ذكر من كان آخر الناس به عهدا عليه الصلاة والسلام
قال : ثنا الإمام أحمد يعقوب ، ثنا أبي ، عن ابن إسحاق حدثني أبي إسحاق بن يسار ، عن مقسم أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل ، عن مولاه عبد الله بن الحارث قال : اعتمرت مع علي في زمان عمر أو زمان عثمان ، فنزل على أخته فلما فرغ من عمرته رجع ، فسكب له غسل فاغتسل ، فلما فرغ من غسله دخل عليه نفر من أم هانئ بنت أبي طالب ، أهل العراق فقالوا : يا [ ص: 147 ] أبا حسن ، جئناك نسألك عن أمر نحب أن تخبرنا عنه . قال : أظن المغيرة بن شعبة يحدثكم أنه كان أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : أجل ، عن ذلك جئنا نسألك . قال : قثم بن عباس . تفرد به أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم أحمد من هذا الوجه . وقد رواه عن يونس بن بكير محمد بن إسحاق به مثله سواء ; إلا أنه قال قبله : عن ابن إسحاق قال : المغيرة بن شعبة يقول : أخذت خاتمي فألقيته في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقلت حين خرج القوم : إن خاتمي قد سقط في القبر ، وإنما طرحته عمدا ; لأمس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكون آخر الناس عهدا به . كان
قال ابن إسحاق فحدثني والدي إسحاق بن يسار ، عن مقسم ، عن مولاه عن عبد الله بن الحارث قال : اعتمرت مع علي . فذكر ما تقدم ، وهذا الذي ذكر عن المغيرة بن شعبة ، لا يقتضي أنه حصل له ما أمله ، فإنه قد يكون علي رضي الله عنه ، لم يمكنه من النزول في القبر بل أمر غيره فناوله إياه ، وعلى ما تقدم يكون الذي أمره بمناولته له . قثم بن عباس
وقد قال الواقدي : حدثني عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال : المغيرة بن شعبة خاتمه في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال علي : إنما ألقيته لتقول : نزلت في قبر النبي صلى الله عليه وسلم . فنزل فأعطاه ، [ ص: 148 ] أو أمر رجلا فأعطاه . ألقى
وقد قال : حدثنا الإمام أحمد بهز قالا : ثنا وأبو كامل حماد بن سلمة ، عن عن أبي عمران الجوني ، قال أبي عسيب أو أبي عسيم ، بهز : المغيرة : قد بقي من رجليه شيء لم يصلحوه . قالوا : فادخل فأصلحه . فدخل وأدخل يده فمس قدميه ، عليه الصلاة والسلام ، فقال : أهيلوا علي التراب . فأهالوا عليه حتى بلغ أنصاف ساقيه ، ثم خرج ، فكان يقول : أنا أحدثكم عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم . إنه شهد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم . قالوا : كيف نصلي عليه ؟ قال : ادخلوا أرسالا أرسالا . فكانوا يدخلون من هذا الباب ، فيصلون عليه ، ثم يخرجون من الباب الآخر . قال : فلما وضع في لحده صلى الله عليه وسلم قال