[ ص: 130 ] ثم دخلت سنة سبعين من الهجرة 
فيها ثارت الروم واستجاشوا على من بالشام  ، واستضعفوهم لما يرون من الاختلاف الواقع بين  عبد الملك بن مروان  ، و عبد الله بن الزبير  ، فصالح  عبد الملك بن مروان  ، ملك الروم ، وهادنه على أن يدفع إليه عبد الملك  في كل جمعة ألف دينار خوفا منه على الشام    . 
وفيها وقع الوباء بمصر  ، فهرب منه عبد العزيز بن مروان  إلى الشرقية ،  فنزل حلوان  وهي على مرحلة من القاهرة  واتخذها منزلا واشتراها من القبط بعشرة آلاف دينار ، وبنى بها دارا للإمارة ، وجامعا ، وأنزلها الجند . 
وفيها ركب مصعب بن الزبير  من البصرة  إلى مكة  ومعه أموال جزيلة فأعطى وفرق ، ونحر عند الكعبة  ألف بدنة وعشرين ألف شاة ، وأغنى ساكني مكة  ثم عاد إلى العراق  ، وأنعم وأطلق لجماعة من رؤساء الناس بالحجاز  أموالا كثيرة . 
وحج بالناس فيها ابن الزبير  ، والعمال على الأمصار هم المذكورون فيما قبل . 
				
						
						
