الثالث : من هذا قسم يسمى وأعني بالضمير أن يضمر من القول المجاور به لبيان أحد جزأيه ; كقول الفقيه : النبيذ مسكر فهو حرام ، فإنه أضمر " وكل مسكر حرام " . الضمير والتمثيل ،
ويكون في القياس الاستثنائي ; كقوله : لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ( الأنبياء : 22 ) .
وقوله : ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ( آل عمران : 159 ) ، وقد شهد الحس والعيان أنهم ما انفضوا من حوله ; وهي المضمرة ; وانتفى عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه فظ غليظ القلب .
[ ص: 196 ] وقوله : ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ( الأنفال : 23 ) المعنى : لو أفهمتهم لما أجدى فيهم التفهيم ; فكيف وقد سلبوا القوة الفاهمة ; فعلم بذلك أنهم مع انتفاء الفهم أحق بفقد القبول والهداية .