سورة المرسلات .
والمرسلات عرفا قوله تعالى : فالعاصفات عصفا والناشرات نشرا فالفارقات فرقا فالملقيات ذكرا عذرا أو نذرا
يقسم تعالى بهذه المسميات ، واختلف في : والمرسلات ، و : فالعاصفات ، و : والناشرات .
فقيل : هي الرياح ، وقيل : الملائكة أو الرسل ، و عرفا أي : متتالية كعرف الفرس ، واختار كونها الرياح ، ابن مسعود ، وابن عباس ومجاهد ، وقتادة . واختار كونها الملائكة أبو صالح عن أبي هريرة ، . والربيع بن أنس
وعن أبي صالح : أنها الرسل ، قاله ابن كثير ، واختار الأول وقال : توقف ، والواقع أن كلام ابن جرير يفيد أنه لا مانع عنده من إرادة الجميع ; لأن المعنى محتمل ولا مانع عنده . ابن جرير
واستظهر ابن كثير أنها الرياح ; لقوله تعالى : وأرسلنا الرياح لواقح [ 15 \ 22 ] ، وقوله : وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته [ 7 \ 57 ] .
وهذا هو الذي اختاره الشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - في مذكرة الإملاء ، أما الفارقات ، فقيل : الملائكة ، وقيل : آيات القرآن ، ورجح الشيخ الأول ، وأما الملقيات ذكرا عذرا أو نذرا
فقد تقدم للشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - بيانها في سورة " الصافات " عند قوله : فالتاليات ذكرا [ 37 \ 3 ] .
وفي مذكرة الإملاء . قوله : عذرا : اسم مصدر بمعنى الإعذار ، ومعناه قطع العذر .
ومنه المثل : من أعذر فقد أنذر ، وهو مفعول لأجله ، والنذر اسم مصدر بمعنى الإنذار ، وهو مفعول لأجله أيضا ، والإنذار : الإعلام المقترن بتهديد ، و " أو " في قوله : [ ص: 401 ] أو نذرا بمعنى الواو ، أي : لأجل الإعذار والإنذار ، ومجيء " أو " بمعنى الواو كمجيء ذلك في قول عمرو بن معدي كرب :
قوم إذا سمعوا الصريخ رأيتهم ما بين ملجم مهره أو سافع
أي : وسافع .