16275 ( أخبرنا ) ، أنبأ أبو الحسن : علي بن أحمد بن عبدان ، ثنا أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي محمد بن أبي بكر ، ثنا ، عن حماد - هو ابن زيد أبي غالب قال : بالشام ، فبعث المهلب ستين رأسا من الخوارج فنصبوا على درج دمشق ، وكنت على ظهر بيت لي إذ مر أبو أمامة فنزلت فاتبعته ، فلما وقف عليهم دمعت عيناه ، وقال : سبحان الله ، ما يصنع الشيطان ببني آدم ؟ ثلاثا . ، ثم التفت إلي فقال : يا كلاب جهنم ، كلاب جهنم ، شر قتلى تحت ظل السماء . ثلاث مرات ، خير قتلى من قتلوه ، طوبى لمن قتلهم ، أو قتلوه أبا غالب ، أعاذك الله منهم . قلت : رأيتك بكيت حين رأيتهم . قال : بكيت رحمة ؛ رأيتهم كانوا من أهل الإسلام . هل تقرأ سورة آل عمران ؟ قلت : نعم . فقرأ : ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب ) حتى بلغ ( وما يعلم تأويله إلا الله ) ، وإن هؤلاء كان في قلوبهم زيغ ، وزيغ بهم ، ثم قرأ : ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا ) إلى قوله ( ففي رحمة الله هم فيها خالدون ) ، قلت : هم هؤلاء يا أبا أمامة ، قال : نعم . قلت : من قبلك تقول أو شيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : إني إذا لجريء . بل سمعته لا مرة ولا مرتين ، حتى عد سبعا ، ثم قال : " إن بني إسرائيل تفرقوا على إحدى وسبعين فرقة ، وإن هذه الأمة تزيد عليهم فرقة ، كلها في النار إلا السواد الأعظم . قلت : يا أبا أمامة ، ألا ترى ما يفعلون ؟ قال : عليهم ما حملوا ، وعليكم ما حملتم " . كنت