إن عذابها كان غراما والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إنها ساءت مستقرا ومقاما
دعاؤهم هذا أمارة على شدة مخافتهم الذنوب فهم يسعون في مرضاة ربهم لينجوا من العذاب ، فالمراد بصرف العذاب : إنجاؤهم منه بتيسير العمل الصالح ، وتوفيره ، واجتناب السيئات .
[ ص: 71 ] وجملة ( إن عذابها كان غراما ) يجوز أن تكون حكاية من كلام القائلين . ويجوز أن تكون من كلام الله تعالى معترضة بين اسمي الموصول ، وعلى كل فهي تعليل لسؤال صرف عذابها عنهم .
والغرام : الهلاك الملح الدائم ، وغلب إطلاقه على الشر المستمر .
وجملة ( إنها ساءت مستقرا ومقاما ) يجوز أن تكون حكاية لكلام القائلين فتكون تعليلا ثانيا مؤكدا لتعليلهم الأول ، وأن تكون من جانب الله تعالى دون التي قبلها فتكون تأييدا لتعليل القائلين . وأن تكون من كلام الله مع التي قبلها فتكون تكريرا للاعتراض .
والمستقر : مكان الاستقرار . والاستقرار : قوة القرار . والمقام : اسم مكان الإقامة ، أي : ساءت موضعا لمن يستقر فيها بدون إقامة مثل عصاة أهل الأديان ولمن يقيم فيها من المكذبين للرسل المبعوثين إليهم .