nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=28981_29468_29680إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=8أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=9إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=10دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين شرع الله سبحانه في شرح
nindex.php?page=treesubj&link=30179_28760أحوال من لا يؤمن بالمعاد ، ومن يؤمن به ، وقدم الطائفة التي لم تؤمن ، لأن الكلام في هذه السورة مع الكفار الذين يعجبون مما لا عجب فيه ، ويهملون النظر والتفكر فيما لا ينبغي إهماله ، مما هو مشاهد لكل حي طوال حياته ، فيتسبب عن إهمال النظر ، والتفكر الصادق : عدم الإيمان بالمعاد ، ومعنى الرجاء هنا الخوف ، ومنه قول الشاعر :
إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وخالفها في بيت نوب عواسل
وقيل : يرجون : يطمعون ، ومنه قول الشاعر :
أترجو بنو مروان سمعي وطاعتي وقومي تميم والفلاة ورائيا
فالمعنى على الأول لا يخافون عقابا ، وعلى الثاني لا يطمعون في ثواب ، إذا لم يكن المراد باللقاء حقيقته ، فإن كان المراد به حقيقته كان المعنى : لا يخافون رؤيتنا أو لا يطمعون في رؤيتنا ، وقيل : المراد بالرجاء هنا التوقع فيدخل تحته الخوف والطمع ، فيكون المعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=7لا يرجون لقاءنا لا يتوقعون لقاءنا فهم لا يخافونه ولا يطمعون فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=7ورضوا بالحياة الدنيا أي رضوا بها عوضا عن الآخرة ، فعملوا لها
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=7واطمأنوا بها أي سكنت أنفسهم إليها وفرحوا بها
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=7والذين هم عن آياتنا غافلون لا يعتبرون بها ولا يتفكرون فيها .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=8أولئك مأواهم أي مثواهم ، ومكان إقامتهم النار ، والإشارة إلى المتصفين بالصفات السابقة من عدم الرجاء ، وحصول الرضا والاطمئنان ، والغفلة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=8بما كانوا يكسبون أي بسبب ما
[ ص: 613 ] كانوا يكسبون من الكفر والتكذيب بالمعاد فهذا حال الذين لا يؤمنون بالمعاد .
وأما حال الذين يؤمنون به فقد بينه سبحانه بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=9إن الذين آمنوا أي فعلوا الإيمان الذي طلبه الله منهم بسبب ما وقع منهم من التفكر والاعتبار فيما تقدم ذكره من الآيات
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=9وعملوا الصالحات التي يقتضيها الإيمان ، وهي ما شرعه الله لعباده المؤمنين
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=9يهديهم ربهم بإيمانهم أي يرزقهم الهداية بسبب هذا الإيمان المضموم إليه العمل الصالح فيصلون بذلك إلى الجنة ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=9تجري من تحتهم الأنهار مستأنفة أو خبر ثان أو في محل نصب على الحال .
ومعنى من تحتهم من تحت بساتينهم أو من بين أيديهم لأنهم على سرر مرفوعة .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=9في جنات النعيم متعلق بـ ( تجري ) أو بـ ( يهديهم ) أو خبر آخر أو حال من ( الأنهار ) .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=10دعواهم أي دعاؤهم ونداؤهم ، وقيل : الدعاء العبادة كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=48وأعتزلكم وما تدعون من دون الله [ مريم : 48 ] وقيل : معنى دعواهم هنا الادعاء الكائن بين المتخاصمين .
والمعنى : أن أهل الجنة يدعون في الدنيا والآخرة تنزيه الله سبحانه من المعايب والإقرار له بالإلهية .
قال
القفال : أصله من الدعاء ، لأن الخصم يدعو خصمه إلى من يحكم بينهما ، وقيل : معناه : طريقتهم وسيرتهم ، وذلك أن المدعي للشيء مواظب عليه ، فيمكن أن تجعل الدعوى كناية عن الملازمة ، وإن لم يكن في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=10سبحانك اللهم دعوى ولا دعاء ، وقيل : معناه : تمنيهم كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=57ولهم ما يدعون وكأن تمنيهم في الجنة ليس إلا تسبيح الله وتقديسه ، وهو مبتدأ وخبره سبحانك اللهم ، و فيها أي في الجنة .
والمعنى على القول الأول : أن دعاءهم الذي يدعون به في الجنة هو تسبيح الله وتقديسه ، والمعنى : نسبحك يا الله تسبيحا .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=10وتحيتهم فيها سلام أي تحية بعضهم للبعض ، فيكون المصدر مضافا إلى الفاعل ، أو تحية الله أو الملائكة لهم ، فيكون من إضافة المصدر إلى المفعول .
وقد مضى تفسير هذا في سورة النساء ، قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=10وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين أي وخاتمة دعائهم الذي هو التسبيح أن يقولوا : الحمد لله رب العالمين .
قال
النحاس : مذهب
الخليل أن ( أن ) هذه مخففة من الثقيلة ، والمعنى : أنه الحمد لله .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153محمد بن يزيد المبرد : ويجوز أن تعملها خفيفة عملها ثقيلة ، والرفع أقيس ، ولم يحك أبو عبيد إلا التخفيف .
وقرأ ابن محيصن بتشديد " أن " ونصب الحمد .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=7ورضوا بالحياة الدنيا قال : مثل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=15من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها [ هود : 15 ] الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ، nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ، وابن المنذر ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
مجاهد أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=9يهديهم ربهم بإيمانهم قال : يكون لهم نور يمشون به .
وأخرج
أبو الشيخ ، عن
قتادة ، مثله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، وابن المنذر ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
قتادة ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=9يهديهم ربهم بإيمانهم قال : حدثنا
الحسن قال : بلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال :
إن المؤمن إذا خرج من قبره صور له عمله في صورة حسنة وريح طيبة ، فيقول له : ما أنت ؟ فوالله إني لأراك عين امرئ صدق ، فيقول له : أنا عملك ، فيكون له نورا وقائدا إلى الجنة ، وأما الكافر فإذا خرج من قبره صور له عمله في صورة سيئة وريح منتنة ، فيقول له : ما أنت ؟ فوالله إني لأراك عين امرئ سوء ، فيقول له : أنا عملك ، فينطلق به حتى يدخله النار .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج نحوه .
وأخرج
ابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
إذا قالوا سبحانك اللهم أتاهم ما اشتهوا من الجنة من ربهم .
وقد روي نحو هذا عن جماعة من التابعين .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن
أبي الهذيل قال : الحمد أول الكلام وآخر الكلام ، ثم تلا :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=10وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=28981_29468_29680إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=8أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=9إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=10دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ شَرَعَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ فِي شَرْحِ
nindex.php?page=treesubj&link=30179_28760أَحْوَالِ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِالْمَعَادِ ، وَمَنْ يُؤْمِنُ بِهِ ، وَقَدَّمَ الطَّائِفَةَ الَّتِي لَمْ تُؤْمِنْ ، لِأَنَّ الْكَلَامَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ مَعَ الْكُفَّارِ الَّذِينَ يَعْجَبُونَ مِمَّا لَا عَجَبَ فِيهِ ، وَيُهْمِلُونَ النَّظَرَ وَالتَّفَكُّرَ فِيمَا لَا يَنْبَغِي إِهْمَالُهُ ، مِمَّا هُوَ مُشَاهَدٌ لِكُلِّ حَيٍّ طَوَالَ حَيَاتِهِ ، فَيَتَسَبَّبُ عَنْ إِهْمَالِ النَّظَرِ ، وَالتَّفَكُّرِ الصَّادِقِ : عَدَمُ الْإِيمَانِ بِالْمَعَادِ ، وَمَعْنَى الرَّجَاءِ هُنَا الْخَوْفُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
إِذَا لَسَعَتْهُ النَّحْلُ لَمْ يَرْجُ لَسْعَهَا وَخَالَفَهَا فِي بَيْتِ نَوْبٍ عَوَاسِلِ
وَقِيلَ : يَرْجُونَ : يَطْمَعُونَ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
أَتَرْجُو بَنُو مَرْوَانَ سَمْعِي وَطَاعَتِي وَقَوْمِي تَمِيمٌ وَالْفَلَاةُ وَرَائِيَا
فَالْمَعْنَى عَلَى الْأَوَّلِ لَا يَخَافُونَ عِقَابًا ، وَعَلَى الثَّانِي لَا يَطْمَعُونَ فِي ثَوَابٍ ، إِذَا لَمْ يَكُنِ الْمُرَادُ بِاللِّقَاءِ حَقِيقَتَهُ ، فَإِنْ كَانَ الْمُرَادُ بِهِ حَقِيقَتَهُ كَانَ الْمَعْنَى : لَا يَخَافُونَ رُؤْيَتَنَا أَوْ لَا يَطْمَعُونَ فِي رُؤْيَتِنَا ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالرَّجَاءِ هُنَا التَّوَقُّعُ فَيَدْخُلُ تَحْتَهُ الْخَوْفُ وَالطَّمَعُ ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=7لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَا يَتَوَقَّعُونَ لِقَاءَنَا فَهُمْ لَا يَخَافُونَهُ وَلَا يَطْمَعُونَ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=7وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا أَيْ رَضُوا بِهَا عِوَضًا عَنِ الْآخِرَةِ ، فَعَمِلُوا لَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=7وَاطْمَأَنُّوا بِهَا أَيْ سَكَنَتْ أَنْفُسُهُمْ إِلَيْهَا وَفَرِحُوا بِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=7وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ لَا يَعْتَبِرُونَ بِهَا وَلَا يَتَفَكَّرُونَ فِيهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=8أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ أَيْ مَثْوَاهُمْ ، وَمَكَانُ إِقَامَتِهِمُ النَّارُ ، وَالْإِشَارَةُ إِلَى الْمُتَّصِفِينَ بِالصِّفَاتِ السَّابِقَةِ مِنْ عَدَمِ الرَّجَاءِ ، وَحُصُولِ الرِّضَا وَالِاطْمِئْنَانِ ، وَالْغَفْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=8بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ أَيْ بِسَبَبِ مَا
[ ص: 613 ] كَانُوا يَكْسِبُونَ مِنَ الْكُفْرِ وَالتَّكْذِيبِ بِالْمَعَادِ فَهَذَا حَالُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْمَعَادِ .
وَأَمَّا حَالُ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِهِ فَقَدْ بَيَّنَهُ سُبْحَانَهُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=9إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا أَيْ فَعَلُوا الْإِيمَانَ الَّذِي طَلَبَهُ اللَّهُ مِنْهُمْ بِسَبَبِ مَا وَقَعَ مِنْهُمْ مِنَ التَّفَكُّرِ وَالِاعْتِبَارِ فِيمَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ مِنَ الْآيَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=9وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ الَّتِي يَقْتَضِيهَا الْإِيمَانُ ، وَهِيَ مَا شَرَعَهُ اللَّهُ لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=9يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ أَيْ يَرْزُقُهُمُ الْهِدَايَةَ بِسَبَبِ هَذَا الْإِيمَانِ الْمَضْمُومِ إِلَيْهِ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فَيَصِلُونَ بِذَلِكَ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=9تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ مُسْتَأْنَفَةٌ أَوْ خَبَرٌ ثَانٍ أَوْ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ .
وَمَعْنَى مِنْ تَحْتِهِمْ مِنْ تَحْتِ بَسَاتِينِهِمْ أَوْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ لِأَنَّهُمْ عَلَى سُرُرٍ مَرْفُوعَةٍ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=9فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ مُتَعَلِّقٌ بِـ ( تَجْرِي ) أَوْ بِـ ( يَهْدِيهِمْ ) أَوْ خَبَرٌ آخَرُ أَوْ حَالٌ مِنَ ( الْأَنْهَارُ ) .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=10دَعْوَاهُمْ أَيْ دُعَاؤُهُمْ وَنِدَاؤُهُمْ ، وَقِيلَ : الدُّعَاءُ الْعِبَادَةُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=48وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ [ مَرْيَمَ : 48 ] وَقِيلَ : مَعْنَى دَعْوَاهُمْ هُنَا الِادِّعَاءُ الْكَائِنُ بَيْنَ الْمُتَخَاصِمَيْنِ .
وَالْمَعْنَى : أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَدَّعُونَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَنْزِيهَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ مِنَ الْمَعَايِبِ وَالْإِقْرَارَ لَهُ بِالْإِلَهِيَّةِ .
قَالَ
الْقَفَّالُ : أَصْلُهُ مِنَ الدُّعَاءِ ، لِأَنَّ الْخَصْمَ يَدْعُو خَصْمَهُ إِلَى مَنْ يَحْكُمُ بَيْنَهُمَا ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ : طَرِيقَتُهُمْ وَسِيرَتُهُمْ ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمُدَّعِي لِلشَّيْءِ مُوَاظِبٌ عَلَيْهِ ، فَيُمْكِنُ أَنْ تُجْعَلَ الدَّعْوَى كِنَايَةً عَنِ الْمُلَازَمَةِ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=10سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ دَعْوَى وَلَا دُعَاءٌ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ : تَمَنِّيهِمْ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=57وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ وَكَأَنَّ تَمَنِّيَهُمْ فِي الْجَنَّةِ لَيْسَ إِلَّا تَسْبِيحُ اللَّهِ وَتَقْدِيسُهُ ، وَهُوَ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ ، وَ فِيهَا أَيْ فِي الْجَنَّةِ .
وَالْمَعْنَى عَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ : أَنَّ دُعَاءَهُمُ الَّذِي يَدْعُونَ بِهِ فِي الْجَنَّةِ هُوَ تَسْبِيحُ اللَّهِ وَتَقْدِيسُهُ ، وَالْمَعْنَى : نُسَبِّحُكَ يَا اللَّهُ تَسْبِيحًا .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=10وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ أَيْ تَحِيَّةُ بَعْضِهِمْ لِلْبَعْضِ ، فَيَكُونُ الْمَصْدَرُ مُضَافًا إِلَى الْفَاعِلِ ، أَوْ تَحِيَّةُ اللَّهِ أَوِ الْمَلَائِكَةِ لَهُمْ ، فَيَكُونُ مِنْ إِضَافَةِ الْمَصْدَرِ إِلَى الْمَفْعُولِ .
وَقَدْ مَضَى تَفْسِيرُ هَذَا فِي سُورَةِ النِّسَاءِ ، قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=10وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَيْ وَخَاتِمَةُ دُعَائِهِمُ الَّذِي هُوَ التَّسْبِيحُ أَنْ يَقُولُوا : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : مَذْهَبُ
الْخَلِيلِ أَنَّ ( أَنْ ) هَذِهِ مُخَفَّفَةٌ مِنَ الثَّقِيلَةِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُبَرِّدُ : وَيَجُوزُ أَنْ تُعْمِلَهَا خَفِيفَةً عَمَلَهَا ثَقِيلَةً ، وَالرَّفْعُ أَقْيَسُ ، وَلَمْ يَحْكِ أَبُو عُبَيْدٍ إِلَّا التَّخْفِيفَ .
وَقَرَأَ ابْنُ مُحَيْصِنٍ بِتَشْدِيدِ " أَنَّ " وَنَصْبِ الْحَمْدِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=7وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا قَالَ : مِثْلَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=15مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا [ هُودٍ : 15 ] الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=9يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ قَالَ : يَكُونُ لَهُمْ نُورٌ يَمْشُونَ بِهِ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، مِثْلَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=9يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ قَالَ : حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ صُوِّرَ لَهُ عَمَلُهُ فِي صُورَةٍ حَسَنَةٍ وَرِيحٍ طَيِّبَةٍ ، فَيَقُولُ لَهُ : مَا أَنْتَ ؟ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاكَ عَيْنَ امْرِئِ صِدْقٍ ، فَيَقُولُ لَهُ : أَنَا عَمَلُكَ ، فَيَكُونُ لَهُ نُورًا وَقَائِدًا إِلَى الْجَنَّةِ ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَإِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ صُوِّرَ لَهُ عَمَلُهُ فِي صُورَةٍ سَيِّئَةٍ وَرِيحٍ مُنْتِنَةٍ ، فَيَقُولُ لَهُ : مَا أَنْتَ ؟ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاكَ عَيْنَ امْرِئِ سَوْءٍ ، فَيَقُولُ لَهُ : أَنَا عَمَلُكَ ، فَيَنْطَلِقُ بِهِ حَتَّى يُدْخِلَهُ النَّارَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
إِذَا قَالُوا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ أَتَاهُمْ مَا اشْتَهَوْا مِنَ الْجَنَّةِ مِنْ رَبِّهِمْ .
وَقَدْ رُوِيَ نَحْوُ هَذَا عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ : الْحَمْدُ أَوَّلُ الْكَلَامِ وَآخِرُ الْكَلَامِ ، ثُمَّ تَلَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=10وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .