ومن تواضعه صلى الله عليه وسلم  
ما روى  الإمام أحمد  من حديث حماد بن سلمة ،  عن ثابت    - زاد  النسائي    : وحميد    - عن أنس  أن رجلا قال : لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا سيدنا وابن سيدنا ، وخيرنا وابن خيرنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس قولوا بقولكم ، ولا يستهوينكم الشيطان أنا محمد بن عبد الله  عبد الله ورسوله ، والله ما أحب أن ترفعوني فوق ما رفعني الله   . 
وفي " صحيح مسلم    " عن عمر بن الخطاب  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تطروني كما أطرت النصارى  عيسى بن مريم ،  فإنما أنا عبد ، فقولوا : عبد الله ورسوله   . 
وقال  الإمام أحمد    : حدثنا يحيى  عن شعبة ،  حدثني الحكم ،  عن إبراهيم ،  عن الأسود  قال : قلت  لعائشة    : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في أهله ؟ قالت :   [ ص: 482 ] كان في مهنة أهله ، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة   . 
وحدثنا  وكيع  ومحمد بن جعفر ،  قالا : حدثنا شعبة ،  عن الحكم ،  عن إبراهيم ،  عن الأسود  قال : قلت  لعائشة    : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع إذا دخل بيته ؟ قالت : كان يكون في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج فصلى   . ورواه  البخاري ،  عن آدم ،  عن شعبة    . 
وقال  الإمام أحمد    : حدثنا عبدة ،  ثنا  هشام بن عروة ،  عن رجل قال : سألت عائشة    : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟ قالت : كان يرقع الثوب ، ويخصف النعل . أو نحو هذا   . وهذا منقطع من هذا الوجه . وقد قال : عبد الرزاق    : أنا معمر ،  عن الزهري ،  عن عروة ،   وهشام بن عروة ،  عن أبيه قال : سأل رجل عائشة    : هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته ؟ قالت : نعم ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله ، ويخيط ثوبه ، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته   . رواه  البيهقي  فاتصل الإسناد . 
وقال  البيهقي    : أنا  أبو الحسين بن بشران ،  أنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري  إملاء ، حدثنا محمد بن إسماعيل السلمي ،  حدثنا   [ ص: 483 ] أبو صالح ،  حدثني معاوية بن صالح ،  عن يحيى بن سعيد ،  عن عمرة  قالت : قلت  لعائشة    : ما كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته ؟ قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرا من البشر ، يفلي ثوبه ، ويحلب شاته ، ويخدم نفسه   . ورواه الترمذي  في " الشمائل " عن  محمد بن إسماعيل ،  عن عبد الله بن صالح ،  عن معاوية بن صالح ،  عن يحيى بن سعيد ،  عن عمرة  قالت : قيل  لعائشة    : ما كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته ؟ الحديث . 
وروى  ابن عساكر  من طريق أبي أسامة ،  عن حارثة بن محمد الأنصاري ،  عن عمرة  قالت : قلت  لعائشة    : كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهله ؟ قالت : كان ألين الناس ، وأكرم الناس ، وكان ضحاكا بساما   . 
وقال  أبو داود الطيالسي    : ثنا شعبة ،  حدثني مسلم أبو عبد الله الأعور ،  سمع أنسا  يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الذكر ، ويقل اللغو ، ويركب الحمار ، ويلبس الصوف ، ويجيب دعوة المملوك ، ولقد رأيته يوم خيبر  على حمار خطامه من ليف   . وفي الترمذي ،   وابن ماجه  من حديث مسلم بن كيسان الملائي ،  عن أنس  بعض ذلك . 
 [ ص: 484 ] وقال  البيهقي  أنا أبو عبد الله الحافظ  إملاء ، ثنا أبو بكر محمد بن جعفر الآدمي القارئ  ببغداد ،  ثنا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي ،  ثنا  أحمد بن نصر بن مالك الخزاعي ،  ثنا علي بن الحسين بن واقد ،  عن أبيه قال : سمعت يحيى بن عقيل  يقول : سمعت عبد الله بن أبي أوفى  يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الذكر ، ويقل اللغو ، ويطيل الصلاة ، ويقصر الخطبة ، ولا يستنكف أن يمشي مع العبد ، ولا مع الأرملة ، حتى يفرغ لهم من حاجاتهم   . ورواه  النسائي ،  عن محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة ،  عن الفضل بن موسى ،  عن الحسين بن واقد ،  عن يحيى بن عقيل الخزاعي البصري ،  عن ابن أبي أوفى  بنحوه . 
وقال  البيهقي    : أنا أبو عبد الله الحافظ ،  ثنا أبو بكر إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الفقيه  بالري ،  ثنا أبو بكر محمد بن الفرج الأزرق ،  ثنا  هاشم بن القاسم ،  ثنا شيبان أبو معاوية ،  عن أشعث بن أبي الشعثاء ،  عن أبي بردة ،  عن أبي موسى  قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركب الحمار ، ويلبس الصوف ، ويعتقل الشاة ، ويأتي مراعاة الضيف   . وهذا غريب من هذا الوجه ، ولم يخرجوه ، وإسناده جيد . 
 [ ص: 485 ] وروى محمد بن سعد ،  عن  محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ،  عن موسى بن يعقوب الزمعي ،  عن سهل مولى غنيمة ،  أنه كان نصرانيا من أهل مريس ، وأنه كان في حجر عمه ، أو أمه قال : قرأت يوما في مصحف لعمي فإذا فيه ورقة بغير الخط ، وإذا فيها نعت محمد  صلى الله عليه وسلم ؛ لا قصير ، ولا طويل ، أبيض ذو ضفيرتين ، بين كتفيه خاتم ، يكثر الاحتباء ، ولا يقبل الصدقة ، ويركب الحمار والبعير ، ويحتلب الشاة ، ويلبس قميصا مرقوعا ، ومن فعل ذلك فقد برئ من الكبر ، وهو من ذرية إسماعيل ،  اسمه أحمد    . قال : فلما جاء عمي ورآني قد قرأتها ضربني ، وقال : ما لك وفتح هذه ؟ فقلت : إن فيها نعت أحمد    . فقال : إنه لم يأت بعد   . 
وقال  الإمام أحمد    : ثنا إسماعيل ،  ثنا أيوب ،  عن عمرو بن سعيد ،  عن   [ ص: 486 ] أنس  قال : ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم   . وذكر الحديث . ورواه مسلم ،  عن  زهير بن حرب ،  عن إسماعيل بن علية  به . 
وقال الترمذي  في " الشمائل " : ثنا محمود بن غيلان ،  ثنا أبو داود ،  عن شعبة ،  عن الأشعث بن سليم  قال : سمعت عمتي تحدث عن عمها قال : بينا أنا أمشي بالمدينة إذا إنسان خلفي يقول " ارفع إزارك فإنه أتقى وأبقى " . فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، إنما هي بردة ملحاء . قال : " أما لك في أسوة ؟ " فنظرت ، فإذا إزاره إلى نصف ساقيه . 
ثم قال : ثنا سويد بن نصر ،  ثنا  عبد الله بن المبارك ،  عن موسى بن عبيدة ،  عن إياس بن سلمة ،  عن أبيه قال : كان عثمان بن عفان  يأتزر إلى أنصاف ساقيه ، قال : وقال : هكذا كانت إزرة صاحبي صلى الله عليه وسلم   . 
وقال أيضا : ثنا يوسف بن عيسى ،  ثنا  وكيع ،  ثنا الربيع بن صبيح ،  ثنا يزيد بن أبان ،  عن أنس بن مالك  قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر القناع ، كأن ثوبه ثوب زيات   . وهذا فيه غرابة ونكارة . والله أعلم . 
 [ ص: 487 ] وروى  البخاري ،  عن علي بن الجعد ،  عن شعبة ،  عن سيار أبي الحكم ،  عن ثابت ،  عن أنس  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبيان يلعبون فسلم عليهم . ورواه مسلم  من وجه آخر ، عن شعبة    . 
				
						
						
