[ ص: 68 ] الدلوك الغروب قاله الفراء وابن قتيبة ، واستدل الفراء بقول الشاعر :
هذا مقام قدمي رباح غدوة حتى دلكت براح
أي : حتى غابت الشمس ، وبراح اسم الشمس ، وأنشد ابن قتيبة : لذي الرمة
مصابيح ليست باللواتي يقودها نجوم ولا بالآفلات الدوالك
وقيل : الدلوك زوال الشمس نصف النهار . قيل : واشتقاقه من الدلك ; لأن الإنسان تدلك عينه عند النظر إليها . وقيل : الدلوك من وقت الزوال إلى الغروب . الغسق سواد الليل وظلمته . قال : غسق الليل غسوقا ، والغسق الاسم بفتح السين . وقال الكسائي : غسق الليل دخول أوله . قال الشاعر : النضر بن شميل
إن هذا الليل قد غسقا واشتكيت الهم والأرقا
وأصله من السيلان غسقت العين تغسق هملت بالماء والغاسق السائل ، وذلك أن الظلمة تنصب على العالم . قال الشاعر :
ظلت تجود يداها وهي لاهية حتى إذا جنح الإظلام والغسق
وسأل نافع بن الأزرق ما الغسق ؟ قال : الليل بظلمته ، ويقال : غسقت العين امتلأت دما . وحكى ابن عباس الفراء غسق الليل واغتسق وظلم وأظلم ودجى وأدجى وغبش وأغبش ، أبو عبيدة الهاجد النائم والمصلي . وقال ابن الإعرابي : هجد الرجل صلى من الليل ، وهجد نام بالليل . وقال الليث : تهجد استيقظ للصلاة . وقال ابن برزح : هجدته أيقظته ، فعلى ما ذكروا يكون من الأضداد ، والمعروف في كلام العرب أن الهاجد النائم ، وقد هجد هجودا نام . قال الشاعر :
ألا زارت وأهل منى هجود وليت خيالها بمنى يعود
وقال آخر :
ألا طرقتنا والرفاق هجود
وقال الآخر :
وبرك هجود قد أثارت مخافتي
زهقت نفسه تزهق زهوقا ذهبت ، وزهق الباطل زال واضمحل ، ولم يثبت . قال الشاعر :
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها إقدامه مزالة لم تزهق
ناء ينوء : نهض . الشاكلة الطريقة ، والمذهب الذي جبل عليه قاله الفراء ، وهو مأخوذ من الشكل ، يقال : لست على شكلي ولا شاكلتي ، والشكل المثل والنظير ، والشكل بكسر الشين الهيئة ، يقال : جارية حسنة الشكل . الينبوع مفعول من النبع وهو عين تفور بالماء . الكسف القطع ، واحدها كسفة ، تقول العرب : كسفت الثوب ونحوه قطعته ، وما زعم من أن كسف بمعنى غطى ليس بمعروف في دواوين اللغة . الرقي والرقى الصعود يقال : رقيت في السلم أرقى ، قال الشاعر : الزجاج
أنت الذي كلفتني رقي الدرج على الكلال والمشيب والعرج
خبت النار تخبو : سكن لهبها وخمدت سكن جمرها وضعف وهمدت طفئت جملة . قال الشاعر :
أمن زينب ذي النار قبيل الصبح ما تخبو
إذا ما خمدت يلقى عليها المندل الرطب
وقال الآخر
[ ص: 69 ]
وسطه كاليراع أو سرج المجدل طورا يخبو وطورا ينير
الثبور : الهلاك يقال : ثبر الله العدو ثبورا أهلكه . وقال ابن الزبعرى :
إذا جارى الشيطان في سنن الغي ومن مال مثله مثبور
فخروا لأذقان الوجوه تنوشهم سباع من الطير العوادي وتنتف
خافت بالكلام أسره بحيث لا يكاد يسمعه المتكلم وضربه حتى خفت أي : لا يسمع له حس .