[ ص: 426 ] الكرخي
الشيخ الإمام الزاهد ، مفتي العراق ، شيخ الحنفية أبو الحسن ، عبيد الله بن الحسين بن دلال ، البغدادي الكرخي الفقيه .
سمع إسماعيل بن إسحاق القاضي ، ومحمد بن عبد الله الحضرمي ، وطائفة .
حدث عنه : أبو عمر بن حيويه ، وأبو حفص بن شاهين ، والقاضي عبد الله بن الأكفاني ، والعلامة أبو بكر أحمد بن علي الرازي الحنفي ، وأبو القاسم علي بن محمد التنوخي ، وآخرون .
انتهت إليه رئاسة المذهب ، وانتشرت تلامذته في البلاد ، واشتهر اسمه ، وبعد صيته ، وكان من العلماء العباد ذا تهجد وأوراد وتأله ، وصبر على الفقر والحاجة ، وزهد تام ، ووقع في النفوس ، ومن كبار تلامذتهأبو بكر الرازي المذكور . وعاش ثمانين سنة .
كتب إلي المسلم بن محمد ، أخبرنا زيد بن الحسن ، أخبرنا أبو منصور الشيباني ، أخبرنا أبو بكر الخطيب ، قال : حدثني الصيمري قال : حدثني أبو القاسم بن علان الواسطي قال : لما أصاب أبا الحسن الكرخي الفالج في آخر عمره حضرته ، وحضر أصحابه : أبو بكر الدامغاني ، وأبو علي الشاشي ، وأبو عبد الله البصري ، فقالوا : هذا مرض يحتاج إلى نفقة [ ص: 427 ] وعلاج ، والشيخ مقل ولا ينبغي أن نبذله للناس ، فكتبوا إلى ، فأحس الشيخ بما هم فيه ، فبكى ، وقال : اللهم لا تجعل رزقي إلا من حيث عودتني . فمات قبل أن يحمل إليه شيء ، ثم جاء من سيف الدولة عشرة آلاف درهم ، فتصدق بها عنه . سيف الدولة بن حمدان
توفي -رحمه الله- في سنة أربعين وثلاثمائة .
وكان رأسا في الاعتزال ، الله يسامحه .