[ ص: 409 ] فصل
قال ابن هشام : وقاتلت أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية يوم أحد ، فذكر سعيد بن أبي زيد الأنصاري أن أم سعد بنت سعد بن الربيع كانت تقول : دخلت على ، فقلت لها : يا خالة ، أخبريني خبرك . فقالت : خرجت أول النهار أنظر ما يصنع الناس ومعي سقاء فيه ماء ، فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه ، والدولة والريح للمسلمين ، فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقمت أباشر القتال ، وأذب عنه بالسيف ، وأرمي عن القوس ، حتى خلصت الجراح إلي . قالت : فرأيت على عاتقها جرحا أجوف له غور ، فقلت لها : من أصابك بهذا ؟ قالت : أم عمارة ابن قمئة أقمأه الله ، لما ولى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يقول : دلوني على محمد ، لا نجوت إن نجا . فاعترضت له أنا وأناس ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربني هذه الضربة ، ولقد ضربته على ذلك ضربات ، ولكن عدو الله كانت عليه درعان . [ ص: 410 ] ومصعب بن عمير
قال ابن إسحاق : وترس أبو دجانة دون رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ، يقع النبل في ظهره ، وهو منحن عليه ، حتى كثر فيه النبل .
قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة فكانت عنده قتادة بن النعمان . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى عن قوسه حتى اندقت سيتها ، فأخذها
قال ابن إسحاق : وحدثني القاسم بن عبد الرحمن بن رافع أخو بني عدي بن النجار قال : انتهى أنس بن النضر عم أنس بن مالك إلى عمر بن الخطاب ، في رجال من وطلحة بن عبيد الله المهاجرين والأنصار ، وقد ألقوا بأيديهم ، فقال : فما يجلسكم ؟ قالوا : قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : فما تصنعون بالحياة بعده ؟ ! قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل ، وبه سمي أنس بن مالك .
فحدثني حميد الطويل عن أنس بن مالك ، قال : لقد وجدنا بأنس بن النضر يومئذ سبعين ضربة ، فما عرفه إلا أخته ، عرفته ببنانه . [ ص: 411 ]
قال ابن هشام : وحدثني بعض أهل العلم ، أن عبد الرحمن بن عوف أصيب فوه يومئذ ، فهتم وجرح عشرين جراحة أو أكثر ، أصابه بعضها في رجله فعرج .
صلى الله عليه وسلم لم يمت في أحد ]