[ ص: 460 ] فصل في من استشهد يوم مؤتة من المسلمين
فمن المهاجرين ، ومولاهم جعفر بن أبي طالب ، زيد بن حارثة الكلبي ، ومسعود بن الأسود بن حارثة بن نضلة العدوي ، ووهب بن سعد بن أبي سرح ، فهؤلاء أربعة نفر . ومن الأنصار ، عبد الله بن رواحة وعباد بن قيس الخزرجيان ، والحارث بن النعمان بن إساف بن نضلة النجاري ، وسراقة بن عمرو بن عطية بن خنساء المازني ، أربعة نفر . فمجموع من قتل من المسلمين يومئذ هؤلاء الثمانية ، على ما ذكره ابن إسحاق ، لكن قال ابن هشام : وممن استشهد يوم مؤتة ، فيما ذكره ابن شهاب الزهري ، أبو كليب وجابر ابنا عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول المازنيان ، وهما شقيقان لأب وأم ، وعمرو وعامر ابنا سعد بن الحارث بن عباد بن سعد بن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أفصى . فهؤلاء أربعة من الأنصار أيضا ، فالمجموع على القولين اثنا عشر رجلا ، وهذا عظيم جدا أن يتقاتل جيشان متعاديان في الدين ، أحدهما ، وهو الفئة التي تقاتل في سبيل الله ، عدتها ثلاثة آلاف مقاتل ، وأخرى كافرة عدتها [ ص: 461 ] مائتا ألف مقاتل ، من الروم مائة ألف ، ومن نصارى العرب مائة ألف ، يتبارزون ويتصاولون ، ثم مع هذا كله لا يقتل من المسلمين إلا اثنا عشر رجلا ، وقد قتل من المشركين خلق كثير . هذا خالد وحده يقول : لقد اندقت في يدي يومئذ تسعة أسياف ، وما صبرت في يدي إلا صفيحة يمانية . فماذا ترى قد قتل بهذه الأسياف كلها ؟! دع غيره من الأبطال والشجعان ، من حملة القرآن ، وقد تحكموا في عبدة الصلبان ، عليهم لعائن الرحمن ، في ذلك الزمان ، وفي كل أوان . وهذا مما يدخل في قوله تعالى : قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار ( آل عمران : 13 ) .