قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين الآية
في هذه الآية أيضا إشعار المسلمين بالنصر في قوله تعالى : فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين [ 61 \ 14 ] ، ولكن لم يبين فيها هل كانوا أنصار الله كما كان الحواريون أنصار الله أم لا ؟
وقد جاء ما يدل على أنهم بالفعل أنصار الله كما تقدم في سورة الحشر في قوله تعالى : للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون [ 59 \ 8 ] .
وكذلك الأنصار في قوله تعالى : والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار [ 9 \ 100 ] ، وكقوله تعالى : محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا [ 48 \ 29 ] فأشداء على الكفار هو معنى ينصرون الله ورسوله ، ثم جاء المثل المضروب لهم بالتآزر والتعاون في قوله تعالى : ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار [ 48 \ 29 ] فسماهم أنصارا ، وبين نصرتهم سواء من المهاجرين والأنصار رضوان الله تعالى عليهم أجمعين . والعلم عند الله تعالى .