وذهب ، أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل ، فيه أباريق عدد نجوم السماء   . 
طريق أخرى : قال ابن أبي عاصم    : حدثنا عقبة بن مكرم ،  حدثنا محمد بن موسى الشيباني ،  عن صالح ،  عن سيار بن سلامة الرياحي ،  عن أبيه ، عن  أبي برزة    : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن لي حوضا يوم القيامة ، عرضه ما بين أيلة  إلى صنعاء ،  ماؤه أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، فيه من الأباريق عدد نجوم السماء ، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا   " . ومن كذب به فلا سقاه الله . يعني منه . 
 [ ص: 458 ] رواية  أبي بكرة الثقفي ،  رضي الله عنه : قال أبو بكر بن أبي الدنيا  في " الأهوال " : حدثنا أحمد بن إبراهيم ،  حدثنا روح ،  حدثنا حماد بن زيد ،  عن علي بن زيد ،  عن الحسن ،  عن أبي بكرة ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أنا فرطكم على الحوض   . 
رواية  أبي ذر الغفاري ،  رضي الله عنه : قال مسلم بن الحجاج  في صحيحه " : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،  وإسحاق بن إبراهيم ،  وابن أبي عمر المكي    - واللفظ  لأبي بكر بن أبي شيبة    - قال إسحاق    : أخبرنا . وقال الآخران : حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد ،  عن  أبي عمران الجوني ،  عن عبد الله بن الصامت ،  عن أبي ذر ،  قال : قلت : يا رسول الله ، ما آنية الحوض؟ قال : " والذي نفس محمد بيده ، لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها ، ألا في الليلة المظلمة المصحية ، آنية الجنة من شرب منها لم يظمأ آخر ما عليه ، يشخب فيه ميزابان من الجنة ، من شرب منه لم يظمأ ، عرضه مثل طوله ما بين عمان إلى أيلة ، ماؤه أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل   " . هذا لفظه إسنادا ومتنا . 
رواية  أبي سعيد الخدري ،  رضي الله عنه : قال ابن أبي عاصم    : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،  حدثنا محمد بن بشر ،  حدثنا زكريا ،  عن عطية العوفي ،  عن  أبي سعيد الخدري ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " إن لي حوضا طوله ما بين الكعبة إلى بيت المقدس ، أبيض مثل اللبن ، آنيته عدد النجوم ، وإني لأكثر الأنبياء تبعا   [ ص: 459 ] يوم القيامة   " . ورواه ابن ماجه  ، عن أبي بكر بن أبي شيبة    . 
وقال ابن أبي الدنيا    : حدثنا محمد بن سليمان الأسدي ،  حدثنا عيسى بن يونس ،  عن زكريا ،  عن عطية ،  عن أبي سعيد ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن لي حوضا طوله من الكعبة إلى بيت القدس ، أشد بياضا من اللبن ، آنيته عدد النجوم ، وكل نبي يدعو أمته ، ولكل نبي حوض ، فمنهم من يأتيه الفئام ، ومنهم من يأتيه العصبة ، ومنهم من يأتيه النفر ، ومنهم من يأتيه الرجلان والرجل ، ومنهم من لا يأتيه أحد ، فيقال : لقد بلغت . وإني لأكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة   " . 
وروى  البيهقي  من طريق روح بن عبادة ،  عن مالك ،  عن خبيب بن عبد الرحمن ،  عن حفص بن عاصم ،  عن  أبي هريرة ،  وأبي سعيد ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة   " . ثم قال : ورواه  البخاري  من وجه آخر ، عن مالك ،  وأخرجاه من حديث عبيد الله بن عمر ،  عن خبيب ،  بدون ذكر أبي سعيد    . والله أعلم . 
رواية  أبي هريرة الدوسي ،  رضي الله عنه : قال  البخاري    : حدثنا إبراهيم بن المنذر ،  حدثنا أنس بن عياض ،  عن عبيد الله ،  عن خبيب ،  عن حفص بن   [ ص: 460 ] عاصم ،  عن  أبي هريرة ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة  ، ومنبري على حوضي   " . ورواه  البخاري  أيضا ، ومسلم  من طرق ، عن عبيد الله بن عمر ،  وأخرجه  البخاري  أيضا من حديث مالك ،  كلاهما عن خبيب بن عبد الرحمن ،  به . 
طريق أخرى عنه : قال  البخاري    : حدثنا إبراهيم بن المنذر ،  حدثنا محمد بن فليح ،  حدثنا أبي ، حدثني هلال ،  عن  عطاء بن يسار ،  عن  أبي هريرة ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " بينا أنا قائم على الحوض إذا زمرة ، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلم . فقلت : أين؟ قال : إلى النار والله . قلت : وما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى . ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلم . قلت : أين ؟ قال : إلى النار والله . قلت : وما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى . فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم   " . انفرد به  البخاري    . 
طريق أخرى : قال مسلم    : حدثنا  عبد الرحمن بن سلام الجمحي ،  حدثنا  الربيع - يعني ابن مسلم -  عن محمد بن زياد ،  عن  أبي هريرة ،  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لأذودن عن حوضي رجالا كما تذاد الغريبة من الإبل   " . 
 [ ص: 461 ] وحدثنيه عبيد الله بن معاذ ،  حدثنا أبي ، حدثنا شعبة ،  عن محمد بن زياد ،  سمع  أبا هريرة  يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله . 
طريق أخرى عنه : قال مسلم    : حدثنا  سويد بن سعيد ،  وابن أبي عمر ،  جميعا عن مروان الفزاري ،  قال  ابن أبي عمر    : حدثنا مروان الفزاري ،  عن  أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق ،  عن أبي حازم ،  عن  أبي هريرة ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن حوضي أبعد من أيلة من عدن ، لهو أشد بياضا من الثلج ، وأحلى من العسل باللبن ، ولآنيته أكثر من عدد النجوم ، وإني لأصد الناس عنه ، كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه " . قالوا : يا رسول الله ، أتعرفنا يومئذ قال : " نعم ، لكم سيما ليست لأحد من الأمم ، تردون علي غرا محجلين من أثر الوضوء   " . هذا لفظه . 
طريق أخرى عنه : أخرجه مسلم ،  من حديث إسماعيل بن جعفر ،  عن العلاء ،  عن أبيه ، عن  أبي هريرة ،  به . 
طريق أخرى عنه : روى الحافظ الضياء  من حديث يحيى بن صالح ،  حدثنا  سليمان بن بلال ،  حدثنا إبراهيم بن أبي أسيد ،  عن جده ، عن  أبي هريرة ،   [ ص: 462 ] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أنا هلكت فإني فرطكم على الحوض " . قيل : يا رسول الله ، وما الحوض ؟ قال : " عرضه مثل ما بينكم وبين جرباء وأذرح ، بياضه بياض اللبن ، وهو أحلى من العسل والسكر ، آنيته مثل نجوم السماء ، من ورد علي شرب ، ومن شرب منه لم يظمأ أبدا ، وإياكم أن ترد على أقوام أعرفهم ويعرفوني ، فيحال بيني وبينهم ، فأقول : إنهم من أمتي . فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك . فأقول : بعدا وسحقا لمن بدل بعدي   . 
ثم قال الحافظ الضياء    : لا أعلم أني سمعت بلفظ السكر عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا في هذا الحديث . قلت : بلى ، قد ورد لفظ السكر في حديث رواه  البيهقي  في باب الوليمة والنثار؟ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حضر عقدا ، فأتي بأطباق الجوز والسكر ، فنثر ، فجعل يخاطفهم ويخاطفونه   . الحديث بتمامه ، وهو غريب جدا . 
طريق أخرى عنه : قال  البخاري    : وقال  أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي  ، حدثنا أبي ، عن يونس ،  عن ابن شهاب ،  عن  سعيد بن المسيب ،  عن  أبي هريرة ،  أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلئون عن الحوض ، فأقول : يا رب ، أصحابي ، فيقول : إنك   [ ص: 463 ] لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى   " . 
قال : وقال شعيب ،  عن الزهري    : كان  أبو هريرة  يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم " فيجلون " . وقال عقيل    : " فيحلئون " . وقال الزبيدي    : عن الزهري ،  عن محمد بن علي ،  عن عبيد الله بن أبي رافع ،  عن  أبي هريرة ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم . 
وهذا كله تعليق ، ولم أر أحدا أسنده في شيء من هذه الوجوه عن  أبي هريرة ،  إلا أن  البخاري  قال بعد هذا : حدثنا  أحمد بن صالح ،  حدثنا ابن وهب ،  أخبرني يونس ،  عن ابن شهاب ،  عن ابن المسيب ،  أنه كان يحدث عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يرد علي الحوض رجال من أصحابي ، فيحلئون عنه ، فأقول : يا رب ، أصحابي فيقول : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى   " . 
وقال ابن أبي الدنيا    : حدثني يعقوب بن عبيد ،  وغيره ، عن سليمان بن حرب  ، عن حماد بن زيد ،  عن كلثوم    - إمام مسجد بني بشير    - عن الفضل بن عيسى ،  عن محمد بن المنكدر ،  عن  أبي هريرة ،  قال : كأني بكم صادرين على الحوض ، يلقى الرجل الرجل ، فيقول : أشربت؟ فيقول : نعم . 
 [ ص: 464 ] ويلقى الرجل الرجل ، فيقول : أشربت؟ فيقول : لا ، واعطشاه ! 
رواية  أسماء بنت أبي بكر الصديق ،  رضي الله عنهما : قال  البخاري    : حدثنا  سعيد بن أبي مريم ،  عن  نافع بن عمر ،  قال : حدثني  ابن أبي مليكة ،  عن أسماء بنت أبي بكر ،  رضي الله عنهما ، قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم ، وسيؤخذ ناس دوني ، فأقول : يا رب ، مني ومن أمتي . فيقال : هل شعرت ما عملوا بعدك؟ والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم   . فكان  ابن أبي مليكة  يقول : اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا ، أو نفتن عن ديننا   . 
ورواه مسلم ،  عن داود بن عمرو ،  عن  نافع بن عمر ،  عن  ابن أبي مليكة ،  عن أسماء ،  مثله . 
رواية أم المؤمنين عائشة ،  رضي الله عنها : قال  البيهقي    : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ،  أنبأنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ،  حدثنا إبراهيم بن الحسين ،  حدثنا آدم ،  حدثنا إسرائيل ،  عن أبي إسحاق ،  عن أبي عبيدة ،  قال : سألت  عائشة أم المؤمنين  عن الكوثر ، فقالت : هو نهر أعطيه نبيكم صلى الله عليه وسلم في الجنة ، حافتاه در مجوف ، عليه من الآنية عدد النجوم   . ورواه  البخاري  عن خالد بن يزيد الكاهلي ،  عن إسرائيل ،  واستشهد برواية مطرف    . 
 [ ص: 465 ] وقال مسلم    : حدثنا  ابن أبي عمر ،  حدثنا يحيى بن سليم ،  عن ابن خثيم ،  عن  عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ،  أنه سمع عائشة  تقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، وهو بين ظهراني أصحابه : " إني على الحوض أنتظر من يرد علي منكم ، فوالله ليقتطعن دوني رجال ، فلأقولن : أي رب ، مني ومن أمتي . فيقول : إنك لا تدري ما عملوا بعدك؟ ما زالوا يرجعون على أعقابهم   " . انفرد به مسلم    . 
رواية أم المؤمنين أم سلمة ،  رضي الله عنها : قال مسلم    : حدثني  يونس بن عبد الأعلى الصدفي ،  أخبرنا  عبد الله بن وهب ،  أخبرني عمر ، ، وهو ابن الحارث ،  أن بكيرا  حدثه عن القاسم بن عباس الهاشمي ،  عن عبد الله بن رافع ،  مولى أم سلمة ،  عن أم سلمة  زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت : كنت أسمع الناس يذكرون الحوض ، ولم أسمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان يوما من ذلك ، والجارية تمشطني ، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول :   " أيها الناس " . فقلت للجارية : استأخري عني . قالت : إنما دعا الرجال ، ولم يدع النساء . فقلت : إني من الناس . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لكم فرط على الحوض ، فإياي لا يأتين أحدكم ، فيذب عني كما يذب البعير الضال ، فأقول : فيم هذا ؟ فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك . فأقول : سحقا   " . 
ثم رواه مسلم ،   والنسائي  من حديث أفلح بن سعيد ،  عن عبد الله بن رافع   [ ص: 466 ] عنها . 
رواية أخ  لزيد بن أرقم    : قال الإمام أحمد    : ثنا عبد الرزاق ،  عن معمر ،  عن مطر ،  عن عبد الله بن بريدة ،  قال : شك عبيد الله بن زياد  في الحوض فأرسل إلى  زيد بن أرقم  فسأله عن الحوض ، فحدثه به حديثا مؤنقا فأعجبه ، فقال له : سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لا ، ولكن حدثنيه أخي   . 
فقد تلخص من مجموع هذه الأحاديث المتواترة صفة هذا الحوض العظيم ، والمورد الكريم الممد من شراب الجنة من نهر الكوثر ، الذي هو أشد بياضا من اللبن وأبرد من الثلج ، وأحلى من العسل ، وأطيب ريحا من المسك ، وهو في غاية الاتساع ، عرضه وطوله سواء ، كل زاوية من زواياه مسيرة شهر . 
وفي بعض الأحاديث المتقدمة أن كل ما له في زيادة واتساع ، وأنه ينبت في حاله - أي في طينه - من المسك ، وأن رضراضه من اللؤلؤ ، وأنه ينبت على جوانبه قضبان الذهب ، ويثمر ألوان الجواهر ، فسبحان الله الخالق الذي لا يعجزه شيء ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله . 
				
						
						
