فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير     . 
لما ضمن الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم - أن الذين يجادلونه فيما جاءهم به يحدوهم إلى الجدال كبرهم المنطوي على كيدهم وأنهم لا يبلغون ما أضمروه وما يضمرونه ، فرع على ذلك أن أمره بأن يجعل الله معاذه منهم ، أي لا يعبأ بما يبيتونه ، أي قدم على طلب العوذ بالله  
وحذف متعلق استعذ لقصد تعميم الاستعاذة من كل ما يخاف منه . 
وجملة إنه هو السميع البصير  تعليل للأمر بالدوام على الاستعاذة ، أي لأنه المطلع على أقوالهم وأعمالهم وأنت لا تحيط علما بتصاريف مكرهم وكيدهم . 
والتوكيد بحرف إن ، والحصر بضمير الفصل مراعى فيه التعريض بالمتحدث عنهم وهم الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان . والمعنى : أنه هو القادر على إبطال ما يصنعونه لا أنت فكيف يتم لهم ما أضمروه لك . 
				
						
						
