وهي
nindex.php?page=treesubj&link=28879_28889مكية كلها في قول الجمهور ، وكذا أخرجه
ابن الضريس والنحاس وابن مردويه من طرق عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . وأخرجه
ابن مردويه عن
ابن الزبير .
قال
القرطبي : وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وقتادة : إلا ثلاث آيات منها نزلت
بالمدينة ، وهي
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68والذين لا يدعون مع الله إلها آخر [ الفرقان : 68 ، 69 ، 70 ] الآيات .
وأخرج
مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان والبيهقي في سننه عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020957سمعت nindex.php?page=showalam&ids=8859هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم ، فاستمعت لقراءته ، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم ، فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم ، فلببته بردائه ، فقلت : من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ ؟ قال : أقرأنيها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم ، فقلت : كذبت فإن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قد أقرأنيها على غير ما قرأت ، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقلت : إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم : أرسله ، أقرئنا هشام ، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم : كذلك أنزلت ، ثم قال : أقرئنا عمر ، فقرأت القراءة التي أقرأني ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم : كذلك أنزلت ، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه .
بسم الله الرحمن الرحيم .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=28996تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=2الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=3واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=4وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاءوا ظلما وزورا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=5وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=6قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفورا رحيما .
تكلم سبحانه في هذه السورة على التوحيد لأنه أقدم وأهم ، ثم في النبوة لأنها الواسطة ، ثم في المعاد لأنه الخاتمة .
وأصل ( تبارك ) مأخوذ من البركة ، وهي النماء والزيادة ، حسية كانت أو عقلية . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : تبارك تفاعل ، من البركة . قال : ومعنى البركة : الكثرة من كل ذي خير ، وقال
الفراء : إن تبارك وتقدس في العربية واحد ، ومعناهما العظمة . وقيل : المعنى : تبارك عطاؤه أي : زاد وكثر ، وقيل : المعنى : دام
[ ص: 1032 ] وثبت . قال
النحاس : وهذا أولاها في اللغة ، والاشتقاق من برك الشيء إذا ثبت ، ومنه برك الجمل أي : دام وثبت .
واعترض ما قاله
الفراء بأن التقديس إنما هو من الطهارة ، وليس من ذا في شيء . قال العلماء : هذه اللفظة لا تستعمل إلا لله سبحانه ، ولا تستعمل إلا بلفظ الماضي ، والفرقان القرآن ، وسمي فرقانا لأنه يفرق بين الحق والباطل بأحكامه ، أو بين المحق والمبطل ، والمراد بعبده نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم . ثم علل التنزيل
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1ليكون للعالمين نذيرا فإن النذارة هي الغرض المقصود من الإنزال ، والمراد
محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - أو الفرقان ، والمراد بالعالمين هنا الإنس والجن ، لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - مرسل إليهما ، ولم يكن غيره من الأنبياء مرسلا إلى الثقلين ،
nindex.php?page=treesubj&link=31037والنذير : المنذر أي : ليكون
محمد منذرا أو ليكون إنزال القرآن منذرا ، ويجوز أن يكون النذير هنا بمعنى المصدر للمبالغة أي : ليكون إنزاله إنذارا ، أو ليكون
محمد إنذارا ، وجعل الضمير للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أولى ، لأن صدور الإنذار منه حقيقة ومن القرآن مجاز ، والحمل على الحقيقة أولى ولكونه أقرب مذكور .
وقيل : إن رجوع الضمير إلى الفرقان أولى لقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=9إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ثم إنه سبحانه وصف نفسه بصفات أربع : الأولى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=107له ملك السماوات والأرض دون غيره فهو المتصرف فيهما ، ويحتمل أن يكون الموصول الآخر بدلا أو بيانا للموصول الأول ، والوصف أولى ، وفي تنبيه على افتقار الكل إليه في الوجود وتوابعه من البهاء وغيره .
والصفة الثانية
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=2ولم يتخذ ولدا وفيه رد على
النصارى واليهود .
والصفة الثالثة
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=111ولم يكن له شريك في الملك وفيه رد على طوائف المشركين من الوثنية والثنوية وأهل الشرك الخفي .
والصفة الرابعة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=101وخلق كل شيء من الموجودات
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=2فقدره تقديرا أي قدر كل شيء مما خلق بحكمته على ما أراد وهيأه لما يصلح له .
قال
الواحدي : قال المفسرون : قدر كل شيء من الأجل والرزق ، فجرت المقادير على ما خلق . وقيل : أريد بالخلق هنا مجرد الإحداث والإيجاد من غير ملاحظة معنى التقدير وإن لم يخل عنه في نفس الأمر ، فيكون المعنى : أوجد كل شيء فقدره لئلا يلزم التكرار ، ثم صرح سبحانه بتزييف مذاهب عبدة الأوثان .
فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=3واتخذوا من دونه آلهة والضمير في ( اتخذوا ) للمشركين وإن لم يتقدم لهم ذكر ، لدلالة نفي الشريك عليهم أي : اتخذ المشركون لأنفسهم متجاوزين الله آلهة
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=20لا يخلقون شيئا والجملة في محل نصب صفة لآلهة أي : لا يقدرون على خلق شيء من الأشياء وغلب العقلاء على غيرهم ، لأن في معبودات الكفار الملائكة ، وعزيرا ، والمسيح
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=3وهم يخلقون أي يخلقهم الله سبحانه . وقيل : عبر عن الآلهة بضمير العقلاء جريا على اعتقاد الكفار أنها تضر وتنفع . وقيل : معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=3وهم يخلقون أن عبدتهم يصورونهم .
ثم لما وصف سبحانه نفسه بالقدرة الباهرة وصف آلهة المشركين بالعجز البالغ فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=3ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا أي لا يقدرون على أن يجلبوا لأنفسهم نفعا ولا يدفعوا عنها ضررا ، وقدم ذكر الضر لأن دفعه أهم من جلب النفع وإذا كانوا بحيث لا يقدرون على الدفع والنفع فيما يتعلق بأنفسهم فكيف يملكون ذلك لمن يعبدهم .
ثم زاد في بيان عجزهم فنصص على هذه الأمور فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=3ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا أي لا يقدرون على إماتة الأحياء ولا إحياء الموتى ولا بعثهم من القبور ، لأن النشور الإحياء بعد الموت ، يقال أنشر الله الموتى فنشروا ، ومنه قول
الأعشى :
حتى يقول الناس مما رأوا يا عجبا للميت الناشر
ولما فرغ من
nindex.php?page=treesubj&link=28657_28662_29706بيان التوحيد وتزييف مذاهب المشركين شرع في ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=30172_28757شبه منكري النبوة .
فالشبهة الأولى ما حكاه عنهم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=4وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك أي : كذب افتراه أي اختلقه
محمد - صلى الله عليه وآله وسلم ، والإشارة بقوله ( هذا ) إلى القرآن
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=4وأعانه عليه أي : على الاختلاق قوم آخرون يعنون : من
اليهود .
قيل وهم :
أبو فكيهة يسار مولى الحضرمي ، وعداس مولى حويطب بن عبد العزى ،
وجبر مولى ابن عامر وكان هؤلاء الثلاثة من
اليهود ، وقد مر الكلام على مثل هذا في النحل .
ثم رد الله سبحانه عليهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=4فقد جاءوا ظلما وزورا أي : فقد قالوا ظلما هائلا عظيما وكذبا ظاهرا ، وانتصاب ظلما بجاءوا ، فإن ( جاء ) قد يستعمل استعمال أتى ويعدى تعديته . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : إنه منصوب بنزع الخافض ، والأصل جاءوا بظلم . وقيل : هو منتصب على الحال ، وإنما كان ذلك منهم ظلما لأنهم نسبوا القبيح إلى من هو مبرأ منه ، فقد وضعوا الشيء في غير موضعه ، وهذا هو الظلم ، وأما كون ذلك منهم زورا فظاهر لأنهم قد كذبوا هذه المقالة .
ثم ذكر الشبهة الثانية فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=5وقالوا أساطير الأولين أي : أحاديث الأولين وما سطروه من الأخبار .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : واحد الأساطير أسطورة مثل أحاديث وأحدوثة ، وقال غيره : أساطير جمع أسطار ، مثل أقاويل وأقوال اكتتبها أي استكتبها أو كتبها لنفسه ، ومحل ( اكتتبها ) النصب على أنه حال من أساطير ، أو محله الرفع على أنه خبر ثان ، لأن أساطير مرتفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هذه أساطير الأولين اكتتبها ، ويجوز أن يكون أساطير مبتدأ ، واكتتبها خبره ، ويجوز أن يكون معنى ( اكتتبها ) جمعها من الكتب ، وهو الجمع ، لا من الكتابة بالقلم . والأول أولى .
وقرأ
طلحة ( اكتتبها ) مبنيا للمفعول ، والمعنى : اكتتبها له كاتب لأنه كان أميا لا يكتب ، ثم حذفت اللام فأفضى الفعل إلى الضمير فصار اكتتبها إياه ، ثم بنى الفعل للضمير الذي هو إياه فانقلب مرفوعا مستترا بعد أن كان منصوبا بارزا ، كذا قال في الكشاف ، واعترضه
أبو حيان nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=5فهي تملى عليه أي تلقى عليه تلك الأساطير بعد ما اكتتبها ليحفظها من أفواه من يمليها عليه من ذلك المكتتب لكونه أميا لا يقدر على أن يقرأها من ذلك المكتوب بنفسه ، ويجوز أن يكون المعنى ، اكتتبها : أراد اكتتابها
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=5فهي تملى عليه لأنه يقال أمليت عليه فهو يكتب بكرة وأصيلا
[ ص: 1033 ] غدوة ، وعشيا كأنهم قالوا : إن هؤلاء يعلمون
محمدا طرفي النهار ، وقيل : معنى بكرة وأصيلا : دائما في جميع الأوقات . فأجاب سبحانه عن هذه الشبهة بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=6قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض أي : ليس ذلك مما يفترى ويفتعل بإعانة قوم وكتابة آخرين من الأحاديث الملفقة وأخبار الأولين ، بل هو أمر سماوي أنزله الذي يعلم كل شيء لا يغيب عنه شيء من الأشياء ، فلهذا عجزتم عن معارضته ولم تأتوا بسورة منه ، وخص السر للإشارة إلى انطواء ما أنزله سبحانه على أسرار بديعة لا تبلغ إليها عقول البشر ، والسر : الغيب أي : يعلم الغيب الكائن فيهما ، وجملة إنه كان غفورا رحيما تعليل لتأخير العقوبة أي : إنكم وإن كنتم مستحقين لتعجيل العقوبة لما تفعلونه من الكذب على رسوله والظلم له ، فإنه لا يعجل عليكم بذلك لأنه كثير المغفرة والرحمة .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس تبارك تفاعل من البركة . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=4وأعانه عليه قوم آخرون قال : يهود
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=4فقد جاءوا ظلما وزورا قال : كذبا . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1تبارك الذي نزل الفرقان على عبده هو القرآن فيه حلاله وحرامه وشرائعه ودينه ، وفرق الله بين الحق والباطل
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1ليكون للعالمين نذيرا قال : بعث الله
محمدا - صلى الله عليه وآله وسلم - نذيرا من الله لينذر الناس بأس الله ووقائعه بمن خلا قبلكم
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=2وخلق كل شيء فقدره تقديرا قال : بين لكل شيء من خلقه صلاحه وجعل ذلك بقدر معلوم
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=3واتخذوا من دونه آلهة قال : هي الأوثان التي تعبد من دون الله
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=3لا يخلقون شيئا وهم يخلقون وهو الله الخالق الرازق ، وهذه الأوثان تخلق ولا تخلق شيئا ولا تضر ولا تنفع ولا تملك موتا ولا حياة ولا نشورا : يعني بعثا
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=4وقال الذين كفروا هذا قول مشركي العرب
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=4إن هذا إلا إفك هو الكذب
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=4افتراه وأعانه عليه أي : على حديثه هذا وأمره
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=4قوم آخرون فقد جاءوا ظلما وزورا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=5وقالوا أساطير الأولين كذب الأولين وأحاديثهم .
وَهِيَ
nindex.php?page=treesubj&link=28879_28889مَكِّيَّةٌ كُلُّهَا فِي قَوْلِ الْجُمْهُورِ ، وَكَذَا أَخْرَجَهُ
ابْنُ الضَّرِيسِ وَالنَّحَّاسُ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طُرُقٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ . وَأَخْرَجَهُ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ .
قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةُ : إِلَّا ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنْهَا نَزَلَتْ
بِالْمَدِينَةِ ، وَهِيَ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ [ الْفُرْقَانِ : 68 ، 69 ، 70 ] الْآيَاتِ .
وَأَخْرَجَ
مَالِكٌ nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12070وَالْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=13053وَابْنُ حِبَّانَ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020957سَمِعْتُ nindex.php?page=showalam&ids=8859هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ ، فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، فَكِدْتُ أَسَاوِرُهُ فِي الصَّلَاةِ فَتَصَبَّرْتُ حَتَّى سَلَّمَ ، فَلَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ ، فَقُلْتُ : مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تُقْرَأُ ؟ قَالَ : أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : كَذَبْتَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَدْ أَقْرَأَنِيهَا عَلَى غَيْرِ مَا قَرَأَتْ ، فَانْطَلَقْتُ بِهِ أَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ : إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : أَرْسِلْهُ ، أَقْرِئْنَا هِشَامُ ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ ، ثُمَّ قَالَ : أَقْرِئْنَا عُمَرُ ، فَقَرَأْتُ الْقِرَاءَةَ الَّتِي أَقْرَأَنِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=28996تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=2الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمَلِكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=3وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=4وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=5وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=6قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا .
تَكَلَّمَ سُبْحَانَهُ فِي هَذِهِ السُّورَةِ عَلَى التَّوْحِيدِ لِأَنَّهُ أَقْدَمُ وَأَهَمُّ ، ثُمَّ فِي النُّبُوَّةِ لِأَنَّهَا الْوَاسِطَةُ ، ثُمَّ فِي الْمَعَادِ لِأَنَّهُ الْخَاتِمَةُ .
وَأَصْلُ ( تَبَارَكَ ) مَأْخُوذٌ مِنَ الْبَرَكَةِ ، وَهِيَ النَّمَاءُ وَالزِّيَادَةُ ، حِسِّيَّةً كَانَتْ أَوْ عَقْلِيَّةً . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : تَبَارَكَ تَفَاعَلَ ، مِنَ الْبَرَكَةِ . قَالَ : وَمَعْنَى الْبَرَكَةِ : الْكَثْرَةُ مِنْ كُلِّ ذِي خَيْرٍ ، وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : إِنَّ تَبَارَكَ وَتَقَدَّسَ فِي الْعَرَبِيَّةِ وَاحِدٌ ، وَمَعْنَاهُمَا الْعَظَمَةُ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى : تَبَارَكَ عَطَاؤُهُ أَيْ : زَادَ وَكَثُرَ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : دَامَ
[ ص: 1032 ] وَثَبَتَ . قَالَ
النَّحَّاسُ : وَهَذَا أَوْلَاهَا فِي اللُّغَةِ ، وَالِاشْتِقَاقُ مِنْ بَرَكَ الشَّيْءُ إِذَا ثَبَتَ ، وَمِنْهُ بَرَكَ الْجَمَلُ أَيْ : دَامَ وَثَبَتَ .
وَاعْتَرَضَ مَا قَالَهُ
الْفَرَّاءُ بِأَنَّ التَّقْدِيسَ إِنَّمَا هُوَ مِنَ الطَّهَارَةِ ، وَلَيْسَ مِنْ ذَا فِي شَيْءٍ . قَالَ الْعُلَمَاءُ : هَذِهِ اللَّفْظَةُ لَا تُسْتَعْمَلُ إِلَّا لِلَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَلَا تُسْتَعْمَلُ إِلَّا بِلَفْظِ الْمَاضِي ، وَالْفَرْقَانُ الْقُرْآنُ ، وَسُمِّيَ فُرْقَانًا لِأَنَّهُ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ بِأَحْكَامِهِ ، أَوْ بَيْنَ الْمُحِقِّ وَالْمُبْطِلِ ، وَالْمُرَادُ بِعَبْدِهِ نَبِيُّنَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ . ثُمَّ عَلَّلَ التَّنْزِيلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا فَإِنَّ النِّذَارَةَ هِيَ الْغَرَضُ الْمَقْصُودُ مِنَ الْإِنْزَالِ ، وَالْمُرَادُ
مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَوِ الْفَرْقَانُ ، وَالْمُرَادُ بِالْعَالَمِينَ هُنَا الْإِنْسُ وَالْجِنُّ ، لِأَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مُرْسَلٌ إِلَيْهِمَا ، وَلَمْ يَكُنْ غَيْرُهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مُرْسَلًا إِلَى الثَّقَلَيْنِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=31037وَالنَّذِيرُ : الْمُنْذِرُ أَيْ : لِيَكُونَ
مُحَمَّدٌ مُنْذِرًا أَوْ لِيَكُونَ إِنْزَالُ الْقُرْآنِ مُنْذِرًا ، وَيَجُوزَ أَنْ يَكُونَ النَّذِيرُ هُنَا بِمَعْنَى الْمَصْدَرِ لِلْمُبَالَغَةِ أَيْ : لِيَكُونَ إِنْزَالُهُ إِنْذَارًا ، أَوْ لِيَكُونَ
مُحَمَّدٌ إِنْذَارًا ، وَجَعْلُ الضَّمِيرِ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَوْلَى ، لِأَنَّ صُدُورَ الْإِنْذَارِ مِنْهُ حَقِيقَةٌ وَمِنَ الْقُرْآنِ مَجَازٌ ، وَالْحَمْلُ عَلَى الْحَقِيقَةِ أَوْلَى وَلِكَوْنِهِ أَقْرَبَ مَذْكُورٍ .
وَقِيلَ : إِنَّ رُجُوعَ الضَّمِيرِ إِلَى الْفُرْقَانِ أَوْلَى لِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=9إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ثُمَّ إِنَّهُ سُبْحَانَهُ وَصَفَ نَفْسَهُ بِصِفَاتٍ أَرْبَعٍ : الْأُولَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=107لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ دُونَ غَيْرِهِ فَهُوَ الْمُتَصَرِّفُ فِيهِمَا ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمَوْصُولُ الْآخَرُ بَدَلًا أَوْ بَيَانًا لِلْمَوْصُولِ الْأَوَّلِ ، وَالْوَصْفُ أَوْلَى ، وَفِي تَنْبِيهٍ عَلَى افْتِقَارِ الْكُلِّ إِلَيْهِ فِي الْوُجُودِ وَتَوَابِعِهِ مِنَ الْبَهَاءِ وَغَيْرِهِ .
وَالصِّفَةُ الثَّانِيَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=2وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَفِيهِ رَدٌّ عَلَى
النَّصَارَى وَالْيَهُودِ .
وَالصِّفَةُ الثَّالِثَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=111وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَفِيهِ رَدٌّ عَلَى طَوَائِفِ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الْوَثَنِيَّةِ وَالثَّنَوِيَّةِ وَأَهْلِ الشِّرْكِ الْخَفِيِّ .
وَالصِّفَةُ الرَّابِعَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=101وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الْمَوْجُودَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=2فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا أَيْ قَدَّرَ كُلَّ شَيْءٍ مِمَّا خَلَقَ بِحِكْمَتِهِ عَلَى مَا أَرَادَ وَهَيَّأَهُ لِمَا يَصْلُحُ لَهُ .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : قَدَّرَ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الْأَجَلِ وَالرِّزْقِ ، فَجَرَتِ الْمَقَادِيرُ عَلَى مَا خَلَقَ . وَقِيلَ : أُرِيدَ بِالْخَلْقِ هُنَا مُجَرَّدُ الْإِحْدَاثِ وَالْإِيجَادِ مِنْ غَيْرِ مُلَاحَظَةِ مَعْنَى التَّقْدِيرِ وَإِنْ لَمْ يَخْلُ عَنْهُ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى : أَوْجَدَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ لِئَلَّا يَلْزَمَ التَّكْرَارُ ، ثُمَّ صَرَّحَ سُبْحَانَهُ بِتَزْيِيفِ مَذَاهِبِ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ .
فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=3وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً وَالضَّمِيرُ فِي ( اتَّخَذُوا ) لِلْمُشْرِكِينَ وَإِنْ لَمْ يَتَقَدَّمْ لَهُمْ ذِكْرٌ ، لِدَلَالَةِ نَفْيِ الشَّرِيكِ عَلَيْهِمْ أَيِ : اتَّخَذَ الْمُشْرِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ مُتَجَاوِزِينَ اللَّهَ آلِهَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=20لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ صِفَةٌ لِآلِهَةٍ أَيْ : لَا يَقْدِرُونَ عَلَى خَلْقِ شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ وَغَلَّبَ الْعُقَلَاءَ عَلَى غَيْرِهِمْ ، لِأَنَّ فِي مَعْبُودَاتِ الْكُفَّارِ الْمَلَائِكَةَ ، وَعُزَيْرًا ، وَالْمَسِيحَ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=3وَهُمْ يُخْلَقُونَ أَيْ يَخْلُقُهُمُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ . وَقِيلَ : عَبَّرَ عَنِ الْآلِهَةِ بِضَمِيرِ الْعُقَلَاءِ جَرْيًا عَلَى اعْتِقَادِ الْكُفَّارِ أَنَّهَا تَضُرُّ وَتَنْفَعُ . وَقِيلَ : مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=3وَهُمْ يُخْلَقُونَ أَنَّ عَبَدَتَهُمْ يُصَوِّرُونَهُمْ .
ثُمَّ لَمَّا وَصَفَ سُبْحَانَهُ نَفْسَهُ بِالْقُدْرَةِ الْبَاهِرَةِ وَصَفَ آلِهَةَ الْمُشْرِكِينَ بِالْعَجْزِ الْبَالِغِ فَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=3وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا أَيْ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يَجْلِبُوا لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا يَدْفَعُوا عَنْهَا ضَرَرًا ، وَقَدَّمَ ذِكْرَ الضُّرِّ لِأَنَّ دَفْعَهُ أَهَمُّ مِنْ جَلْبِ النَّفْعِ وَإِذَا كَانُوا بِحَيْثُ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى الدَّفْعِ وَالنَّفْعِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِأَنْفُسِهِمْ فَكَيْفَ يَمْلِكُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَعْبُدُهُمْ .
ثُمَّ زَادَ فِي بَيَانِ عَجْزِهِمْ فَنَصَّصَ عَلَى هَذِهِ الْأُمُورِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=3وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا أَيْ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى إِمَاتَةِ الْأَحْيَاءِ وَلَا إِحْيَاءِ الْمَوْتَى وَلَا بَعْثِهِمْ مِنَ الْقُبُورِ ، لِأَنَّ النُّشُورَ الْإِحْيَاءُ بَعْدَ الْمَوْتِ ، يُقَالُ أَنْشَرَ اللَّهُ الْمَوْتَى فَنُشِرُوا ، وَمِنْهُ قَوْلُ
الْأَعْشَى :
حَتَّى يَقُولَ النَّاسُ مِمَّا رَأَوْا يَا عَجَبًا لِلْمَيِّتِ النَّاشِرِ
وَلَمَّا فَرَغَ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28657_28662_29706بَيَانِ التَّوْحِيدِ وَتَزْيِيفِ مَذَاهِبِ الْمُشْرِكِينَ شَرَعَ فِي ذِكْرِ
nindex.php?page=treesubj&link=30172_28757شُبَهِ مُنْكِرِي النُّبُوَّةِ .
فَالشُّبْهَةُ الْأُولَى مَا حَكَاهُ عَنْهُمْ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=4وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ أَيْ : كَذِبٌ افْتَرَاهُ أَيِ اخْتَلَقَهُ
مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ ( هَذَا ) إِلَى الْقُرْآنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=4وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ أَيْ : عَلَى الِاخْتِلَاقِ قَوْمٌ آخَرُونَ يَعْنُونَ : مِنَ
الْيَهُودِ .
قِيلَ وَهُمْ :
أَبُو فُكَيْهَةَ يَسَارٌ مَوْلَى الْحَضْرَمِيِّ ، وَعَدَّاسٌ مَوْلَى حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ،
وَجَبْرٌ مَوْلَى ابْنِ عَامِرٍ وَكَانَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ مِنَ
الْيَهُودِ ، وَقَدْ مَرَّ الْكَلَامُ عَلَى مِثْلِ هَذَا فِي النَّحْلِ .
ثُمَّ رَدَّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=4فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا أَيْ : فَقَدْ قَالُوا ظُلْمًا هَائِلًا عَظِيمًا وَكَذِبًا ظَاهِرًا ، وَانْتِصَابُ ظُلْمًا بِجَاءُوا ، فَإِنَّ ( جَاءَ ) قَدْ يُسْتَعْمَلُ اسْتِعْمَالَ أَتَى وَيُعَدَّى تَعْدِيَتَهُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : إِنَّهُ مَنْصُوبٌ بِنَزْعِ الْخَافِضِ ، وَالْأَصْلُ جَاءُوا بِظُلْمٍ . وَقِيلَ : هُوَ مُنْتَصِبٌ عَلَى الْحَالِ ، وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ مِنْهُمْ ظُلْمًا لِأَنَّهُمْ نَسَبُوا الْقَبِيحَ إِلَى مَنْ هُوَ مُبَرَّأٌ مِنْهُ ، فَقَدْ وَضَعُوا الشَّيْءَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ ، وَهَذَا هُوَ الظُّلْمُ ، وَأَمَّا كَوْنُ ذَلِكَ مِنْهُمْ زُورًا فَظَاهِرٌ لِأَنَّهُمْ قَدْ كَذَّبُوا هَذِهِ الْمَقَالَةَ .
ثُمَّ ذَكَرَ الشُّبْهَةَ الثَّانِيَةَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=5وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ أَيْ : أَحَادِيثُ الْأَوَّلِينَ وَمَا سَطَّرُوهُ مِنَ الْأَخْبَارِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : وَاحِدُ الْأَسَاطِيرِ أُسْطُورَةٌ مِثْلُ أَحَادِيثَ وَأُحْدُوثَةٍ ، وَقَالَ غَيْرُهُ : أَسَاطِيرُ جَمْعُ أَسْطَارٍ ، مِثْلُ أَقَاوِيلَ وَأَقْوَالٍ اكْتَتَبَهَا أَيِ اسْتَكْتَبَهَا أَوْ كَتَبَهَا لِنَفْسِهِ ، وَمَحَلُّ ( اكْتَتَبَهَا ) النَّصْبُ عَلَى أَنَّهُ حَالٌ مِنْ أَسَاطِيرَ ، أَوْ مَحَلُّهُ الرَّفْعُ عَلَى أَنَّهُ خَبَرٌ ثَانٍ ، لِأَنَّ أَسَاطِيرَ مُرْتَفِعٌ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أَيْ هَذِهِ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَسَاطِيرُ مُبْتَدَأً ، وَاكْتَتَبَهَا خَبَرَهُ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى ( اكْتَتَبَهَا ) جَمَعَهَا مِنَ الْكُتُبِ ، وَهُوَ الْجَمْعُ ، لَا مِنَ الْكِتَابَةِ بِالْقَلَمِ . وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَقَرَأَ
طَلْحَةُ ( اكْتُتِبَهَا ) مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ، وَالْمَعْنَى : اكْتَتَبَهَا لَهُ كَاتِبٌ لِأَنَّهُ كَانَ أُمِّيًّا لَا يَكْتُبُ ، ثُمَّ حُذِفَتِ اللَّامُ فَأَفْضَى الْفِعْلُ إِلَى الضَّمِيرِ فَصَارَ اكْتَتَبَهَا إِيَّاهُ ، ثُمَّ بَنَى الْفِعْلَ لِلضَّمِيرِ الَّذِي هُوَ إِيَّاهُ فَانْقَلَبَ مَرْفُوعًا مُسْتَتِرًا بَعْدَ أَنْ كَانَ مَنْصُوبًا بَارِزًا ، كَذَا قَالَ فِي الْكَشَّافِ ، وَاعْتَرَضَهُ
أَبُو حَيَّانَ nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=5فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ أَيْ تُلْقَى عَلَيْهِ تِلْكَ الْأَسَاطِيرُ بَعْدَ مَا اكْتَتَبَهَا لِيَحْفَظَهَا مِنْ أَفْوَاهِ مَنْ يُمْلِيهَا عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ الْمُكْتَتَبِ لِكَوْنِهِ أُمِيًّا لَا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَقْرَأَهَا مِنْ ذَلِكَ الْمَكْتُوبِ بِنَفْسِهِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى ، اكْتَتَبَهَا : أَرَادَ اكْتِتَابَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=5فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ لِأَنَّهُ يُقَالُ أُمْلِيَتْ عَلَيْهِ فَهُوَ يَكْتُبُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا
[ ص: 1033 ] غَدْوَةً ، وَعَشِيًّا كَأَنَّهُمْ قَالُوا : إِنَّ هَؤُلَاءِ يُعَلِّمُونَ
مُحَمَّدًا طَرَفَيِ النَّهَارِ ، وَقِيلَ : مَعْنَى بُكَرَةً وَأَصِيلًا : دَائِمًا فِي جَمِيعِ الْأَوْقَاتِ . فَأَجَابَ سُبْحَانَهُ عَنْ هَذِهِ الشُّبْهَةِ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=6قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَيْ : لَيْسَ ذَلِكَ مِمَّا يُفْتَرَى وَيُفْتَعَلُ بِإِعَانَةِ قَوْمٍ وَكِتَابَةِ آخَرِينَ مِنَ الْأَحَادِيثِ الْمُلَفَّقَةِ وَأَخْبَارِ الْأَوَّلِينَ ، بَلْ هُوَ أَمْرٌ سَمَاوِيٌّ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ لَا يَغِيبُ عَنْهُ شَيْءٌ مِنَ الْأَشْيَاءِ ، فَلِهَذَا عَجَزْتُمْ عَنْ مُعَارَضَتِهِ وَلَمْ تَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْهُ ، وَخُصَّ السِّرُّ لِلْإِشَارَةِ إِلَى انْطِوَاءِ مَا أَنْزَلَهُ سُبْحَانَهُ عَلَى أَسْرَارٍ بَدِيعَةٍ لَا تَبْلُغُ إِلَيْهَا عُقُولُ الْبَشَرِ ، وَالسِّرُّ : الْغَيْبُ أَيْ : يَعْلَمُ الْغَيْبَ الْكَائِنَ فِيهِمَا ، وَجُمْلَةُ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا تَعْلِيلٌ لِتَأْخِيرِ الْعُقُوبَةِ أَيْ : إِنَّكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مُسْتَحِقِّينَ لِتَعْجِيلِ الْعُقُوبَةِ لِمَا تَفْعَلُونَهُ مِنَ الْكَذِبِ عَلَى رَسُولِهِ وَالظُّلْمِ لَهُ ، فَإِنَّهُ لَا يُعَجِّلُ عَلَيْكُمْ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ كَثِيرُ الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ تَبَارَكَ تَفَاعَلَ مِنَ الْبَرَكَةِ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=4وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ قَالَ : يَهُودٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=4فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا قَالَ : كَذِبًا . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ هُوَ الْقُرْآنُ فِيهِ حَلَالُهُ وَحَرَامُهُ وَشَرَائِعُهُ وَدِينُهُ ، وَفَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا قَالَ : بَعَثَ اللَّهُ
مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - نَذِيرًا مِنَ اللَّهِ لِيُنْذِرَ النَّاسَ بَأْسَ اللَّهِ وَوَقَائِعَهُ بِمَنْ خَلَا قَبْلَكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=2وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا قَالَ : بَيَّنَ لِكُلِّ شَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ صَلَاحَهُ وَجَعَلَ ذَلِكَ بِقَدْرٍ مَعْلُومٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=3وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قَالَ : هِيَ الْأَوْثَانُ الَّتِي تُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=3لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَهُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الرَّازِقُ ، وَهَذِهِ الْأَوْثَانُ تُخْلَقُ وَلَا تَخْلُقُ شَيْئًا وَلَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ وَلَا تَمْلِكُ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا : يَعْنِي بَعْثًا
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=4وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَذَا قَوْلُ مُشْرِكِي الْعَرَبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=4إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ هُوَ الْكَذِبُ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=4افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ أَيْ : عَلَى حَدِيثِهِ هَذَا وَأَمْرِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=4قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=5وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ كَذِبُ الْأَوَّلِينَ وَأَحَادِيثُهُمْ .