[ ص: 439 ] باب جامع لأحاديث متفرقة وردت في صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم  
قد تقدم في رواية  نافع بن جبير  عن علي بن أبي طالب ،  أنه قال : لم أر قبله ولا بعده مثله . 
وقال يعقوب بن سفيان    : حدثنا  عبد الله بن مسلمة القعنبي   وسعيد بن منصور ،  ثنا عمر بن يونس ،  ثنا عمر بن عبد الله مولى غفرة ،  حدثني إبراهيم بن محمد  من ولد علي ،  قال : كان علي  إذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لم يكن بالطويل الممغط ولا القصير المتردد  ، وكان ربعة من القوم ، ولم يكن بالجعد القطط ، ولا بالسبط ، كان جعدا رجلا ، ولم يكن بالمطهم ولا المكلثم ، وكان في الوجه تدوير ، أبيض مشربا ، أدعج العينين ، أهدب الأشفار ، جليل المشاش والكتد ، أجرد ذا مسربة ، شثن الكفين والقدمين ، إذا مشى تقلع كأنما يمشي   [ ص: 440 ] في صبب  ، وإذا التفت التفت معا ، بين كتفيه خاتم النبوة  ، أجود الناس كفا ، وأرحب الناس صدرا ، وأصدق الناس لهجة ، وأوفى الناس ذمة ، وألينهم عريكة ، وألزمهم عشرة ، من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه ، يقول ناعته : لم أر قبله ولا بعده مثله   . وقد روى هذا الحديث الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام  في كتاب " الغريب " ، ثم روى عن الكسائي   والأصمعي  وأبي عمرو  تفسير غريبه ، وحاصل ما ذكره مما فيه غرابة أن المطهم هو الممتلئ الجسم ، والمكلثم شديد تدوير الوجه ، يعني لم يكن بالسمين الناهض ، ولم يكن ضعيفا ، بل كان بين ذلك ، ولم يكن وجهه في غاية التدوير بل فيه سهولة ، وهي أحلى عند العرب ومن يعرف ، وكان أبيض مشربا حمرة ، وهي أحسن اللون ، ولهذا لم يكن أمهق اللون ، والأدعج هو شديد سواد الحدقة ، وجليل المشاش هو عظيم رؤوس العظام مثل الركبتين والمرفقين والمنكبين ، والكتد الكاهل وما يليه من الجسد . وقوله : شثن الكفين . أي : غليظهما . وتقلع في مشيته ، أي شديد المشية ، وتقدم الكلام على الشكلة والشهلة والفرق   [ ص: 441 ] بينهما ، والأهدب طويل أشفار العين ، وجاء في حديث أنه كان شبح الذراعين يعني غليظهما . والله تعالى أعلم . 
				
						
						
