2484 - ذكر إسلام حويطب بن عبد العزى
6138 - قال : وأخبرني ابن عمر إبراهيم بن جعفر بن محمود ، عن أبيه ، وحدثني ، عن أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن موسى بن عقبة المنذر بن جهم قال : قال : حويطب بن عبد العزى مكة عام الفتح خفت خوفا شديدا فخرجت من بيتي ، وفرقت عيالي في مواضع يأمنون فيها ، فانتهيت إلى حائط عوف ، فكنت فيه فإذا أنا ، وكانت بيني وبينه خلة ، والخلة أبدا مانعة ، فلما رأيته هربت منه ، فقال : بأبي ذر الغفاري أبا محمد فقلت : لبيك . قال : ما لك ؟ قلت : الخوف . قال : لا خوف عليك ، فقال : اذهب إلى منزلك قلت : هل لي سبيل إلى منزلي ، والله ما أراني أصل إلى بيتي حيا حتى ألفى فأقتل أو يدخل علي منزلي فأقتل ، وإن عيالي لفي مواضع شتى . قال : فاجمع عيالك في موضع ، وأنا أبلغ معك إلى منزلك ، فبلغ معي ، وجعل ينادي على أن أنت آمن بأمان الله - عز وجل - فرجعت إليه ، فسلمت عليه حويطبا آمن فلا يهج ، ثم انصرف أبو ذر إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فأخبره فقال : " أوليس قد أمن الناس كلهم إلا من أمرت بقتلهم ؟ " قال : فاطمأننت ورددت عيالي إلى منازلهم ، وعاد إلي أبو ذر ، فقال لي : يا أبا محمد حتى متى ؟ وإلى متى ؟ قد سبقت في المواطن كلها ، وفاتك خير كثير ، وبقي خير كثير فأت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فأسلم تسلم ، ورسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أبر الناس ، وأوصل الناس ، وأحلم الناس شرفه شرفك ، وعزه عزك قال : قلت : فأنا أخرج معك فآتيه ، فخرجت معه حتى أتيت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بالبطحاء وعنده أبو بكر ، وعمر - رضي الله عنهما - فوقفت على رأسه ، وسألت أبا ذر كيف يقال إذا سلم عليه ؟ قال : قل : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، فقلتها ، فقال : " وعليك السلام حويطب " ، فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " الحمد لله الذي هداك " قال : وسر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - [ ص: 626 ] بإسلامي ، واستقرضني مالا فأقرضته أربعين ألف درهم ، وشهدت معه حنينا والطائف ، وأعطاني من غنائم حنين مائة بعير . لما دخل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -