وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما   هذا معطوف على قوله تعالى : فبما نقضهم ميثاقهم  إلخ . والمراد بالكفر هنا - كما يظهر من القرينة - الكفر بعيسى    ; ولذلك عطف عليه   [ ص: 16 ] بهت أمه ( عليهما السلام ) وهو قذفها بالفاحشة . والبهتان : الكذب الذي يبهت من يقال فيه ; أي يدهشه ، ويحيره لبعده عنه ، وغرابته عنده ، يقال : قال فلان البهتان ، وقوله البهتان ، وقال الزور ، وفي حديث الكبائر : ألا وقول الزور . ألا وشهادة الزور ، كما يقول في مقابله : قال الحق . قوله الحق ، ووصف البهتان بالتعظيم ، وأي بهتان تبهت به العذراء  التقية أعظم من هذا ؟ أي : فهذا الكفر والبهتان من أسباب ما حل بهم من غضب الله ولعنته ، ومن توابعه ما بينه بقوله عطفا على ما قبله . 
				
						
						
