قوله تعالى : قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون .
ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة عن نبيه نوح : أنه قال لقومه : أرأيتم [ 11 \ 28 ] ، أي : أخبروني إن كنت على بينة من ربي [ 11 \ 28 ] ، أي : على يقين ونبوة صادقة لا شك فيها ، وأعطاني رحمة منه مما أوحى إلي من التوحيد والهدى ، فخفي ذلك كله عليكم ، ولم تعتقدوا أنه حق ، أيمكنني أن ألزمكم به ، وأجبر قلوبكم على الانقياد والإذعان لتلك البينة التي تفضل الله علي بها ، ورحمني بإيتائها ، والحال أنكم كارهون لذلك ؟ يعني ليس بيدي توفيقكم إلى الهدى وإن كان واضحا جليا لا [ ص: 178 ] لبس فيه ، إن لم يهدكم الله جل وعلا إليه .
وهذا المعنى صرح به جل وعلا عن نوح أيضا في هذه السورة الكريمة بقوله : ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم الآية [ 11 \ 34 ] .