( السادس ) الابتداء بالآي  وسط براءة   قل من تعرض للنص عليها ، ولم أر فيها نصا لأحد من المتقدمين ، وظاهر إطلاق كثير من أهل الأداء التخيير فيها ، وعلى جواز البسملة فيها نص   أبو الحسن السخاوي  في كتابه " جمال القراء " حيث قال : ألا ترى أنه يجوز بغير خلاف أن يقول : بسم الله الرحمن الرحيم  وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة   وفي نظائرها من الآي ، وإلى منعها جنح  أبو إسحاق الجعبري ،  فقال رادا على  السخاوي     : إن كان نقلا فمسلم ، وإلا فرد عليه أنه تقريع على غير أصل وتصادم لتعليله . قلت : وكلاهما يحتمل ، الصواب أن يقال : إن من ذهب إلى ترك البسملة في أوساط غير براءة لا إشكال في تركها عنده في وسط براءة ، وكذا لا إشكال في تركها فيها عند من ذهب إلى التفضيل ، إذ البسملة عندهم في وسط السورة تبع لأولها ، ولا تجوز البسملة أولها فكذلك وسطها ، وأما من ذهب إلى البسملة في الأجزاء مطلقا ، فإن اعتبر بقاء أثر العلة التي من أجلها حذفت البسملة من أولها وهي نزولها بالسيف  كالشاطبي  ومن سلك مسلكه لم يبسمل ، وإن لم يعتبر بقاء أثرها ، أو لم يرها علة بسمل بلا نظر ، والله تعالى أعلم .  
				
						
						
