( وأما  الهمز المتحرك ) فينقسم إلى قسمين      : متحرك قبله ساكن ، ومتحرك قبله متحرك . وكل منها ينقسم إلى متطرف ومتوسط . فالمتطرف الساكن ما قبله لا يخلو ذلك الساكن قبله من أن يكون ألفا ، أو ياء ، أو واوا ، أو زائدتين ، أو غير ذلك ، فإن كان ألفا ، فإنه يأتي بعده كل من الحركات الثلاث نحو (  جاء   ، و  عن أشياء   ، و  السفهاء   ، و  منه الماء   ، و  من السماء   ، و  من الماء   ، و  على سواء   ، و  على استحياء   ،  ولا نساء من نساء      ) وكيفية تسهيل هذا القسم أن يسكن أيضا للوقف ، ثم يبدل ألفا من جنس ما قبله ، والوجه في ذلك أن الهمز لما سكن للوقف لم تعد الألف حاجزا ، فقلبت الهمزة من ذلك ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها ، وهل تبقى تلك الألف ، أو تحذف للساكن ؟ سيأتي بيان ذلك ، وسيأتي أيضا بيان حكم الوقف بالروم ، واتباع الرسم ، وغيره في آخر الباب . وإن كان الساكن قبل الهمز ياء ، أو واوا زائدتين ، فإنه لم يرد في الياء إلا في (  النسيء      ) و (  بريء      ) ووزنهما " فعيل " ، ولم يأت في الواو إلا في (  قروء      ) ووزنه " فعول " وتسهيله أن يبدل الهمز من جنس ذلك الحرف الزائد ويدغم الحرف فيه ، وأما إن كان الساكن غير ذلك من سائر الحروف فتسهيله أن تنقل حركة الهمزة إلى ذلك الساكن ويحركها بها ، ثم تحذف هي كما تقدم في باب النقل ، سواء كان ذلك الساكن صحيحا ، أو ياء ، أو واوا أصليين ، وسواء كانا حرفي مد أو حرفي لين بأي حركة تحركت الهمزة ، فالساكن الصحيح ورد منه في القرآن سبعة مواضع ، منها أربعة الهمزة فيها مضمومة وهي (  دفء   ، و  ملء   ، و  ينظر المرء   ، و  لكل باب منهم جزء      ) ومنها موضعان الهمزة فيهما مكسورة ، وهما (  بين المرء وزوجه   ،      [ ص: 433 ] و  بين المرء وقلبه      ) وموضع واحد الهمزة فيه مفتوحة وهو (  يخرج الخبء      ) ومثال الياء الأصلية وهي حرف المد (  المسيء   ،  وجيء   ، و  سيء   ، و  يضيء      ) ومثالها وهي حرف لين (  شيء      ) لا غير نحو (  على كل شيء   ، و  إن زلزلة الساعة شيء      ) ومثال الواو الأصلية وهي حرف مد (  لتنوء   ، و  أن تبوء   ،  وما عملت من سوء   ، و  ليسوءوا      ) أول سبحان على قراءة  حمزة  ومن معه ، ومثالها حرف لين (  إنهم كانوا قوم سوء   ،  للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء      ) والمتطرف المتحرك المتحرك ما قبله هو الساكن العارض المتطرف . وقد تقدم حكم تسهيله ساكنا ، وسيأتي حكم تسهيله بالروم واتباع الرسم آخر الباب ، إن شاء الله تعالى .  
				
						
						
