ذكر أعاذنا الله من ذلك بما شاء أبواب جهنم وصفة خزنتها وزبانيتها ،
قال الله تعالى : وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين [ الزمر : 71 ، 72 ] . وقال تعالى : وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم [ الحجر : 43 ، 44 ] .
وقال : أخبرنا البيهقي أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو العباس الأصم ، حدثنا سعيد بن عثمان ، حدثنا بشر بن بكر ، حدثني عبد الرحمن بن يزيد ، حدثني أبو سعيد : سمعت يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبا هريرة " . إن الصراط بين ظهري جهنم ، دحض مزلة ، فالأنبياء يقولون عليه : اللهم سلم سلم . والناس كلمح البرق ، وكطرف العين ، وكأجاويد الخيل والبغال ، والركاب ، وشدا على الأقدام ، فناج مسلم ، ومخدوش مرسل ، ومطروح فيها ، ولها سبعة [ ص: 147 ] أبواب ، لكل باب منهم جزء مقسوم
وقال : أخبرنا البيهقي أنبا أبو الحسين بن بشران ، حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار ، سعدان بن نصر ، حدثنا معمر ، عن الخليل بن مرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ " تبارك " ، و " حم السجدة " ، وقال : " الحواميم سبع ، وأبواب جهنم سبع ; جهنم ، والحطمة ، ولظى ، وسعير ، وسقر ، والهاوية ، والجحيم " . قال : " تجيء كل حم منها يوم القيامة " . أحسبه قال : " تقف على باب من هذه الأبواب ، فتقول : اللهم لا تدخل هذه الأبواب ، من كان يؤمن بي ويقرأني " . ثم قال : وهذا منقطع ، البيهقي والخليل بن مرة فيه نظر .
وروى الترمذي من حديث عن مالك بن مغول ، جنيد عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " " . أو قال : " على أمة لجهنم سبعة أبواب ; باب منها لمن سل السيف على أمتي محمد " " . ثم قال : غريب ، لا نعرفه إلا من حديث . مالك بن مغول
وقال كعب : لجهنم سبعة أبواب ، باب منها للحرورية . وقال وهب بن [ ص: 148 ] منبه : بين كل بابين مسيرة سبعين سنة ، كل باب أشد حرا من الذي فوقه بسبعين ضعفا .
وقال أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا أبو شهاب الحناط ، عن عن عمرو بن قيس الملائي ، أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي ، قال : إن أبواب جهنم بعضها فوق بعض - وأشار أبو شهاب بأصابعه - فيملأ هذا ، ثم هذا ، ثم هذا .
حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري ، حدثنا حجاج ، أنبأنا في قوله تعالى : ابن جريج ، لها سبعة أبواب قال : أولها جهنم ، ثم لظى ، ثم الحطمة ، ثم السعير ، ثم سقر ، ثم الجحيم ، وفيها أبو جهل ، ثم الهاوية .
وقال الله تعالى : عليها ملائكة غلاظ شداد [ التحريم : 6 ] . أي : غلاظ [ ص: 149 ] الأخلاق ، شداد الأبدان . لا يعصون الله ما أمرهم [ التحريم : 6 ] . أي بعزمهم ، ونيتهم ، فهم لا يريدون أن يخالفوه في شيء أبدا ، لا بالعزم ولا بالنية ، لا ظاهرا ولا باطنا . ويفعلون ما يؤمرون [ التحريم : 6 ] . أي أن فعلهم ليس بإرادتهم ولا باختيارهم ، بل إنما هو صادر عن أمر الله لهم بما أمروا به ، بل لهم قوة على إبراز ما أمروا به من العزم إلى الفعل ، فلهم عزم صادق ، وأفعال عظيمة ، وقوة بليغة ، وشدة باهرة .
وقال تعالى : عليها تسعة عشر وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة [ المدثر : 30 ، 31 ] . أي لكمال طاعتهم وقوتهم . وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا [ المدثر : 31 ] . أي اختبارا وامتحانا ، وكأن هؤلاء التسعة عشر كالمقدمين الذين لهم أعوان وأتباع ، وقد روينا عند قوله تعالى : خذوه فغلوه [ الحاقة : 30 ] ، أن الرب تعالى إذا قال ذلك وأمر به ، ابتدره سبعون ألفا من الزبانية . وقد قال الله تعالى : فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد [ الفجر : 25 ، 26 ] .
وروى الحافظ الضياء من حديث محمد بن سليمان بن أبي داود ، عن أبيه ، عن يزيد البصري ، عن عن الحسن البصري ، أنس مرفوعا : " والذي نفسي بيده ، لقد خلقت ملائكة جهنم قبل أن تخلق جهنم بألف عام ، فهم كل يوم يزدادون [ ص: 150 ] قوة إلى قوتهم ، حتى يقبضوا على من قبضوا عليه بالنواصي والأقدام " .