( فصل ) وإذا ظهر هذا وبان انجلت الثلاث المسائل بأسرها ، وهي مسألة الصفات من النزول واليد والوجه وأمثالها ، ومسألة العلو والاستواء ، ومسألة الحرف والصوت ، أما مسألة العلو فقد قيل فيها ما فتحه الله - تعالى - ، وأما مسألة الصفات فتساق مساق مسألة العلو ، ولا نفهم منها ما نفهم من صفات المخلوقين بل بوصف الرب - تعالى - بها كما يليق بجلاله وعظمته : فينزل كما يليق بجلاله وبعظمته ، ويداه كما يليق بجلاله وعظمته ، ووجهه الكريم كما يليق بجلاله وعظمته ، فكيف ننكر الوجه الكريم ونحرف ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - في دعائه : [ ص: 159 ] " " وإذا ثبتت أسألك لذة النظر إلى وجهك بهذا الحديث وبغيره من الآيات والنصوص ، فكذلك صفة الوجه صفة اليدين والعجب ، ولا يفهم من جميع ذلك إلا ما يليق بالله - عز وجل - وبعظمته لا ما يليق بالمخلوقات من الأعضاء والجوارح ، تعالى الله عن تلك علوا كبيرا . والضحك