لم يصرح هنا بالمراد بمن اتقى ، ولكنه بينه بقوله : ( ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ) [ 2 \ 177 ] والكلام في الآية على حذف مضاف ؛ أي : ولكن ذا البر من اتقى ، وقيل ولكن البر بر من اتقى ، ونظير الآية في ذلك من كلام العرب قول الخنساء : [ البسيط ] [ ص: 75 ]
لا تسأم الدهر منه كلما ذكرت فإنما هي إقبال وإدبار
أي : ذات إقبال ، وقول الشاعر : [ المتقارب ]
وكيف تواصل من أصبحت خلالته كأبي مرحب
أي : كخلالة أبي مرحب . وقول الآخر : [ الطويل ] لعمرك ما الفتيان أن تنبت اللحى ولكنما الفتيان كل فتى ندى
أي : ليس الفتيان فتيان نبات اللحى .