( ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ) : وفي الحج : يصب من فوق رءوسهم الحميم . والمصبوب في الحقيقة هو الحميم ، فتارة اعتبرت الحقيقة ، وتارة اعتبرت الاستعارة ، لأنه أذم من الحميم ، فقد صب ما تولد عنه من الآلام والعذاب ، فعبر بالمسبب عن السبب ، لأن العذاب هو المسبب عن الحميم ، ولفظة العذاب أهول وأهيب . ( ذق ) : أي العذاب ، ( إنك أنت العزيز الكريم ) ، وهذا على سبيل التهكم والهزء لمن كان يتعزز ويتكرم على قومه . وعن قتادة ، أنه لما نزلت : ( إن شجرة الزقوم طعام الأثيم ) ، قال أبو جهل : أتهددني يا محمد ، وإن ما بين لابتيها أعز مني ولا أكرم ، فنزلت هذه الآية ، وفي آخرها : ( ذق إنك أنت العزيز الكريم ) ، أي على قولك ، وهذا كما قال جرير :
ألم تكن في رسوم قد رسمت بها من كان موعظة يا زهرة اليمن
يقولها لشاعر سمى نفسه به في قوله :أبلغ كليبا وأبلغ عنك شاعرها إني الأعز وإني زهرة اليمن
[ ص: 41 ] ( فارتقب ) النصر الذي وعدناك ( إنهم مرتقبون ) فيما يظنون الدوائر عليك وفيها وعد له عليه السلام ووعيد لهم ومتاركة منسوخة بآيات السيف .