الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          فاعلم أن الحروف المستفلة كلها مرققة لا يجوز تفخيم شيء منها إلا اللام من اسم الله تعالى بعد فتحة ، أو ضمة إجماعا ، أو بعض حروف الإطباق في بعض الروايات وإلا الراء المضمومة ، أو المفتوحة مطلقا في أكثر الروايات والساكنة في بعض الأحوال كما سيأتي تفصيل ذلك في بابه - إن شاء الله تعالى - والحروف المستعلية كلها مفخمة لا يستثنى شيء منها في حال من الأحوال . وأما الألف فالصحيح أنها لا توصف بترقيق ولا تفخيم ، بل بحسب ما يتقدمها فإنها تتبعه ترقيقا وتفخيما ، وما وقع في كلام بعض أئمتنا من إطلاق ترقيقها فإنما يريدون التحذير مما يفعله بعض العجم من المبالغة في لفظها إلى أن يصيروها كالواو ، أو يريدون التنبيه على ما هي مرققة فيه ، وأما نص بعض المتأخرين على ترقيقها بعد الحروف المفخمة فهو شيء وهم فيه ولم يسبقه إليه أحد ، وقد رد عليه الأئمة المحققون من معاصريه ، ورأيت من ذلك تأليفا للإمام أبي عبد الله محمد بن بصخان سماه : " التذكرة والتبصرة لمن نسي تفخيم الألف أو أنكره " قال فيه : اعلم أيها القارئ أن من أنكر تفخيم الألف فإنكاره صادر عن جهله ، أو غلظ طباعه ، أو عدم [ ص: 216 ] اطلاعه ، أو تمسكه ببعض كتب التجويد التي أهمل مصنفوها التصريح بذكر تفخيم الألف . ثم قال : والدليل على جهله أنه يدعي أن الألف في قراءة ورش طال وفصالا وما أشبههما مرققة وترقيقها غير ممكن لوقوعها بين حرفين مغلظين والدليل على غلظ طبعه أنه لا يفرق في لفظه بين ألف ( قال ) وألف ( حال ) حالة التجويد والدليل على عدم اطلاعه أن أكثر النحاة نصوا في كتبهم على تفخيم الألف ، ثم ساق نصوص أئمة اللسان في ذلك ووقف عليه أستاذ العربية والقراءات أبو حيان - رحمه الله - فكتب عليه : طالعته فرأيته قد حاز إلى صحة النقل كمال الدراية ، وبلغ في حسنه الغاية . فالهمزة - إذا ابتدأ بها القارئ من كلمة فليلفظ بها سلسة في النطق سهلة في الذوق ، وليتحفظ من تغليظ النطق بها نحو : الحمد ، الذين ، أأنذرتهم ، ولا سيما إذا أتى بعدها ألف ، نحو : آتي ، وآيات ، وآمين . فإن جاء حرف مغلظ كان التحفظ آكد نحو : الله ، اللهم ، أو مفخم نحو : الطلاق ، اصطفى ، وأصلح ، فإن كان حرفا مجانسها ، أو مقاربها كان التحفظ بسهولتها أشد ، وبترقيقها أوكد نحو : اهدنا ، أعوذ ، أعطى ، أحطت ، أحق ، فكثير من الناس ينطق بها في ذلك كالمتهوع .

                                                          وكذا الباء : إذا أتى بعدها حرف مفخم نحو بطل ، بغى ، وبصلها ، فإن حال بينهما ألف كان التحفظ بترقيقها أبلغ نحو : باطل ، و ( باغ ) ، والأسباط . فكيف إذا وليها حرفان مفخمان نحو : برق ، و ( البقر ) ، بل طبع ، عند من أدغم ، وليحذر في ترقيقها من ذهاب شدتها كما يفعله كثير من المغاربة ، لا سيما إن كان حرفا خفيفا نحو : بهم ، وبه ، وبها - دون - بالغ ، و ( باسط ) ، و ( بارئكم ) ، أو ضعيفا نحو : بثلاثة ، وبذي ، و ( بساحتهم ) ، وإذا سكنت كان التحفظ بما فيها من الشدة والجهر أشد نحو : ربوة ، و ( الخبء ) ، وقبل ، و ( الصبر ) ، فانصب ، فارغب ، ( وكذلك ) الحكم في سائر حروف القلقلة لاجتماع الشدة والجهر فيها نحو : ( يجعلون ، و الحجر ، والفجر ، و وجهك ، و النجدين ، ومن يخرج ) ، ونحو : ( يدرءون ، والعدل ، ليلة القدر ، وعدوا ، و قد نرى ، واقصد ) ، ونحو : [ ص: 217 ] ( يطعمون ، و البطشة ، و مطلع ، إطعام ، و بما لم تحط ) ، ونحو : ( يقطعون ، وقرا ، و بقلها ، إن يسرق ) .

                                                          التاء : يتحفظ بما فيها من الشدة لئلا تصير رخوة كما ينطق بها بعض الناس ، وربما جعلت سينا ، لا سيما إذا كانت ساكنة نحو : فتنة ، و ( فترة ) ، و يتلون ، واتل عليهم ، ولذا أدخلها سيبويه في جملة حروف القلقلة ، وليكن التحفظ بها إذا تكررت آكد نحو : تتوفاهم ، و ( تتولوا ) ، كدت تركن ، الراجفة تتبعها ، وكذلك كلما تكرر من مثلين نحو : ثالث ثلاثة ، و ( حاججتم ) ، و لا أبرح حتى ، و ( يرتد ) ، و أخي اشدد ، و ( صددناكم ) ، وعدده ، و ( ممددة ) ، و ( ذي الذكر ) ، و ( محررا ) ، وتحرير رقبة ، و ( بشرر ) و ( فعززنا بثالث ) ، و ( شططا ) ، ونطبع على ، و ( يخفف ) ، وليستعفف ، و ( تعرف في ) ، و حق قدره ، والحق أقول ، و مناسككم ، و ( إنك كنت ) ، و ( لتعلمن نبأه ) ، و ( جباههم وجنوبهم ) ، و ( فيه هدى ) ، و ( اعبدوه هذا ) ، و ( وري ) ، و ( يستحي ) ، و ( يحييكم ) ، ( والبغي يعظكم ) ، إن ولي الله ، و ( حييتم ) ، لصعوبة اللفظ بالمكرر على اللسان ، قالوا : هو بمنزلة من في القيد يرفع رجله مرتين ، أو ثلاثا ويردها في كل مرة إلى الموضع الذي رفعها منه ; ولذلك آثر أبو عمرو وغيره الإدغام بشرطه تخفيفا ، ويعتني ببيانها وتلخيصها مرققة إذا أتى بعدها حرف إطباق ولا سيما الطاء التي شاركتها في المخرج ، وذلك نحو : أفتطمعون ، و تطهيرا ، ولا تطغوا ، وتصدية ، وتصدون و تظلمون .

                                                          والثاء حرف ضعيف ، فإذا وقع ساكنها فليحتفظ في بيانه ، لا سيما إذا أتى بعده حرف يقاربه وقرئ بالإظهار نحو : يلهث ذلك ، ولبثت و لبثتم ، وكذا إن أتى قبل حرف استعلاء وجب التحرز في بيانه لضعفه وقوة الاستعلاء بعده نحو : أثخنتموهم ، و إن يثقفوكم ، وكثير من العجم لا يتحفظون من بيانها فيخرجونها سينا خالصة .

                                                          والجيم يجب أن يتحفظ بإخراجها من مخرجها فربما خرجت من دون مخرجها فينتشر بها اللسان فتصير ممزوجة بالشين كما يفعله كثير من أهل الشام ومصر ، وربما نبا بها اللسان فأخرجها ممزوجة بالكاف كما يفعله بعض الناس ، وهو موجود كثيرا [ ص: 218 ] في بوادي اليمن ، وإذا سكنت وأتى بعدها بعض الحروف المهموسة كان الاحتراز بجهرها وشدتها أبلغ نحو : اجتمعوا ، واجتنبوا ، و ( خرجت ) ، و ( تجري ) ، و ( تجزون ) ، و زجرا ، و ( رجسا ) ، لئلا تضعف فتمزج بالشين ، وكذلك إذا كانت مشددة نحو : الحج ، و ( أتحاجوني ) ، وحاجه - لا سيما - نحو لجي ، ويوجه لأجل مجانسة الياء وخفاء الهاء .

                                                          والحاء : والحاء تجب العناية بإظهارها إذا وقع بعدها مجانسها ، أو مقاربها ، لا سيما إذا سكنت نحو : فاصفح عنهم ، وسبحه ، فكثير ما يقلبونها في الأول عينا ويدغمونها ، وكذلك يقلبون الهاء في " وسبحه " حاء لضعف الهاء وقوة الحاء فتجذبها فينطقون بحاء مشددة ، وكل ذلك لا يجوز إجماعا ، كذلك يجب الاعتناء بترقيقها إذا جاورها حرف الاستعلاء نحو : أحطت ، و ( الحق ) ، فإن اكتنفها حرفان كان ذلك أوجب نحو : حصحص .

                                                          والخاء : يجب تفخيمها وسائر حروف الاستعلاء وتفخيمها إذا كانت مفتوحة أبلغ ، وإذا وقع بعدها ألف أمكن نحو : خلق ، و ( غلب ) ، و طغى ، و ( صعيدا ) ، وضرب ، و ( خالق ) ، و ( صادق ) ، و ( ضالين ) ، و طائف و ( ظالم ) . قال ابن الطحان الأندلسي في تجويده : المفخمات على ثلاثة أضرب : ضرب يتمكن التفخيم فيه ، وذلك إذا كان أحد حروف الاستعلاء مفتوحا ، وضرب دون ذلك ، وهو أن يقع مضموما ، وضرب دون ذلك ، وهو أن يكون مكسورا . انتهى .

                                                          والدال : فإذا كانت بدلا من تاء وجب بيانها لئلا يميل اللسان بها إلى أصلها نحو : مزدجر ، و تزدري .

                                                          والذال : يعتنى بإظهارها إذا سكنت وأتى بعدها نون نحو : فنبذناه ، وإذ نتقنا ، وكذلك يعتنى بترقيقها وبيان انفتاحها واستفالها إذا جاورها حرف مفخم وإلا ربما انقلبت ظاء نحو : ذرهم ، وذره ، و ( أنذرتكم ) ، و ( الأذقان ) ، ولا سيما في نحو : المنذرين ، ومحذرا ، وذللنا ، لئلا تشتبه بنحو : المنتظرين ، و ( محظورا ) ، وظللنا ، وبعض النبط ينطق بها دالا مهملة ، وبعض العجم يجعلها زايا ، فليتحفظ من ذاك .

                                                          والراء : انفرد بكونه مكررا صفة لازمة له لغلظه . قال سيبويه : إذا تكلمت بها خرجت كأنها مضاعفة . وقد توهم بعض الناس أن حقيقة التكرير ترعيد اللسان بها المرة بعد [ ص: 219 ] المرة فأظهر ذلك حال تشديدها كما ذهب إليه بعض الأندلسيين ، والصواب التحفظ من ذلك بإخفاء تكريرها كما هو مذهب المحققين . وقد يبالغ قوم في إخفاء تكريرها مشددة فيأتي بها محصرمة شبيهة بالطاء ، وذلك خطأ لا يجوز فيجب أن يلفظ بها مشددة تشديدا ينبو بها اللسان نبوة واحدة وارتفاعا واحدا من غير مبالغة في الحصر والعسر نحو : الرحمن الرحيم ، وخر موسى ، وليحترز حال ترقيقها من نحولها نحولا يذهب أثرها وينقل لفظها عن مخرجها كما يعانيه بعض الغافلين .

                                                          والزاي : يتحفظ ببيان جهرها ، لا سيما إذا سكنت نحو : تزدري ، و ( أزكى ) ، و ( رزقا ) ، و ( مزجاة ) ، و ( ليزلقونك ) ، و ( وزرك ) ، وليكن التحفظ بذلك إذا كان مجاورها حرفا مهموسا آكد لئلا يقرب من السين نحو : و ( ما كنزتم ) .

                                                          والسين يعتنى ببيان انفتاحها واستفالها إذا أتى بعدها حرف إطباق لئلا تجذبها قوته فتقلبها صادا نحو : بسطة ، و ( مسطورا ) ، و ( تستطع ) ، وأقسط . وكذلك نحو : لسلطهم ، و ( سلطان ) و ( تساقط ) ، ويتحفظ ببيان همسها إذا أتى بعدها غير ذلك نحو : مستقيم ، و ( مسجد ) . فربما ضارعت في ذلك الزاي والجيم نحو : أسروا ، و يسبحون ، وعسى ، و ( قسمنا ) . لئلا يشتبه بنحو : وأصروا ، و ( يصبحون ) ، وعصى ، و ( قصمنا ) .

                                                          والشين : انفردت بصفة التفشي فليعن ببيانه ، لا سيما في حال تشديدها ، أو سكونها نحو : فبشرناه ، و ( اشتراه ) ، و ( يشربون ) ، و ( اشدد ) ، و ( الرشد ) ، ولا سيما في الوقف وفي نحو : ( شجر بينهم ) ، ( وشجرة تخرج ) ، فليكن البيان أوكد للتجانس .

                                                          والصاد : ليحترز حال سكونها إذا أتى بعدها تاء أن تقرب من السين نحو : ولو حرصت ، و ( حرصتم ) . أو طاء أن تقرب من الزاي نحو : اصطفى ، و ( يصطفي ) . أو دال أن يدخلها التشريب عند من لا يجيزه نحو : اصدق ، و ( يصدر ) ، وتصدية .

                                                          والضاد : انفرد بالاستطالة ، وليس في الحروف ما يعسر على اللسان مثله . فإن ألسنة الناس فيه مختلفة ، وقل من يحسنه فمنهم من يخرجه ظاء ، ومنهم من يمزجه بالذال ، ومنهم من يجعله لاما مفخمة ، ومنهم من يشمه الزاي . وكل ذلك لا يجوز ، والحديث [ ص: 220 ] المشهور على الألسنة " أنا أفصح من نطق بالضاد " لا أصل له ولا يصح . فليحذر من قلبه إلى الظاء ، لا سيما فيما يشتبه بلفظه نحو : ضل من تدعون ، يشتبه بقوله : ظل وجهه مسودا ، وليعمل الرياضة في إحكام لفظه خصوصا إذا جاوره ظاء نحو : أنقض ظهرك ، يعض الظالم . أو حرف مفخم نحو : أرض الله ، أو حرف يجانس ما يشبهه نحو : الأرض ذهبا . وكذا إذا سكن وأتى بعده حرف إطباق نحو : فمن اضطر . أو غيره نحو : أفضتم ، واخفض جناحك ، و في تضليل .

                                                          والطاء : أقوى الحروف تفخيما فلتوف حقها ولا سيما إذا كانت مشددة نحو : اطيرنا ، و أن يطوف ، وإذا سكنت وأتى بعدها تاء وجب إدغامها إدغاما غير مستكمل ، بل تبقى معه صفة الإطباق والاستعلاء لقوة الطاء وضعف التاء ، ولولا التجانس لم يسغ الإدغام لذلك نحو : وفرطت كما يحكم ذلك في المشافهة .

                                                          والظاء : يتحفظ ببيانها إذا سكنت وأتى بعدها تاء نحو : أوعظت ولا ثاني له وإظهارها مما لا خلاف عن هؤلاء الأئمة فيه . نعم قرأنا بإدغامه عن ابن محيصن مع إبقاء صفة التفخيم .

                                                          والعين : يحترز من تفخيمها ، لا سيما إذا أتى بعدها ألف نحو : العالمين ، وإذا سكنت وأتى بعدها حرف مهموس فليبين جهرها وما فيها من الشدة نحو : المعتدين ، ولا تعتدوا ، وإن وقع بعدها غين وجب إظهارها لئلا يبادر اللسان للإدغام لقرب المخرج نحو : واسمع غير مسمع .

                                                          والغين : يجب إظهارها عند كل حرف لاقاها ، وذلك آكد في حرف الحلق وحالة الإسكان أوجب ، وليحترز مع ذلك من تحريكها ، لا سيما إذا اجتمعا في كلمة واحدة ، وأمثلة ذلك نحو : يغشى ، و ( أفرغ علينا ) ، و ( المغضوب ) ، و ( ضغثا ) ، ويغفر ، فارغب ، ( وأغطش ) ، وليكن اعتناؤه بإظهار : لا تزغ قلوبنا أبلغ ، وحرصه على سكونه أشد ، لقرب ما بين الغين والقاف مخرجا وصفة .

                                                          والفاء : فيجب إظهارها عند الميم والواو نحو : تلقف ما ، و ( لا تخف ) ، ولا . فليحرص على ذلك ، وكذلك عند الباء عند أكثر القراء نحو : نخسف بهم . ولا ثاني له [ ص: 221 ] كما سيأتي .

                                                          والقاف : فليتحرز على توفيتها حقها كاملا وليتحفظ مما يأتي به بعض الأعراب وبعض المغاربة في إذهاب صفة الاستعلاء منها حتى تصير كالكاف الصماء ، وإذا لقيها كاف لغير المدغم نحو : ( وخلق كل شيء ، و خلقكم ) . فأما إذا كانت ساكنة قبل الكاف كما هي في قوله تعالى : ألم نخلقكم . فلا خلاف في إدغامها ، وإنما الخلاف في إبقاء صفة الاستعلاء مع ذلك فذهب مكي وغيره إلى أنها باقية مع الإدغام كهي في : ( أحطت ، و بسطت ) ، وذهب الداني وغيره إلى إدغامه محضا ، والوجهان صحيحان ، إلا أن هذا الوجه أصح قياسا على ما أجمعوا في باب المحرك للمدغم من : ( خلقكم ، ورزقكم ، وخلق كل شيء ) ، والفرق بينه وبين ( أحطت ) وبابه أن الطاء زادت بالإطباق ، وسيأتي الكلام فيها أيضا آخر باب حروف قربت مخارجها .

                                                          والكاف : فليعن بما فيها من الشدة والهمس لئلا يذهب بها إلى الكاف الصماء الثابتة في بعض لغات العجم ، فإن ذلك الكاف غير جائزة في لغة العرب ، وليحذر من إجراء الصوت معها كما يفعله بعض النبط والأعاجم ، ولا سيما إذا تكررت ، أو شددت ، أو جاورها حرف مهموس نحو ، ( بشرككم ) و ( يدرككم الموت ) ، و ( نكتل ) ، و ( كشطت ) .

                                                          واللام : يحسن ترقيقها ، لا سيما إذا جاورت حرف تفخيم نحو : ( ولا الضالين ، وعلى الله ، و جعل الله ، و اللطيف ، و اختلط ، وليتلطف ، و لسلطهم ) ، وإذا سكنت وأتى بعدها نون فليحرص على إظهارها مع رعاية السكون ، وليحذر من الذي يفعله بعض العجم من قصد قلقلتها حرصا على الإظهار ، فإن ذلك مما لا يجوز ، ولم يرد بنص ولا أداء ، وذلك نحو : ( جعلنا ، وأنزلنا ، وظللنا ، و فضلنا ، و قال نعم ، ومثل ذلك ، قل تعالوا أتل ) ( وأما ) ( قل ربي ) فلا خلاف في إدغامه لشدة القرب وقوة الراء ; ولذلك تدغم لام التعريف في أربعة عشر حرفا وهي : التاء ، والثاء ، والدال ، والذال ، والراء ، والزاي ، والسين ، والشين ، والصاد ، والضاد ، والطاء ، والظاء ، واللام ، والنون ، ويقال لها الشمسية لإدغامها .

                                                          [ ص: 222 ] وتظهر عند باقي الحروف وهي أربعة عشر أيضا وتسمى القمرية لإظهارها ، وأما لام هل وبل فسيأتي ذكرها في بابها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية