(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=22ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=23ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=24فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=26قالت إحداهما ياأبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=27قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=28قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=29فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون ) .
[ ص: 112 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=22توجه ) رد وجهه . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=22تلقاء ) تقدم الكلام عليه في يونس ، أي ناحية وجهه . استعمل المصدر استعمال الظرف ، وكان هناك ثلاث طرق ، فأخذ
موسى أوسطها ، وأخذ طالبوه في الآخرين وقالوا : المريب لا يأخذ في أعظم الطرق ولا يسلك إلا بنياتها . فبقي في الطريق ثماني ليال
[ ص: 113 ] وهو حاف ، لا يطعم إلا ورق الشجر . والظاهر من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=22عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ) أنه كان لا يعرف الطريق ، فسأل ربه أن يهديه أقصد الطريق بحيث أنه لا يضل ، إذ لو سلك ما لا يوصله إلى المقصود لتاه . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : قصد
مدين وأخذ يمشي من غير معرفة ، فأوصله الله إلى
مدين . وقيل : هداه
جبريل إلى
مدين . وقيل : ملك غيره . وقيل : أخذ طريقا يأمن فيه ، فاتفق ذهابه إلى
مدين . والظاهر أن " سواء السبيل " : وسط الطريق الذي يسلكه إلى مكان مأمنه . وقال
مجاهد : " سواء السبيل " : طريق
مدين . وقال
الحسن : هو سبيل الهدى ، فمشى
موسى - عليه السلام - إلى أن وصل إلى
مدين ، ولم يكن في طاعة
فرعون .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=23ولما ورد ماء مدين ) أي وصل إليه ، والورود بمعنى الوصول إلى الشيء ، وبمعنى الدخول فيه . قيل : وكان هذا الماء بئرا . والأمة : الجمع الكثير ، ومعنى عليه : أي على شفيره وحاشيته . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=23يسقون ) يعني مواشيهم . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=23ووجد من دونهم ) أي من الجهة التي وصل إليها قبل أن يصل إلى الأمة ، فهما من دونهم بالإضافة إليه ، قاله
ابن عطية . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : في مكان أسفل من مكانهم . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=23تذودان ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وغيره : تذودان غنمهما عن الماء خوفا من السقاة الأقوياء . وقال
قتادة : تذودان الناس عن غنمهما . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : وكأنهما تكرهان المزاحمة على الماء . وقيل : لئلا تختلط غنمهما بأغنامهم . وقيل : تذودان عن وجوههما نظر الناظر لتسترهما . وقال
الفراء : تحبسانها عن أن تتفرق ، واسم الصغرى
عبرا ، واسم الكبرى
صبورا .
ولما رآهما
موسى - عليه السلام - واقفتين لا تتقدمان للسقي ، سألهما فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=23ما خطبكما ) ؟ قال
ابن عطية : والسؤال بالخطب إنما هو في مصاب ، أو مضطهد ، أو من يشفق عليه ، أو يأتي بمنكر من الأمر . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وحقيقته : ما مخطوبكما ؟ أي ما مطلوبكما من الذياد ؟ سمي المخطوب خطبا ، كما سمي الشئون شأنا في قولك : ما شأنك ؟ يقال : شأنت شأنه ، أي قصدت قصده . انتهى . وفي سؤاله - عليه الصلاة والسلام - دليل على جواز
nindex.php?page=treesubj&link=27140مكالمة الأجنبية فيما يعن ولم يكن لأبيهما أجير ، فكانتا تسوقان الغنم إلى الماء ، ولم تكن لهما قوة الاستقاء ، وكان الرعاة يستقون من البئر فيسقون مواشيهم ، فإذا صدروا ، فإن بقي في الحوض شيء سقتا . فوافى
موسى - عليه السلام - ذلك اليوم وهما يمنعان غنمهما عن الماء ، فرق عليهما وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=23ما خطبكما ) ؟ وقرأ
شمر : بكسر الخاء ، أي من زوجكما ؟ ولم لا يسقي هو ؟ وهذه قراءة شاذة نادرة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=23قالتا لا نسقي ) . وقرأ
ابن مصرف : لا نسقي ، بضم النون . وقرأ
أبو جعفر ،
وشيبة ،
والحسن ،
وقتادة ، والعربيان : يصدر ، بفتح الياء وضم الدال ، أي يصدرون بأغنامهم ؛ وباقي السبعة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج ،
وطلحة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ،
وابن أبي إسحاق ،
وعيسى : بضم الياء وكسر الدال ، أي يصدرون أغنامهم . وقرأ الجمهور : " الرعاء " ، بكسر الراء : جمع تكسير . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وأما الرعاء بالكسر فقياس ، كصيام وقيام . انتهى . وليس بقياس ؛ لأنه جمع راع ، وقياس فاعل الصفة التي للعاقل أن تكسر على فعلة ، كقاض وقضاة ، وما سوى جمعه هذا فليس بقياس . وقرئ : الرعاء ، بضم الراء ، وهو اسم جمع ، كالرجال والثناء . قال
أبو الفضل الرازي : وقرأ
عياش ، عن
أبي عمرو : الرعاء ، بفتح الراء ، وهو مصدر أقيم مقام الصفة ، فاستوى لفظ الواحد والجماعة فيه ، وقد يجوز أنه حذف منه المضاف . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=23وأبونا شيخ كبير ) اعتذار
لموسى عن مباشرتهما السقي بأنفسهما ، وتنبيه على أن أباهما لا يقدر على السقي لشيخه وكبره ، واستعطاف
لموسى في إعانتهما .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=24فسقى لهما ) أي سقى غنمهما لأجلهما . وروي أن الرعاة كانوا يضعون على رأس البئر حجرا لا يقله إلا عدد من الرجال ، واضطرب النقل في العدد ، فأقل ما قالوا سبعة ، وأكثره مائة ، فأقله وحده . وقيل : كانت لهم دلو لا ينزع بها إلا أربعون ، فنزع بها وحده . وروي أنه زاحمهم على الماء حتى سقى لهما ، كل ذلك رغبة في الثواب على ما كان به من نصب السفر وكثرة الجوع ، حتى كانت تظهر الخضرة في
[ ص: 114 ] بطنه من البقل . وقيل : إنه مشى حتى سقط أصله ، وهو باطن القدم ، ومع ذلك أغاثهما وكفاهما أمر السقي . وقد طابق جوابهما لسؤاله . سألهما عن سبب الذود ، فأجاباه : بأنا امرأتان ضعيفتان مستورتان ، لا نقدر على مزاحمة الرجال ، فنؤخر السقي إلى فراغهم . ومباشرتهما ذلك ليس بمحظور ، وعادة العرب وأهل البدو في ذلك غير عادة أهل الحضر والأعاجم ، لا سيما إذا دعت إلى ذلك ضرورة . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=24ثم تولى إلى الظل ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : ظل شجرة . قيل : كانت سمرة . وقيل : إلى ظل جدار لا سقف له . وقيل : جعل ظهره يلي ما كان يلي وجهه من الشمس . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=24فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ) قال المفسرون : تعرض لما يطعمه ، لما ناله من الجوع ، ولم يصرح بالسؤال ؛ و " أنزلت " هنا بمعنى تنزل . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وعدي باللام . " فقير " لأنه ضمن معنى سائل وطالب . ويحتمل أن يريد ، أي فقير من الدنيا لأجل ما أنزلت إلي من خير الدين ، وهو النجاة من الظالمين ؛ لأنه كان عند
فرعون في ملك وثروة ، قال ذلك رضا بالبدل السني وفرحا به وشكرا له . وقال
الحسن : سأل الزيادة في العلم والحكمة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ) في الكلام حذف ، والتقدير : فذهبتا إلى أبيهما من غير إبطاء في السقي ، وقصتا عليه أمر الذي سقى لهما ، فأمر إحداهما أن تدعوه له . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25فجاءته إحداهما ) . قرأ
ابن محيصن : فجاءته احداهما ، بحذف الهمزة ، تخفيفا على غير قياس ، مثل : ويل امه في ويل أمه ، ويابا فلان ، والقياس أن يجعل بين بين ، و " إحداهما " مبهم . فقيل : الكبرى ، وقيل : كانتا توأمتين ، ولدت الأولى قبل الأخرى بنصف نهار . وعلى استحياء : في موضع الحال ، أي مستحيية متحفزة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب : قد سترت وجهها بكم درعها ؛ والجمهور : على أن الداعي أباهما هو
شعيب - عليه السلام - وهما ابنتاه . وقال
الحسن : هو ابن أخي
شعيب ، واسمه
مروان . وقال
أبو عبيدة :
هارون . وقيل : هو رجل صالح ليس من
شعيب بنسب . وقيل : كان عمهما صاحب الغنم ، وهو المزوج ، عبرت عنه بالأب ، إذ كان بمثابته . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) في ذلك ما كان عليه
شعيب من الإحسان والمكافأة لمن عمل له عملا ، وإن لم يقصد العامل المكافأة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25فلما جاءه ) أي فذهب معهما إلى أبيهما ، وفي هذا دليل على
nindex.php?page=treesubj&link=15900اعتماد أخبار المرأة ، إذ ذهب معها
موسى ، كما يعتمد على أخبارها في باب الرواية . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25وقص عليه القصص ) أي ما جرى له من خروجه من
مصر ، وسبب ذلك . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين ) أي قبل الله دعاءك في قولك : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=21رب نجني من القوم الظالمين ) أو أخبره بنجاته منهم ، فأنسه بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25لا تخف ) وقرب إليه طعاما ، فقال له
موسى : إنا أهل بيت ، لا نبيع ديننا بملء الأرض ذهبا ، فقال له
شعيب : ليس هذا عوض السقي ، ولكن عادتي وعادة آبائي
nindex.php?page=treesubj&link=30572قرى الضيف وإطعام الطعام ؛ فحينئذ أكل
موسى - عليه السلام - .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=26قالت إحداهما ) أبهم القائلة ، وهي الذاهبة والقائلة والمتزوجة (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=26يا أبت استأجره ) أي لرعي الغنم وسقيها . ووصفته بالقوة : لكونه رفع الصخرة عن البئر وحده ، وانتزع بتلك الدلو ، وزاحمهم حتى غلبهم على الماء ؛ وبالأمانة ؛ لأنها حين قام يتبعها هبت الريح فلفت ثيابها فوصفتها ، فقال : ارجعي خلفي ودليني على الطريق . وقولها كلام حكيم جامع ؛ لأنه إذا اجتمعت الكفاية والأمانة في القائم بأمر ، فقد تم المقصود ، وهو كلام جرى مجرى المثل ، وصار مطروقا للناس ، وكان ذلك تعليلا للاستئجار ، وكأنها قالت : استأجره لأمانته وقوته ، وصار الوصفان منبهين عليه . ونظير هذا التركيب قول الشاعر :
ألا إن خير الناس حيا وهالكا أسير ثقيف عندهم في السلاسل
جعل " خير من استأجرت " الاسم ، اعتناء به . وحكمت عليه بالقوة والأمانة . ولما وصفته بهذين الوصفين قال لها أبوها : ومن أين عرفت هذا ؟ فذكرت إقلاله الحجر وحده ، وتحرجه من النظر إليها حين وصفتها
[ ص: 115 ] الريح ؛ وقاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
وقتادة ،
وابن زيد ، وغيرهم . وقيل : قال لها
موسى ابتداء : كوني ورائي ، فإني رجل لا أنظر إلى أدبار النساء ، ودليني على الطريق يمينا أو يسارا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : أفرس الناس ثلاثة : بنت
شعيب وصاحب
يوسف في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9عسى أن ينفعنا )
وأبو بكر في
عمر . وفي قولها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=26استأجره ) دليل على
nindex.php?page=treesubj&link=6041مشروعية الإجارة عندهم ، وكذا كانت في كل ملة ، وهي ضرورة الناس ومصلحة الخلطة ، خلافا
nindex.php?page=showalam&ids=13382لابن علية والأصم ، حيث كانا لا يجيزانها ؛ وهذا مما انعقد عليه الإجماع ، وخلافهما خرق .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=27قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين ) رغب
شعيب في مصاهرته ، لما وصفته به ، ولما رأى فيه من عزوفه عن الدنيا وتعلقه بالله وفراره من الكفرة . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17274ورش ،
وأحمد بن موسى ، عن
أبي عمرو : " أنكحك احدى " ، بحذف الهمزة . وظاهر قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=27أن أنكحك ) أن
nindex.php?page=treesubj&link=11013الإنكاح إلى الولي لا حق للمرأة فيه ، خلافا
لأبي حنيفة في بعض صوره ، بأن تكون بالغة عالمة بمصالح نفسها ، فإنها تعقد على نفسها بمحضر من الشهود ، وفيه دليل على
nindex.php?page=treesubj&link=25319عرض الولي وليته على الزوج ، وقد فعل ذلك
عمر ، ودليل على تزويج ابنته البكر من غير استئمار ، وبه قال
مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي . وقال
أبو حنيفة : إذا بلغت البكر ، فلا تزوج إلا برضاها . قيل : وفيه دليل على قول من قال : لا ينعقد إلا بلفظ التزويج ، أو الإنكاح ، وبه قال
ربيعة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ،
nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبو ثور ،
وأبو عبيد ،
وداود . و " إحدى ابنتي " : مبهم ، وهذا عرض لا عقد . ألا ترى إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=27إني أريد ) ؟ وحين العقد يعين من شاء منهما ، وكذلك لم يحد أول أمد الإجارة . والظاهر من الآية جواز النكاح بالإجارة ، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وأصحابه
وابن حبيب . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=27هاتين ) فيه دليل على أنه كانت له غيرهما . انتهى . ولا دليل في ذلك ؛ لأنهما كانتا هما اللتين رآهما تذودان ، وجاءته إحداهما ، فأشار إليهما ، والإشارة إليهما لا تدل على أن له غيرهما . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=27على أن تأجرني ) في موضع الحال من ضمير " أنكحك " ، إما الفاعل ، وإما المفعول . و " تأجرني " ، من أجرته : كنت له أجيرا ، كقولك : أبوته : كنت له أبا ، ومفعول " تأجرني " الثاني محذوف تقديره نفسك . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=27ثماني حجج ) ظرف ، وقاله
أبو البقاء . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : حجج : مفعول به ، ومعناه : رعيه ثماني حجج . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=27فإن أتممت عشرا فمن عندك ) أي هو تبرع وتفضل لا اشتراط . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=27وما أريد أن أشق عليك ) بإلزام أي الأجلين ، ولا في المعاشرة والمناقشة في مراعاة الأوقات ، وتكليف الرعاة أشياء من الخدم خارجة عن الشرط . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=27ستجدني إن شاء الله من الصالحين ) وعد صادق مقرون بالمشيئة " من الصالحين " في حسن المعاملة ووطاءة الخلق ، أو " من الصالحين " على العموم ، فيدخل تحته حسن المعاملة .
ولما فرغ
شعيب مما حاور به
موسى ، قال
موسى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=28ذلك بيني وبينك ) على جهة التقدير والتوثق في أن الشرط إنما وقع في ثماني حجج . و " ذلك " مبتدأ خبره " بيني وبينك " ، إشارة إلى ما عاهده عليه ، أي ذلك الذي عاهدتني وشارطتني قائم بيننا جميعا لا نخرج عنه ، ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=28أيما الأجلين ) أي الثماني أو العشر ؟ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=28فلا عدوان علي ) أي لا يعتدى علي في طلب الزيادة ، و " أي " شرط ، وما زائدة . وقرأ
الحسن ،
والعباس ، عن
أبي عمرو : أيما ، بحذف الياء الثانية ، كما قال الشاعر :
تنظرت نصرا والسماكين أيما علي من الغيث استهلت مواطره
وقرأ
عبد الله : أي الأجلين ما قضيت ، بزيادة ما بين الأجلين وقضيت . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ( فإن قلت ) : ما الفرق بين موقع ما المزيدة في القراءتين ؟ ( قلت ) : وقعت في المستفيضة مؤكدة الإبهام ، أي زائدة في شياعها ، وفي الشاذ تأكيدا للقضاء ، كأنه قال : أي الأجلين صممت على قضائه وجردت عزيمتي له ؟ وقرأ
أبو حيوة ،
وابن قطيب : " فلا عدوان " ، بكسر العين . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : قد علم أنه لا عدوان عليه في أتمهما ، ولكن جمعهما ، ليجعل الأول كالأتم في الوفاء . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : تصور العدوان إنما هو في
[ ص: 116 ] أحد الأجلين الذي هو أقصر ، وهو المطالبة بتتمة العشر ، فما معنى تعليق العدوان بهما جميعا ؟ ( قلت ) : معناه : كما أني إن طولبت بالزيادة على العشر ، كان عدوانا لا شك فيه ، فكذلك إن طولبت في الزيادة على الثماني . أراد بذلك تقرير الخيار ، وأنه ثابت مستقر ، وأن الأجلين على السواء ، إما هذا ، وإما هذا من غير تفاوت بينهما في القضاء . وأما التتمة فموكولة إلى رأيي ، إن شئت أتيت بها وإلا لم أجبر عليها . وقيل : معناه فلا أكون متعديا ، وهو في نفي العدوان عن نفسه ، كقولك : لا إثم علي ولا تبعة . انتهى ، وجوابه الأول فيه تكثير . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=28والله على ما نقول ) أي على ما تعاهدنا عليه وتواثقنا (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=28وكيل ) أي شاهد . وقال
قتادة : حفيظ . وقال
ابن شجرة : رقيب ،
nindex.php?page=treesubj&link=14695والوكيل الذي وكل إليه الأمر ، فلما ضمن معنى شاهد ونحوه عدي بعلى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=29فلما قضى موسى الأجل ) جاء
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه وفى أطول الأجلين ، وهو العشر . وعن
مجاهد : وفى عشرا أو عشرا بعدها ، وهذا ضعيف . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=29وسار بأهله ) أي نحو
مصر بلده وبلد قومه . والخلاف فيمن تزوج ، الكبرى أم الصغرى ، وكذلك في اسمها . وتقدم كيفية مسيره ، وإيناسه النار في سورة طه وغيرها . وقرأ الجمهور : " جذوة " بكسر الجيم ؛
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ،
وطلحة ،
وأبو حيوة ،
وحمزة : بضمها ؛
وعاصم غير
الجعفي : بفتحها . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=29لعلكم تصطلون ) أي تتسخنون بها ، إذ كانت ليلة باردة ، وقد أضلوا الطريق .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=22وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=23وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=24فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=26قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=27قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=28قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=29فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ) .
[ ص: 112 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=22تَوَجَّهَ ) رَدَّ وَجْهَهُ . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=22تِلْقَاءَ ) تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ فِي يُونُسَ ، أَيْ نَاحِيَةَ وَجْهِهِ . اسْتُعْمِلَ الْمَصْدَرُ اسْتِعْمَالَ الظَّرْفِ ، وَكَانَ هُنَاكَ ثَلَاثُ طُرُقٍ ، فَأَخَذَ
مُوسَى أَوْسَطَهَا ، وَأَخَذَ طَالِبُوهُ فِي الْآخَرَيْنِ وَقَالُوا : الْمُرِيبُ لَا يَأْخُذُ فِي أَعْظَمِ الطُّرُقِ وَلَا يَسْلُكُ إِلَّا بُنَيَّاتِهَا . فَبَقِيَ فِي الطَّرِيقِ ثَمَانِيَ لَيَالٍ
[ ص: 113 ] وَهُوَ حَافٍ ، لَا يَطْعَمُ إِلَّا وَرَقَ الشَّجَرِ . وَالظَّاهِرُ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=22عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ ) أَنَّهُ كَانَ لَا يَعْرِفُ الطَّرِيقَ ، فَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ أَقْصَدَ الطَّرِيقِ بِحَيْثُ أَنَّهُ لَا يَضِلُّ ، إِذْ لَوْ سَلَكَ مَا لَا يُوَصِّلُهُ إِلَى الْمَقْصُودِ لَتَاهَ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : قَصَدَ
مَدْيَنَ وَأَخَذَ يَمْشِي مِنْ غَيْرِ مَعْرِفَةٍ ، فَأَوْصَلَهُ اللَّهُ إِلَى
مَدْيَنَ . وَقِيلَ : هَدَاهُ
جِبْرِيلُ إِلَى
مَدْيَنَ . وَقِيلَ : مَلَكٌ غَيْرُهُ . وَقِيلَ : أَخَذَ طَرِيقًا يَأْمَنُ فِيهِ ، فَاتَّفَقَ ذَهَابُهُ إِلَى
مَدْيَنَ . وَالظَّاهِرُ أَنَّ " سَوَاءَ السَّبِيلِ " : وَسَطُ الطَّرِيقِ الَّذِي يَسْلُكُهُ إِلَى مَكَانِ مَأْمَنِهِ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : " سَوَاءَ السَّبِيلِ " : طَرِيقُ
مَدْيَنَ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : هُوَ سَبِيلُ الْهُدَى ، فَمَشَى
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - إِلَى أَنْ وَصَلَ إِلَى
مَدْيَنَ ، وَلَمْ يَكُنْ فِي طَاعَةِ
فِرْعَوْنَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=23وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ ) أَيْ وَصَلَ إِلَيْهِ ، وَالْوُرُودُ بِمَعْنَى الْوُصُولِ إِلَى الشَّيْءِ ، وَبِمَعْنَى الدُّخُولِ فِيهِ . قِيلَ : وَكَانَ هَذَا الْمَاءُ بِئْرًا . وَالْأُمَّةُ : الْجَمْعُ الْكَثِيرُ ، وَمَعْنَى عَلَيْهِ : أَيْ عَلَى شَفِيرِهِ وَحَاشِيَتِهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=23يَسْقُونَ ) يَعْنِي مَوَاشِيَهُمْ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=23وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ ) أَيْ مِنَ الْجِهَةِ الَّتِي وَصَلَ إِلَيْهَا قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى الْأُمَّةِ ، فَهُمَا مِنْ دُونِهِمْ بِالْإِضَافَةِ إِلَيْهِ ، قَالَهُ
ابْنُ عَطِيَّةَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فِي مَكَانٍ أَسْفَلَ مِنْ مَكَانِهِمْ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=23تَذُودَانِ ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ : تَذُودَانِ غَنَمَهُمَا عَنِ الْمَاءِ خَوْفًا مِنَ السُّقَاةِ الْأَقْوِيَاءِ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : تَذُودَانِ النَّاسَ عَنْ غَنَمِهِمَا . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : وَكَأَنَّهُمَا تَكْرَهَانِ الْمُزَاحَمَةَ عَلَى الْمَاءِ . وَقِيلَ : لِئَلَّا تَخْتَلِطَ غَنَمُهُمَا بِأَغْنَامِهِمْ . وَقِيلَ : تَذُودَانِ عَنْ وُجُوهِهِمَا نَظَرَ النَّاظِرِ لِتَسَتُّرِهِمَا . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : تَحْبِسَانِهَا عَنْ أَنْ تَتَفَرَّقَ ، وَاسْمُ الصُّغْرَى
عِبْرَا ، وَاسْمُ الْكُبْرَى
صَبُورَا .
وَلَمَّا رَآهُمَا
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَاقِفَتَيْنِ لَا تَتَقَدَّمَانِ لِلسَّقْيِ ، سَأَلَهُمَا فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=23مَا خَطْبُكُمَا ) ؟ قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَالسُّؤَالُ بِالْخَطْبِ إِنَّمَا هُوَ فِي مُصَابٍ ، أَوْ مُضْطَهَدٍ ، أَوْ مَنْ يُشْفَقُ عَلَيْهِ ، أَوْ يَأْتِي بِمُنْكَرٍ مِنَ الْأَمْرِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَحَقِيقَتُهُ : مَا مَخْطُوبُكُمَا ؟ أَيْ مَا مَطْلُوبُكُمَا مِنَ الذِّيَادِ ؟ سُمِّيَ الْمَخْطُوبُ خَطْبًا ، كَمَا سُمِّيَ الشُّئُونَ شَأْنًا فِي قَوْلِكَ : مَا شَأْنُكَ ؟ يُقَالُ : شَأَنْتُ شَأْنَهُ ، أَيْ قَصَدْتُ قَصْدَهُ . انْتَهَى . وَفِي سُؤَالِهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ
nindex.php?page=treesubj&link=27140مُكَالَمَةِ الْأَجْنَبِيَّةِ فِيمَا يَعُنُّ وَلَمْ يَكُنْ لِأَبِيهِمَا أَجِيرٌ ، فَكَانَتَا تَسُوقَانِ الْغَنَمَ إِلَى الْمَاءِ ، وَلَمْ تَكُنْ لَهُمَا قُوَّةُ الِاسْتِقَاءِ ، وَكَانَ الرُّعَاةُ يَسْتَقُونَ مِنَ الْبِئْرِ فَيَسْقُونَ مَوَاشِيَهُمْ ، فَإِذَا صَدَرُوا ، فَإِنْ بَقِيَ فِي الْحَوْضِ شَيْءٌ سَقَتَا . فَوَافَى
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ذَلِكَ الْيَوْمَ وَهُمَا يَمْنَعَانِ غَنَمَهُمَا عَنِ الْمَاءِ ، فَرَقَّ عَلَيْهِمَا وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=23مَا خَطْبُكُمَا ) ؟ وَقَرَأَ
شِمْرٌ : بِكَسْرِ الْخَاءِ ، أَيْ مَنْ زَوْجُكُمَا ؟ وَلِمَ لَا يَسْقِي هُوَ ؟ وَهَذِهِ قِرَاءَةٌ شَاذَّةٌ نَادِرَةٌ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=23قَالَتَا لَا نَسْقِي ) . وَقَرَأَ
ابْنُ مُصَرِّفٍ : لَا نُسْقِيَ ، بِضَمِّ النُّونِ . وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ ،
وَشَيْبَةُ ،
وَالْحَسَنُ ،
وَقَتَادَةُ ، وَالْعَرَبِيَّانِ : يَصْدُرَ ، بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الدَّالِ ، أَيْ يَصْدُرُونَ بِأَغْنَامِهِمْ ؛ وَبَاقِي السَّبْعَةِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ ،
وَطَلْحَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ،
وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ،
وَعِيسَى : بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الدَّالِ ، أَيْ يُصْدِرُونَ أَغْنَامَهُمْ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : " الرِّعَاءُ " ، بِكَسْرِ الرَّاءِ : جَمْعَ تَكْسِيرٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَأَمَّا الرِّعَاءُ بِالْكَسْرِ فَقِيَاسٌ ، كَصِيَامٍ وَقِيَامٍ . انْتَهَى . وَلَيْسَ بِقِيَاسٍ ؛ لِأَنَّهُ جَمْعُ رَاعٍ ، وَقِيَاسُ فَاعِلِ الصِّفَةِ الَّتِي لِلْعَاقِلِ أَنْ تُكْسَرَ عَلَى فُعَلَةٍ ، كَقَاضٍ وَقُضَاةٍ ، وَمَا سِوَى جَمْعِهِ هَذَا فَلَيْسَ بِقِيَاسٍ . وَقُرِئَ : الرُّعَاءُ ، بِضَمِّ الرَّاءِ ، وَهُوَ اسْمُ جَمْعٍ ، كَالرِّجَالِ وَالثَّنَاءِ . قَالَ
أَبُو الْفَضْلِ الرَّازِيُّ : وَقَرَأَ
عَيَّاشٌ ، عَنْ
أَبِي عَمْرٍو : الرَّعَاءُ ، بِفَتْحِ الرَّاءِ ، وَهُوَ مَصْدَرٌ أُقِيمَ مَقَامَ الصِّفَةِ ، فَاسْتَوَى لَفْظُ الْوَاحِدِ وَالْجَمَاعَةِ فِيهِ ، وَقَدْ يَجُوزُ أَنَّهُ حُذِفَ مِنْهُ الْمُضَافُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=23وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ) اعْتِذَارٌ
لِمُوسَى عَنْ مُبَاشَرَتِهِمَا السَّقْيَ بِأَنْفُسِهِمَا ، وَتَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّ أَبَاهُمَا لَا يَقْدِرُ عَلَى السَّقْيِ لِشَيَخِهِ وَكِبَرِهِ ، وَاسْتِعْطَافٌ
لِمُوسَى فِي إِعَانَتِهِمَا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=24فَسَقَى لَهُمَا ) أَيْ سَقَى غَنَمَهُمَا لِأَجْلِهِمَا . وَرُوِيَ أَنَّ الرُّعَاةَ كَانُوا يَضَعُونَ عَلَى رَأْسِ الْبِئْرِ حَجَرًا لَا يُقِلُّهُ إِلَّا عَدَدٌ مِنَ الرِّجَالِ ، وَاضْطَرَبَ النَّقْلُ فِي الْعَدَدِ ، فَأَقَلُّ مَا قَالُوا سَبْعَةٌ ، وَأَكْثَرُهُ مِائَةٌ ، فَأَقَلَّهُ وَحْدَهُ . وَقِيلَ : كَانَتْ لَهُمْ دَلْوٌ لَا يَنْزِعُ بِهَا إِلَّا أَرْبَعُونَ ، فَنَزَعَ بِهَا وَحْدَهُ . وَرُوِيَ أَنَّهُ زَاحَمَهُمْ عَلَى الْمَاءِ حَتَّى سَقَى لَهُمَا ، كُلُّ ذَلِكَ رَغْبَةً فِي الثَّوَابِ عَلَى مَا كَانَ بِهِ مِنْ نَصَبِ السَّفَرِ وَكَثْرَةِ الْجُوعِ ، حَتَّى كَانَتْ تَظْهَرُ الْخُضْرَةُ فِي
[ ص: 114 ] بَطْنِهِ مِنَ الْبَقْلِ . وَقِيلَ : إِنَّهُ مَشَى حَتَّى سَقَطَ أَصْلُهُ ، وَهُوَ بَاطِنُ الْقَدَمِ ، وَمَعَ ذَلِكَ أَغَاثَهُمَا وَكَفَاهُمَا أَمْرَ السَّقْيِ . وَقَدْ طَابَقَ جَوَابُهُمَا لِسُؤَالِهِ . سَأَلَهُمَا عَنْ سَبَبِ الذَّوْدِ ، فَأَجَابَاهُ : بِأَنَّا امْرَأَتَانِ ضَعِيفَتَانِ مَسْتُورَتَانِ ، لَا نَقْدِرُ عَلَى مُزَاحَمَةِ الرِّجَالِ ، فَنُؤَخِّرُ السَّقْيَ إِلَى فَرَاغِهِمْ . وَمُبَاشَرَتُهُمَا ذَلِكَ لَيْسَ بِمَحْظُورٍ ، وَعَادَةُ الْعَرَبِ وَأَهْلِ الْبَدْوِ فِي ذَلِكَ غَيْرُ عَادَةِ أَهْلِ الْحَضَرِ وَالْأَعَاجِمِ ، لَا سِيَّمَا إِذَا دَعَتْ إِلَى ذَلِكَ ضَرُورَةٌ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=24ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : ظِلُّ شَجَرَةٍ . قِيلَ : كَانَتْ سَمُرَةً . وَقِيلَ : إِلَى ظِلِّ جِدَارٍ لَا سَقْفَ لَهُ . وَقِيلَ : جَعَلَ ظَهْرَهُ يَلِي مَا كَانَ يَلِي وَجْهَهُ مِنَ الشَّمْسِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=24فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : تَعَرَّضَ لِمَا يَطْعَمَهُ ، لِمَا نَالَهُ مِنَ الْجُوعِ ، وَلَمْ يُصَرِّحْ بِالسُّؤَالِ ؛ وَ " أَنْزَلْتَ " هُنَا بِمَعْنَى تُنَزِّلُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَعُدِّيَ بِاللَّامِ . " فَقِيرٌ " لِأَنَّهُ ضُمِّنَ مَعْنَى سَائِلٍ وَطَالِبٍ . وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ ، أَيْ فَقِيرٌ مِنَ الدُّنْيَا لِأَجْلِ مَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرِ الدِّينِ ، وَهُوَ النَّجَاةُ مِنَ الظَّالِمِينَ ؛ لِأَنَّهُ كَانَ عِنْدَ
فِرْعَوْنَ فِي مُلْكٍ وَثَرْوَةٍ ، قَالَ ذَلِكَ رِضًا بِالْبَدَلِ السَّنِيِّ وَفَرَحًا بِهِ وَشُكْرًا لَهُ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : سَأَلَ الزِّيَادَةَ فِي الْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ) فِي الْكَلَامِ حَذْفٌ ، وَالتَّقْدِيرُ : فَذَهَبَتَا إِلَى أَبِيهِمَا مِنْ غَيْرِ إِبْطَاءٍ فِي السَّقْيِ ، وَقَصَّتَا عَلَيْهِ أَمْرَ الَّذِي سَقَى لَهُمَا ، فَأَمَرَ إِحْدَاهُمَا أَنْ تَدْعُوَهُ لَهُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا ) . قَرَأَ
ابْنُ مُحَيْصِنٍ : فَجَاءَتْهُ احْدَاهُمَا ، بِحَذْفِ الْهَمْزَةِ ، تَخْفِيفًا عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ ، مِثْلُ : وَيْلُ امِّهِ فِي وَيْلِ أُمِّهِ ، وَيَابَا فُلَانٍ ، وَالْقِيَاسُ أَنْ يُجْعَلَ بَيْنَ بَيْنَ ، وَ " إِحْدَاهُمَا " مُبْهَمٌ . فَقِيلَ : الْكُبْرَى ، وَقِيلَ : كَانَتَا تَوْأَمَتَيْنِ ، وُلِدَتِ الْأُولَى قَبْلَ الْأُخْرَى بِنِصْفِ نَهَارٍ . وَعَلَى اسْتِحْيَاءٍ : فِي مَوْضِعِ الْحَالِ ، أَيْ مُسْتَحْيِيَةً مُتَحَفِّزَةً . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : قَدْ سَتَرَتْ وَجْهَهَا بِكُمِّ دِرْعِهَا ؛ وَالْجُمْهُورُ : عَلَى أَنَّ الدَّاعِيَ أَبَاهُمَا هُوَ
شُعَيْبٌ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَهُمَا ابْنَتَاهُ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : هُوَ ابْنُ أَخِي
شُعَيْبٍ ، وَاسْمُهُ
مَرْوَانُ . وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ :
هَارُونُ . وَقِيلَ : هُوَ رَجُلٌ صَالِحٌ لَيْسَ مِنْ
شُعَيْبٍ بِنَسَبٍ . وَقِيلَ : كَانَ عَمَّهُمَا صَاحِبَ الْغَنَمِ ، وَهُوَ الْمُزَوِّجُ ، عَبَّرَتْ عَنْهُ بِالْأَبِ ، إِذْ كَانَ بِمَثَابَتِهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ) فِي ذَلِكَ مَا كَانَ عَلَيْهِ
شُعَيْبٌ مِنَ الْإِحْسَانِ وَالْمُكَافَأَةِ لِمَنْ عَمِلَ لَهُ عَمَلًا ، وَإِنْ لَمْ يَقْصِدِ الْعَامِلُ الْمُكَافَأَةَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25فَلَمَّا جَاءَهُ ) أَيْ فَذَهَبَ مَعَهُمَا إِلَى أَبِيهِمَا ، وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=15900اعْتِمَادِ أَخْبَارِ الْمَرْأَةِ ، إِذْ ذَهَبَ مَعَهَا
مُوسَى ، كَمَا يُعْتَمَدُ عَلَى أَخْبَارِهَا فِي بَابِ الرِّوَايَةِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ ) أَيْ مَا جَرَى لَهُ مِنْ خُرُوجِهِ مِنْ
مِصْرَ ، وَسَبَبَ ذَلِكَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) أَيْ قَبِلَ اللَّهُ دُعَاءَكَ فِي قَوْلِكَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=21رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) أَوْ أَخْبَرَهُ بِنَجَاتِهِ مِنْهُمْ ، فَأَنَّسَهُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25لَا تَخَفْ ) وَقَرَّبَ إِلَيْهِ طَعَامًا ، فَقَالَ لَهُ
مُوسَى : إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ ، لَا نَبِيعُ دِينَنَا بِمَلْءِ الْأَرْضِ ذَهَبًا ، فَقَالَ لَهُ
شُعَيْبٌ : لَيْسَ هَذَا عِوَضَ السَّقْيِ ، وَلَكِنَّ عَادَتِي وَعَادَةَ آبَائِي
nindex.php?page=treesubj&link=30572قِرَى الضَّيْفِ وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ ؛ فَحِينَئِذٍ أَكَلَ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=26قَالَتْ إِحْدَاهُمَا ) أَبْهَمَ الْقَائِلَةَ ، وَهِيَ الذَّاهِبَةُ وَالْقَائِلَةُ وَالْمُتَزَوِّجَةُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=26يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ) أَيْ لِرَعْيِ الْغَنَمِ وَسَقْيِهَا . وَوَصَفَتْهُ بِالْقُوَّةِ : لِكَوْنِهِ رَفَعَ الصَّخْرَةَ عَنِ الْبِئْرِ وَحْدَهُ ، وَانْتَزَعَ بِتِلْكَ الدَّلْوِ ، وَزَاحَمَهُمْ حَتَّى غَلَبَهُمْ عَلَى الْمَاءِ ؛ وَبِالْأَمَانَةِ ؛ لِأَنَّهَا حِينَ قَامَ يَتْبَعُهَا هَبَّتِ الرِّيحُ فَلَفَّتْ ثِيَابَهَا فَوَصَفَتْهَا ، فَقَالَ : ارْجِعِي خَلْفِي وَدُلِّينِي عَلَى الطَّرِيقِ . وَقَوْلُهَا كَلَامٌ حَكِيمٌ جَامِعٌ ؛ لِأَنَّهُ إِذَا اجْتَمَعَتِ الْكِفَايَةُ وَالْأَمَانَةُ فِي الْقَائِمِ بِأَمْرٍ ، فَقَدْ تَمَّ الْمَقْصُودُ ، وَهُوَ كَلَامٌ جَرَى مَجْرَى الْمَثَلِ ، وَصَارَ مَطْرُوقًا لِلنَّاسِ ، وَكَانَ ذَلِكَ تَعْلِيلًا لِلِاسْتِئْجَارِ ، وَكَأَنَّهَا قَالَتِ : اسْتَأْجِرْهُ لِأَمَانَتِهِ وَقُوَّتِهِ ، وَصَارَ الْوَصْفَانِ مُنَبِّهَيْنِ عَلَيْهِ . وَنَظِيرُ هَذَا التَّرْكِيبِ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
أَلَا إِنَّ خَيْرَ النَّاسِ حَيًّا وَهَالِكًا أَسِيرُ ثَقِيفٍ عِنْدَهُمْ فِي السَّلَاسِلِ
جَعَلَ " خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ " الِاسْمَ ، اعْتِنَاءً بِهِ . وَحَكَمَتْ عَلَيْهِ بِالْقُوَّةِ وَالْأَمَانَةِ . وَلَمَّا وَصَفَتْهُ بِهَذَيْنِ الْوَصْفَيْنِ قَالَ لَهَا أَبُوهَا : وَمِنْ أَيْنَ عَرَفْتِ هَذَا ؟ فَذَكَرَتْ إِقْلَالَهُ الْحَجَرَ وَحْدَهُ ، وَتَحَرُّجَهُ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهَا حِينَ وَصَفَتْهَا
[ ص: 115 ] الرِّيحُ ؛ وَقَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَقَتَادَةُ ،
وَابْنُ زَيْدٍ ، وَغَيْرُهُمْ . وَقِيلَ : قَالَ لَهَا
مُوسَى ابْتِدَاءً : كُونِي وَرَائِي ، فَإِنِّي رَجُلٌ لَا أَنْظُرُ إِلَى أَدْبَارِ النِّسَاءِ ، وَدُلِّينِي عَلَى الطَّرِيقِ يَمِينًا أَوْ يَسَارًا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : أَفْرَسُ النَّاسِ ثَلَاثَةٌ : بِنْتُ
شُعَيْبٍ وَصَاحِبُ
يُوسُفَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا )
وَأَبُو بَكْرٍ فِي
عُمَرَ . وَفِي قَوْلِهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=26اسْتَأْجِرْهُ ) دَلِيلٌ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=6041مَشْرُوعِيَّةِ الْإِجَارَةِ عِنْدَهُمْ ، وَكَذَا كَانَتْ فِي كُلِّ مِلَّةٍ ، وَهِيَ ضَرُورَةُ النَّاسِ وَمَصْلَحَةُ الْخِلْطَةِ ، خِلَافًا
nindex.php?page=showalam&ids=13382لِابْنِ عُلَيَّةَ وَالْأَصَمِّ ، حَيْثُ كَانَا لَا يُجِيزَانِهَا ؛ وَهَذَا مِمَّا انْعَقَدَ عَلَيْهِ الْإِجْمَاعُ ، وَخِلَافُهُمَا خَرَقٌ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=27قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ ) رَغِبَ
شُعَيْبٌ فِي مُصَاهَرَتِهِ ، لِمَا وَصَفَتْهُ بِهِ ، وَلِمَا رَأَى فِيهِ مِنْ عُزُوفِهِ عَنِ الدُّنْيَا وَتَعَلُّقِهِ بِاللَّهِ وَفِرَارِهِ مِنَ الْكَفَرَةِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17274وَرْشٌ ،
وَأَحْمَدُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ
أَبِي عَمْرٍو : " أُنْكِحَكَ احْدَى " ، بِحَذْفِ الْهَمْزَةِ . وَظَاهِرُ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=27أَنْ أُنْكِحَكَ ) أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=11013الْإِنْكَاحَ إِلَى الْوَلِيِّ لَا حَقَّ لِلْمَرْأَةِ فِيهِ ، خِلَافًا
لِأَبِي حَنِيفَةَ فِي بَعْضِ صُوَرِهِ ، بِأَنْ تَكُونَ بَالِغَةً عَالِمَةً بِمَصَالِحِ نَفْسِهَا ، فَإِنَّهَا تَعْقِدُ عَلَى نَفْسِهَا بِمَحْضَرٍ مِنَ الشُّهُودِ ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=25319عَرْضِ الْوَلِيِّ وَلِيَّتَهُ عَلَى الزَّوْجِ ، وَقَدْ فَعَلَ ذَلِكَ
عُمَرُ ، وَدَلِيلٌ عَلَى تَزْوِيجِ ابْنَتِهِ الْبِكْرِ مِنْ غَيْرِ اسْتِئْمَارٍ ، وَبِهِ قَالَ
مَالِكٌ nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيُّ . وَقَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ : إِذَا بَلَغَتِ الْبِكْرُ ، فَلَا تُزَوَّجُ إِلَّا بِرِضَاهَا . قِيلَ : وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ : لَا يَنْعَقِدُ إِلَّا بِلَفْظِ التَّزْوِيجِ ، أَوِ الْإِنْكَاحِ ، وَبِهِ قَالَ
رَبِيعَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11956وَأَبُو ثَوْرٍ ،
وَأَبُو عُبَيْدٍ ،
وَدَاوُدُ . وَ " إِحْدَى ابْنَتَيَّ " : مُبْهَمٌ ، وَهَذَا عَرْضٌ لَا عَقْدٌ . أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=27إِنِّي أُرِيدُ ) ؟ وَحِينَ الْعَقْدِ يُعَيِّنُ مَنْ شَاءَ مِنْهُمَا ، وَكَذَلِكَ لَمْ يَحُدَّ أَوَّلَ أَمَدِ الْإِجَارَةِ . وَالظَّاهِرُ مِنَ الْآيَةِ جَوَازُ النِّكَاحِ بِالْإِجَارَةِ ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ وَأَصْحَابُهُ
وَابْنُ حَبِيبٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=27هَاتَيْنِ ) فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ غَيْرُهُمَا . انْتَهَى . وَلَا دَلِيلَ فِي ذَلِكَ ؛ لِأَنَّهُمَا كَانَتَا هُمَا اللَّتَيْنِ رَآهُمَا تَذُودَانِ ، وَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا ، فَأَشَارَ إِلَيْهِمَا ، وَالْإِشَارَةُ إِلَيْهِمَا لَا تَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَهُ غَيْرَهُمَا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=27عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ) فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنْ ضَمِيرِ " أُنْكِحَكَ " ، إِمَّا الْفَاعِلُ ، وَإِمَّا الْمَفْعُولُ . وَ " تَأْجُرَنِي " ، مِنْ أَجَرْتُهُ : كُنْتُ لَهُ أَجِيرًا ، كَقَوْلِكَ : أَبَوْتُهُ : كُنْتُ لَهُ أَبًا ، وَمَفْعُولُ " تَأْجُرُنِي " الثَّانِي مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ نَفْسَكَ . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=27ثَمَانِيَ حِجَجٍ ) ظَرْفٌ ، وَقَالَهُ
أَبُو الْبَقَاءِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : حِجَجٌ : مَفْعُولٌ بِهِ ، وَمَعْنَاهُ : رَعْيُهُ ثَمَانِيَ حِجَجٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=27فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ ) أَيْ هُوَ تَبَرُّعٌ وَتَفَضُّلٌ لَا اشْتِرَاطٌ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=27وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ) بِإِلْزَامِ أَيِّ الْأَجَلَيْنِ ، وَلَا فِي الْمُعَاشَرَةِ وَالْمُنَاقَشَةِ فِي مُرَاعَاةِ الْأَوْقَاتِ ، وَتَكْلِيفُ الرُّعَاةِ أَشْيَاءً مِنَ الْخِدَمِ خَارِجَةً عَنِ الشَّرْطِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=27سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ) وَعْدٌ صَادِقٌ مَقْرُونٌ بِالْمَشِيئَةِ " مِنَ الصَّالِحِينَ " فِي حُسْنِ الْمُعَامَلَةِ وَوَطَاءَةِ الْخُلُقِ ، أَوْ " مِنَ الصَّالِحِينَ " عَلَى الْعُمُومِ ، فَيَدْخُلُ تَحْتَهُ حَسَنُ الْمُعَامَلَةِ .
وَلَمَّا فَرَغَ
شُعَيْبٌ مِمَّا حَاوَرَ بِهِ
مُوسَى ، قَالَ
مُوسَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=28ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ) عَلَى جِهَةِ التَّقْدِيرِ وَالتَّوَثُّقِ فِي أَنَّ الشَّرْطَ إِنَّمَا وَقَعَ فِي ثَمَانِي حِجَجٍ . وَ " ذَلِكَ " مُبْتَدَأٌ خْبَرُهُ " بَيْنِي وَبَيْنَكَ " ، إِشَارَةٌ إِلَى مَا عَاهَدَهُ عَلَيْهِ ، أَيْ ذَلِكَ الَّذِي عَاهَدْتَنِي وَشَارَطْتَنِي قَائِمٌ بَيْنَنَا جَمِيعًا لَا نَخْرُجُ عَنْهُ ، ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=28أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ ) أَيِ الثَّمَانِيَ أَوِ الْعَشْرَ ؟ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=28فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ ) أَيْ لَا يُعْتَدَى عَلَيَّ فِي طَلَبِ الزِّيَادَةِ ، وَ " أَيَّ " شَرْطٌ ، وَمَا زَائِدَةٌ . وَقَرَأَ
الْحَسَنُ ،
وَالْعَبَّاسُ ، عَنْ
أَبِي عَمْرٍو : أَيَّمَا ، بِحَذْفِ الْيَاءِ الثَّانِيَةِ ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
تَنَظَّرَتْ نَصْرًا وَالسِّمَاكَيْنِ أَيَّمَا عَلَيَّ مِنَ الْغَيْثِ اسْتَهَلَّتْ مَوَاطِرُهُ
وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ : أَيَّ الْأَجَلَيْنِ مَا قَضَيْتُ ، بِزِيَادَةِ مَا بَيْنَ الْأَجَلَيْنِ وَقَضَيْتُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : ( فَإِنْ قُلْتَ ) : مَا الْفَرْقُ بَيْنَ مُوقِعِ مَا الْمَزِيدَةِ فِي الْقِرَاءَتَيْنِ ؟ ( قُلْتُ ) : وَقَعَتْ فِي الْمُسْتَفِيضَةِ مُؤَكَّدَةَ الْإِبْهَامِ ، أَيْ زَائِدَةً فِي شِيَاعِهَا ، وَفِي الشَّاذِّ تَأْكِيدًا لِلْقَضَاءِ ، كَأَنَّهُ قَالَ : أَيَّ الْأَجَلَيْنِ صَمَّمْتُ عَلَى قَضَائِهِ وَجَرَّدْتُ عَزِيمَتِي لَهُ ؟ وَقَرَأَ
أَبُو حَيْوَةَ ،
وَابْنُ قُطَيْبٍ : " فَلَا عِدْوَانَ " ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : قَدْ عَلِمَ أَنَّهُ لَا عُدْوَانَ عَلَيْهِ فِي أَتَمِّهِمَا ، وَلَكِنْ جَمَعَهُمَا ، لِيَجْعَلَ الْأَوَّلَ كَالْأَتَمِّ فِي الْوَفَاءِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : تَصَوُّرُ الْعُدْوَانِ إِنَّمَا هُوَ فِي
[ ص: 116 ] أَحَدِ الْأَجَلَيْنِ الَّذِي هُوَ أَقْصَرُ ، وَهُوَ الْمُطَالَبَةُ بِتَتِمَّةِ الْعَشْرِ ، فَمَا مَعْنَى تَعْلِيقِ الْعُدْوَانِ بِهِمَا جَمِيعًا ؟ ( قُلْتُ ) : مَعْنَاهُ : كَمَا أَنِّي إِنْ طُولِبْتُ بِالزِّيَادَةِ عَلَى الْعَشْرِ ، كَانَ عُدْوَانًا لَا شَكَّ فِيهِ ، فَكَذَلِكَ إِنْ طُولِبْتُ فِي الزِّيَادَةِ عَلَى الثَّمَانِي . أَرَادَ بِذَلِكَ تَقْرِيرَ الْخِيَارِ ، وَأَنَّهُ ثَابِتٌ مُسْتَقِرٌّ ، وَأَنَّ الْأَجَلَيْنِ عَلَى السَّوَاءِ ، إِمَّا هَذَا ، وَإِمَّا هَذَا مِنْ غَيْرِ تَفَاوُتٍ بَيْنَهُمَا فِي الْقَضَاءِ . وَأَمَّا التَّتِمَّةُ فَمَوْكُولَةٌ إِلَى رَأْيِي ، إِنْ شِئْتُ أَتَيْتُ بِهَا وَإِلَّا لَمْ أُجْبَرْ عَلَيْهَا . وَقِيلَ : مَعْنَاهُ فَلَا أَكُونُ مُتَعَدِّيًا ، وَهُوَ فِي نَفْيِ الْعُدْوَانِ عَنْ نَفْسِهِ ، كَقَوْلِكَ : لَا إِثْمَ عَلَيَّ وَلَا تَبِعَةَ . انْتَهَى ، وَجَوَابُهُ الْأَوَّلُ فِيهِ تَكْثِيرٌ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=28وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ ) أَيْ عَلَى مَا تَعَاهَدْنَا عَلَيْهِ وَتَوَاثَقْنَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=28وَكِيلٌ ) أَيْ شَاهِدٌ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : حَفِيظٌ . وَقَالَ
ابْنُ شَجَرَةَ : رَقِيبٌ ،
nindex.php?page=treesubj&link=14695وَالْوَكِيلُ الَّذِي وُكِلَ إِلَيْهِ الْأَمْرُ ، فَلَمَّا ضُمِّنَ مَعْنَى شَاهِدٍ وَنَحْوِهِ عُدِّيَ بِعَلَى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=29فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ ) جَاءَ
عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ وَفَّى أَطْوَلَ الْأَجَلَيْنِ ، وَهُوَ الْعَشْرُ . وَعَنْ
مُجَاهِدٍ : وَفَّى عَشْرًا أَوْ عَشْرًا بَعْدَهَا ، وَهَذَا ضَعِيفٌ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=29وَسَارَ بِأَهْلِهِ ) أَيْ نَحْوَ
مِصْرَ بَلَدِهِ وَبَلَدِ قَوْمِهِ . وَالْخِلَافُ فِيمَنْ تَزَوَّجَ ، الْكُبْرَى أَمِ الصُّغْرَى ، وَكَذَلِكَ فِي اسْمِهَا . وَتَقَدَّمَ كَيْفِيَّةُ مَسِيرِهِ ، وَإِينَاسُهُ النَّارَ فِي سُورَةِ طه وَغَيْرِهَا . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : " جِذْوَةٍ " بِكَسْرِ الْجِيمِ ؛
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ،
وَطَلْحَةُ ،
وَأَبُو حَيْوَةَ ،
وَحَمْزَةُ : بِضَمِّهَا ؛
وَعَاصِمٌ غَيْرَ
الْجُعْفِيِّ : بِفَتْحِهَا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=29لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ) أَيْ تَتَسَخَّنُونَ بِهَا ، إِذْ كَانَتْ لَيْلَةً بَارِدَةً ، وَقَدْ أَضَلُّوا الطَّرِيقَ .