الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17314يحيى بن سعيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16900محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن ، nindex.php?page=hadith&LINKID=1017216عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم ، وصيامكم مع صيامهم ، وأعمالكم مع أعمالهم ، يقرءون القرآن ولا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، تنظر في النصل فلا ترى شيئا ، وتنظر في القدح فلا ترى شيئا ، وتنظر في الريش فلا ترى شيئا ، وتتمارى في الفوق .
هذا حديث صحيح الإسناد ثابت ، وقد روي معناه من وجوه كثيرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يختلف عن مالك فيما علمت في إسناد هذا الحديث .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي عن nindex.php?page=showalam&ids=16379الدراوردي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17314يحيى بن سعيد أن nindex.php?page=showalam&ids=16900محمد بن إبراهيم أخبره ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن ، nindex.php?page=showalam&ids=16572وعطاء بن يسار : أنهما سألا nindex.php?page=showalam&ids=44أبا سعيد الخدري عن الحرورية ، فقالا : هل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكرها ؟ فقال : لا أدري ما الحرورية ؟ ولكني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=1017217يخرج في هذه الأمة - ولم يقل منها - قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم ، يقرءون القرآن لا يجاوز حلوقهم أو [ ص: 321 ] قال : حناجرهم ، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، فينظر الرامي إلى سهمه ، ثم إلى نصله ، ثم إلى رصافه ، فيتمارى في الفوقة هل علق بها من الدم شيء . ذكره nindex.php?page=showalam&ids=17383يعقوب بن شيبة قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15020عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16379عبد العزيز الدراوردي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17314يحيى بن سعيد ، فذكره بإسناده إلى آخره كما ذكرناه .
فأما قوله : يخرج فيكم - فمن هذه اللفظة - سميت الخوارج خوارج ، ومعنى قوله : يخرج فيكم - يريد : فيكم أنفسكم - يعني أصحابه ، أي : يخرج عليكم ، وكذلك خرجت الخوارج ، ومرقت المارقة في زمن الصحابة - رضي الله عنهم - ، وأول من سماهم حرورية علي - رضي الله عنه - إذ خرجوا مخالفين للمسلمين ناصبين لراية الخلاف والخروج ، وأما تسمية الناس لهم بالمارقة وبالخوارج ، فمن أصل ذلك هذا الحديث ، وهي أسماء مشهورة لهم في الأشعار والأخبار .
قال عبد الله بن قيس الرقيات :
ألا طرقت من آل بثنة طارقه على أنها معشوقة الدل عاشقه تبيت وأرض السوس بيني وبينها وسولاب رستاق حمته الأزارقه إذا نحن شئنا فارقتنا عصابة حرورية أضحت من الدين مارقه
( والأزارقة من الخوارج أصحاب نافع بن الأزرق ، وأتباعه ) .
[ ص: 322 ] والمعنى في هذا الحديث ومثله مما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك عند جماعة أهل العلم المراد به - عندهم - القوم nindex.php?page=treesubj&link=28832_33717الذين خرجوا على nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب يوم النهروان ، فهم أصل الخوارج ، وأول خارجة خرجت ; إلا أن منهم طائفة كانت ممن قصد المدينة يوم الدار في قتل عثمان - رحمه الله - .
قال أبو عمر :
كان nindex.php?page=treesubj&link=28832للخوارج مع خروجهم تأويلات في القرآن ، ومذاهب سوء مفارقة لسلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ، الذين أخذوا الكتاب والسنة عنهم ، وتفقهوا معهم ، فخالفوا في تأويلهم ومذاهبهم الصحابة والتابعين ، وكفروهم ، وأوجبوا على الحائض الصلاة ، ودفعوا رجم المحصن الزاني ، ومنهم من دفع الظهر ، والعصر ، وكفروا المسلمين بالمعاصي ، واستحلوا بالذنوب دماءهم ، وكان خروجهم فيما زعموا تغييرا للمنكر ورد الباطل ، فكان ما جاءوا به أعظم المنكر وأشد الباطل ، إلى قبيح مذاهبهم مما قد وقفنا على أكثرها ، وليس هذا والحمد لله موضع ذكرها ، فهذا أصل أمر الخوارج ، وأول خروجهم كان على علي - رضي الله عنه - فقتلهم بالنهروان ، ثم بقيت منهم بقايا من أنسابهم ومن غير أنسابهم على مذاهبهم يتناسلون ويعتقدون مذاهبهم ، وهم بحمد الله مع الجماعة مستترون بسوء مذهبهم ، [ ص: 323 ] غير مظهرين لذلك ، ولا ظاهرين به ، والحمد لله ، وكان للقوم صلاة بالليل والنهار ، وصيام يحتقر الناس أعمالهم عندها ، وكانوا يتلون القرآن آناء الليل والنهار ، ولم يكن يتجاوز حناجرهم ولا تراقيهم ; لأنهم كانوا يتأولونه بغير علم بالسنة المبينة ، فكانوا قد حرموا فهمه والأجر على تلاوته ، فهذا - والله أعلم - معنى قوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=1017218لا يجاوز حناجرهم يقول : لا ينتفعون بقراءته كما لا ينتفع الآكل والشارب من المأكول والمشروب بما لا يجاوز حنجرته .
وقد قيل : إن معنى ذلك أنهم كانوا يتلونه بألسنتهم ولا تعتقده قلوبهم ، وهذا إنما هو في المنافقين .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16407عبيد الله بن أبي يزيد قال : ذكرت الخوارج واجتهادهم عند nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وأنا عنده ، فسمعته يقول : ليسوا بأشد اجتهادا من اليهود والنصارى ، وهم يضلون .
وحدثناه nindex.php?page=showalam&ids=15829خلف بن قاسم ، قال : حدثنا عبد الله ، يعني ابن إسحاق الجوهري ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج ، قال : حدثنا خالي أبو الربيع ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، فذكره .
[ ص: 324 ] قال أحمد : وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12265أحمد بن صالح ، وعبد الرحمن بن يعقوب ، وسعيد بن ديسم ، قالوا : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16407عبيد الله بن أبي يزيد ، فذكره .
وكانوا بتكفيرهم الناس لا يقبلون خبر أحد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فلم يعرفوا لذلك شيئا من سنته وأحكامه المبينة لمجمل كتاب الله ، والمخبرة عن مراد الله من خطابه في تنزيله بما أراد الله من عباده في شرائعه التي تعبدهم بها ، وكتاب الله عربي ، وألفاظه محتملة للمعاني ، فلا سبيل إلى مراد الله منها إلا ببيان رسوله ; ألا ترى إلى قول الله - عز وجل - ( nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=44وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ) وألا ترى أن الصلاة ، والزكاة ، والحج ، والصيام ، وسائر الأحكام ، إنما جاء ذكرها وفرضها في القرآن مجملا ، ثم بين النبي - صلى الله عليه وسلم - أحكامها ، فمن لم يقبل أخبار العدول عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك ضل ، وصار في عمياء ، فلما لم يقبل القوم أخبار الأمة عن نبيها ، ولم يكن عندهم بنبيهم عدل ولا مومن ، وكفروا عليا وأصحابه فمن دونهم ، ضلوا وأضلوا ، ومرقوا من الدين ، وخالفوا سبيل المؤمنين - عافانا الله وعصمنا من الضلال كله برحمته وفضله ، فإنه قادر على ذلك لا شريك له .
ذكر nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن نافع قال : قيل nindex.php?page=showalam&ids=12لابن عمر : إن نجدة يقول : إنك كافر ، وأراد قتل مولاك إذ لم يقل إنك [ ص: 325 ] كافر ، فقال عبد الله : كذب ، والله ما كفرت منذ أسلمت .
قال نافع : وكان nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر حين خرج نجدة يرى قتاله .
قال nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق : وأخبرنا معمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16446ابن طاوس ، عن أبيه : أنه كان يحرض الناس على قتال زريق الحروري .
فأما قوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=1017219nindex.php?page=treesubj&link=28832يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، فالحناجر جمع حنجرة ، وهي آخر الحلق مما يلي الفم ، ومنه قول الله - عز وجل - nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10وبلغت القلوب الحناجر ( ، وقيل : الحنجرة أعلى الصدر عند طرف الحلقوم .
وأما قوله : يمرقون من الدين ، فالمروق الخروج السريع كما يمرق السهم من الرمية ، والرمية : الطريد من الصيد المرمية ، ( وأتت بهاء التأنيث ; لأنه ذهب مذهب الأسماء التي لم تجئ على مذهب النعت ، وإن كان ، فعيل نعتا للمؤنث ، وهو في تأويل مفعول - كان بغير هاء - نحو لحية خصيب ، وكف دهين ، وشاة رمي ; لأنها في تأويل مخضوبة ، ومدهونة ، ومرمية ، وقد تجيء فعيل بالهاء ، وهي في تأويل مفعولة تخرج مخرج الأسماء ، ولا يذهب بها مذهب النعوت نحو النطيحة ، والذبيحة ، والفريسة ، وأكيلة السبع ) . وهي فعيلة من الرمي ; لأن كل فاعل يبنى على فعله ، فالاسم منه فاعل ، والمفعول منه مفعول كقولك ضرب فهو ضارب ، والمفعول مضروب ، والأنثى مضروبة ، فإذا بنيت الفعل من بنات الياء قلت : رمى فهو رام [ ص: 326 ] والمفعول مرمي ، وكان أصله مرموي حتى يكون على وزن مفعول ، فاستثقلت العرب ياء قبلها ضمة ، فقلبت الواو ياء ، ثم أدغمتها في الياء التي بعدها فصار " مرمي " ، فإذا أنثته قلت : مرمية ، وإذا أدخلت عليها الألف واللام قلت : المرمية والرمية مثل المقتولة والقتيلة .
قال أبو عبيد في قوله : كما يخرج السهم من الرمية قال : يقول : يخرج السهم ، ولم يتمسك بشيء كما خرج هؤلاء من الإسلام ، ولم يتمسكوا بشيء .
وقال غيره : تتمارى في الفوق أي تشك ، والتماري الشك ، وذلك يوجب أن لا يقطع على الخوارج ولا على غيرهم من أهل البدع بالخروج من الإسلام ، وأن يشك في أمرهم ، وكل شيء يشك فيه ، فسبيله التوقف عنه دون القطع عليه .
وقال الأخفش : شبهه برمية الرامي الشديد الساعد إذا رمى ، فأنفذ سهمه في جنب الرمية ، فخرج السهم من الجانب الآخر من شدة رميه ، وسرعة خروج سهمه ، فلم يتعلق بالسهم دم ولا فرث ، فكأن الرامي أخذ ذلك السهم ، فنظر في النصل ، وهو الحديدة التي في السهم ، فلم [ ص: 327 ] ير شيئا يريد من فرث ولا دم ، ثم نظر في القدح ، والقدح عود السهم نفسه ، فلم ير شيئا ، ونظر في الريش ، فلم ير شيئا .
وقوله nindex.php?page=hadith&LINKID=1017220تتمارى في الفوق ، الفوق : هو الشق الذي يدخل في الوتر ، أي : تشك إن كان أصاب الدم الفوق ، فكما خرج السهم خاليا نقيا من الفرث والدم لم يتعلق منها شيء ، فكذلك خرج هؤلاء من الدين يعني الخوارج .
وفي غير حديث مالك ذكر الرعظ ، وهو مدخل السهم في الزج والرصاف ، وهو العقب الذي يشد عليه ، والقذذ ، وهو الريش واحدتها قذة .
أخبرنا خلف ، حدثنا عبد الله بن عمر ، حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12265أحمد بن صالح ، قال : النصل : الحديدة ، والرصاف : العقب ، والقذذ : الريش ، والنضي : السهم كله إلى الريش .
قال أبو عمر :
قد قال فيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يخرج قوم من أمتي إن صحت هذه اللفظة ، فقد جعلهم من أمته ، وقد قال قوم : معناه من أمتي بدعواهم .
[ ص: 328 ] ذكر عن nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة ، عن ابن جدعان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12179أبي نضرة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1017221لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان دعواهما واحدة ، فبينما هم كذلك ; إذ مرقت مارقة كأنما يمرق السهم من الرمية ، تقتلها أولى الطائفتين بالحق .
حدثنا أحمد بن محمد حدثنا أحمد بن الفضل حدثنا أبو علي الحسن بن علي الرافقي بأنطاكية سنة ثلاث وعشرين قال : حدثنا أحمد بن محمد بن أبي الحناجر قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16862مؤمل بن إسماعيل قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16874مبارك بن فضالة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16621علي بن زيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12179أبي نضرة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=1017222تلتقي من أمتي فئتان عظيمتان ، دعواهما واحدة ، فبينا هم كذلك ; إذ مرقت بينهما مارقة ، تقتلهم أولى الطائفتين بالحق .
حدثنا أحمد بن قاسم حدثنا محمد بن معاوية حدثنا أبو يعلى محمد بن زهير الأيلي القاضي بالأيلة حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15026يعقوب بن إسحاق بن زياد القلوسي حدثنا بشير بن عباد الساعدي حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14941القاسم بن الفضل حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12179أبو نضرة ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=1017223تمرق مارقة عند فرقة من الناس ، تقتلها أولى الطائفتين بالحق .
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان - قراءة مني عليه - أن nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ حدثهم قال : حدثنا بكر بن حماد قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد قال [ ص: 329 ] حدثنا عبد الواحد قال : حدثنا مجالد قال : حدثنا أبو الوداك قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=44أبا سعيد الخدري يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=1017224يخرج قوم من أمتي بعد فرقة من الناس أو عند اختلاف من الناس ، قوم يقرءون القرآن كأحسن ما يقرأه الناس ، ويرعونه كأحسن ما يرعاه الناس ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، يرمي الرجل الصيد فينفذ الفرث والدم ، فيأخذ السهم فيتمارى أصابه شيء أم لا ، هم شرار الخلق والخليقة ، يقتلهم أولى الطائفتين بالله أو أقرب الطائفتين إلى الله .
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16002سعيد بن نصر قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13629محمد بن وضاح قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16637علي بن مسهر ، عن الشيباني يعني أبا إسحاق ، عن بشير بن عمرو قال سألت nindex.php?page=showalam&ids=3753سهل بن حنيف هل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر هؤلاء الخوارج قال : سمعته ، nindex.php?page=hadith&LINKID=1017225وأشار بيده نحو المشرق يقول : يخرج منه قوم يقرءون القرآن بألسنتهم لا يعدو تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس بن يزيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1017226بينا نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقسم قسما ، أتاه ذو الخويصرة ، وهو رجل من بني تميم ، فقال : يا رسول الله اعدل ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 330 ] ويلك ، ومن يعدل إذا لم أعدل ؟ لقد خبت وخسرت إذا لم أعدل . فقال عمر : يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه ، فقال : دعه ، فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ، ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء ، ثم ينظر إلى نضيه فلا يوجد فيه شيء ، وهو القدح ، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء ، سبق الفرث والدم ، آيتهم رجل أسود ، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر ; يخرجون على حين فرقة من الناس .
قال أبو سعيد : فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأشهد أن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب قاتلهم ، وأنا معه ، فأمر بذلك الرجل ، فالتمس فوجد ، فأتي به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي نعت .
وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16002سعيد بن نصر قال : حدثنا قاسم قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13629ابن وضاح قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر ( بن أبي شيبة ) قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17294يحيى بن آدم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15995سعيد بن عبد العزيز قال : حدثنا إسحاق بن راشد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن أبي سلمة ، عن عبد الرحمن ، nindex.php?page=showalam&ids=190والضحاك بن قيس ، nindex.php?page=hadith&LINKID=1017227عن أبي سعيد [ ص: 331 ] الخدري قال : بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسم مغنما يوم حنين ، أتاه رجل من بني تميم يقال له ذو الخويصرة ، فقال : يا رسول الله اعدل ، قال : لقد خبت وخسرت إن لم أعدل ، فقال عمر : يا رسول الله دعني أقتله ، قال : لا إن لهذا أصحابا يخرجون عند اختلاف من الناس ، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم أو حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، آيتهم رجل منهم كأن يده ثدي المرأة أو كأنها بضعة تدردر .
فقال أبو سعيد : سمعت أذني من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين ، وبصرت عيني مع nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب حين قتلهم ، فنظرت إليه .
وذكر الضحاك في هذا الحديث طائفة عن يونس ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، وطائفة تقول فيه : nindex.php?page=showalam&ids=14674الضحاك المشرقي ، وطائفة تقول : nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك بن مزاحم ، ولم يذكره معمر .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16700عمرو بن الحارث ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15562بكير بن عبد الله بن الأشج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15527بسر بن سعيد ، عن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أن الحرورية لما خرجت ، وهو مع nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، فقالوا : لا حكم إلا لله ، فقال علي : كلمة حق أريد بها باطل ، nindex.php?page=hadith&LINKID=1017228إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وصف أناسا ، إني لأعرف صفتهم في هؤلاء يقولون الحق بألسنتهم لا يجاوز هذا منهم ، وأشار إلى حلقه ، من أبغض خلق الله إليه ، منهم أسود إحدى يديه كطبي شاة ، وحلمة ثدي . فلما قتلهم [ ص: 332 ] nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب قال انظروا انظروا ، فلم يجدوا شيئا ، فقال : ارجعوا ، فوالله ما كذبت - ولا كذبت مرتين أو ثلاثا ; ثم وجدوه في خربة ، فأتوا به حتى وضعوه بين يديه ، فقال عبيد الله : أنا حاضر ذلك من أمرهم ، وقول علي فيهم ; قال nindex.php?page=showalam&ids=15562بكير بن الأشج : وحدثني رجل ، عن إبراهيم بن حنين أنه قال : رأيت ذلك الأسود .
قال أبو عمر : قوله : يخرج ، وقوله : إن لهذا أصحابا يخرجون عند اختلاف من الناس يدل على أنهم لم يكونوا خرجوا بعد ، وأنهم يخرجون فيهم ، وقد استدل بنحو هذا الاستدلال من زعم أن ذا الخويصرة ليس ذا الثدية ، - والله أعلم - .
ويحتمل قوله : إن لهذا أصحابا يريد على مذهبه ، وإن لم يكونوا ممن صحبه ، كما يقال لأتباع nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، وأتباع مالك ، وأتباع nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة ، وغيرهم من الفقهاء ، فيمن تبعهم على مذاهبهم - : هؤلاء أصحاب فلان ، وهذا من أصحاب فلان - والله أعلم - .
ويقال : إن ذا الخويصرة اسمه حرقوص ، وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي أنه قال : حرقوص بن زهير هو ذو الثدية ، وهو الذي قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - ما عدلت .
وذكر المدائني ، عن نعيم بن حكيم ، عن أبي مريم - قصة ذي الثدية بتمامها وطولها ، وقال : يقال له نافع ذو الثدية .
[ ص: 333 ] وذكر nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، عن معمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن أبي سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1017229بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسم قسما ; إذ جاء ابن أبي الخويصرة ، فقال : اعدل يا محمد قال : ويلك إذا لم أعدل فمن يعدل ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن له أصحابا يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فيهم رجل إحدى يديه أو على يديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر ، يخرجون على حين فترة من الناس قال : فنزلت فيهم ( nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=58ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون ) .
قال أبو سعيد : أشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأشهد أن عليا قتلهم ، وأنا حين قتلهم معه - حتى أتى الرجل على النعت الذي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان ، وسعيد بن نصر قالا : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12429إسماعيل بن إسحاق قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17015محمد بن كثير قال : حدثنا سفيان ، وحدثنا عبد الوارث قال : حدثنا قاسم قال : حدثنا أحمد بن زهير حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16598علي بن الجعد حدثنا زهير جميعا ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15848خيثمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16072سويد بن غفلة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=1017230يكون قوم في آخر الزمان سفهاء [ ص: 334 ] الأحلام ، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فأينما لقيتهم فاقتلهم ، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم .
وروى يحيى بن آدم ، عن إسرائيل ، عن محمد بن معن ، عن الحارث بن مالك قال : شهدت مع علي النهروان ، فلما فرغ منهم قال : اطلبوه اطلبوه ، فطلبوه ، فلم يقدروا على شيء ، فأخذه الكرب ، فرأيت جبينه يتحدر منه العرق ، ثم وجده فخر ساجدا ، وقال : والله ما كذبت ، ولا كذبت .
وروينا ، عن خليفة الطائي قال : لما رجعنا من النهروان ، لقينا العزار الطائي قبل أن ينتهي إلى المدائن ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=76لعدي بن حاتم : يا أبا طريف : أغانم سالم ؟ أم ظالم آثم ؟ قال : بل غانم سالم إن شاء الله قال : فالحكم والأمر إذا إليك ؟ فقال nindex.php?page=showalam&ids=13705الأسود بن يزيد ، nindex.php?page=showalam&ids=13705والأسود بن قيس المراديان : ما أخرج هذا الكلام منك إلا شر ، وإنا لنعرفك برأي القوم ، فأتيا به عليا ، فقالا : إن هذا يرى رأي الخوارج ، وقد قال كذا ، وكذا قال : فما أصنع به ؟ قال : تقتله قال : لا أقتل من لا يخرج علي قال : فتحبسه قال : ولا أحبس من ليست له جناية ، خليا سبيل الرجل .
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15829خلف بن قاسم حدثنا عبد الله يعني ابن إسحاق حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17320يحيى بن عبد الله بن بكير قال : حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة قال : حدثني nindex.php?page=showalam&ids=15562بكير بن عبد الله بن الأشج أنه [ ص: 335 ] سأل نافعا : كيف كان رأي nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر في الخوارج ؟ فقال : كان يقول : هم nindex.php?page=treesubj&link=28832شرار الخلق ، انطلقوا إلى آيات أنزلت في الكفار ، فجعلوها على المؤمنين .
وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15829خلف بن قاسم حدثنا عبد الله بن إسحاق حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج قال : حدثني خالي أبو الربيع ، وأحمد بن عمرو ، وأحمد بن صالح ، قالوا : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب قال : أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=16700عمرو بن الحارث أن nindex.php?page=showalam&ids=15562بكير بن الأشج حدثه أنه سأل نافعا : كيف كان رأي nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر في الحرورية ؟ قال : يراهم شرار خلق الله ، قال : إنهم انطلقوا إلى آيات في الكفار ، فجعلوها على المومنين .
وروى حكيم بن جابر ، nindex.php?page=showalam&ids=16243وطارق بن شهاب ، والحسن ، وغيرهم ، عن علي بمعنى واحد أنه سئل عن أهل النهروان : أكفار هم ؟ قال : من الكفر فروا . قيل : فمنافقون هم ؟ قال : إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا . قيل : فما هم ؟ قال : قوم أصابتهم فتنة فعموا فيها وصموا وبغوا علينا وحاربونا وقاتلونا فقتلناهم .
وروي عنه أن هذا القول كان منه في أصحاب الجمل ، - والله أعلم - .
وأخبار الخوارج بالنهروان ، وقتلهم للرجال والولدان ، وتكفيرهم الناس ، واستحلالهم الدماء والأموال مشهور معروف ، nindex.php?page=showalam&ids=16670ولأبي زيد عمر بن شبة في أخبار النهروان وأخبار صفين ديوان كبير من تأمله اشتفى من تلك الأخبار ، ولغيره في ذلك كتب حسان ، والله المستعان .
[ ص: 336 ] وروى إسرائيل ، عن مسلم بن عبيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل ، عن علي في قول الله - عز وجل - ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ) الآية ، قال : هم أهل النهر .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16836قيس بن مسلم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16243طارق بن شهاب : أن عتريس بن عرقوب أتى nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ، فقال : يا أبا عبد الرحمن هلك nindex.php?page=treesubj&link=24661من لم يأمر بالمعروف ، ولم ينه عن المنكر ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود : هلك من لم ينكر المنكر بقلبه ، ولم يعرف المعروف بقلبه .
أخبرنا أحمد بن محمد حدثنا محمد بن عيسى حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15556بكر بن سهل حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17211نعيم بن حماد حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17074مسعر ، عن عامر بن شقيق ، عن أبي وائل ، عن علي قال : لم نقاتل أهل النهر على الشرك .
حدثنا نعيم حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن ابن أبي خالد ، عن حكيم بن جابر ، عن علي مثله .
حدثنا نعيم حدثنا عثمان بن سعيد بن كثير حدثنا هشام بن يحيى الغساني ، عن أبيه أن nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز كتب إليه في الخوارج : إن كان من رأي القوم أن يسيحوا في الأرض من غير فساد على الأئمة ، ولا على أحد من أهل الذمة ، ولا يتناولون أحدا ، ولا قطع سبيل من سبل المسلمين ، فليذهبوا حيث شاءوا ، وإن كان رأيهم القتال ، فوالله لو أن أبكاري من ولدي خرجوا رغبة عن جماعة المسلمين لأرقت دماءهم ; ألتمس بذلك وجه الله ، والدار الآخرة .
[ ص: 337 ] وذكر nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، عن يونس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب قال : صاحبت الفتنة الأولى ، فأدركت رجالا ذوي عدد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ممن شهد بدرا ، فبلغنا أنهم كانوا يرون أن يهدر أمر الفتنة ، فلا يقام فيها على رجل قصاص في قتل ولا دم ، ولا يرون على امرأة سيبت ، فأصيبت حدا ، ولا يرون بينها وبين زوجها ملاعنة . ومن رماها جلد الحد ، وترد إلى زوجها بعد أن تعتد من الآخر .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب : وقالوا : لا يضمن مال ذهب إلا أن يوجد شيء بعينه ، فيرد إلى أهله .
وقال ابن القاسم : بلغني أن مالكا قال : الدماء موضوعة عنهم ، وأما الأموال ، فإن وجد شيء بعينه أخذ ، وإلا لم يتبعوا بشيء ، قال ذلك في الخوارج .
قال ابن القاسم : وفرق بين المحاربين وبين الخوارج ; لأن الخوارج خرجوا ، واستهلكوا ذلك على تأويل أنه صواب ، والمحاربون خرجوا فسقا ( مجونا ) وخلاعة على غير تأويل ، فيوضع عن nindex.php?page=treesubj&link=10644_9874المحارب إذا تاب قبل أن يقدر عليه حد الحرابة ، ولا توضع عنه حقوق الناس - يعني في دم ولا مال .
قال أبو عمر : قال nindex.php?page=showalam&ids=12429إسماعيل بن إسحاق : رأى مالك nindex.php?page=treesubj&link=26593_28832_30239قتل الخوارج وأهل القدر من أجل الفساد الداخل في الدين ، وهو من باب الفساد في الأرض ، وليس [ ص: 338 ] إفسادهم بدون فساد قطاع الطريق والمحاربين للمسلمين على أموالهم ، فوجب بذلك قتلهم ، إلا أنه يرى استتابتهم لعلهم يراجعون الحق ، فإن تمادوا قتلوا على إفسادهم لا على كفر .
قال أبو عمر : هذا قول عامة الفقهاء الذين يرون قتلهم واستتابتهم ، ومنهم من يقول : لا يتعرض لهم باستتابة ولا غيرها ما استتروا ، ولم يبغوا ويحاربوا ، وهذا مذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبي حنيفة ، وأصحابهما وجمهور أهل الفقه ، وكثير من أهل الحديث .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي - رحمه الله - في كتاب قتال أهل البغي : لو أن nindex.php?page=treesubj&link=9565قوما أظهروا رأي الخوارج ، وتجنبوا جماعة المسلمين وكفروهم ، لم تحل بذلك دماؤهم ، ولا قتالهم ; لأنهم على حرمة الإيمان حتى يصيروا إلى الحال التي يجوز فيها قتالهم من خروجهم إلى قتال المسلمين ، وإشهارهم السلاح ، وامتناعهم من نفوذ الحق عليهم ، وقال : بلغنا أن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب بينما هو يخطب ; إذ سمع تحكيما من ناحية المسجد ، فقال : ما هذا ؟ فقيل : رجل يقول : لا حكم إلا لله ، فقال علي - رحمه الله - : كلمة حق أريد بها باطل ، لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسم الله ، ولا نمنعكم الفيء ما كانت أيديكم مع أيدينا ، ولا نبدؤكم بقتال .
قال : وكتب عدي إلى nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز أن الخوارج عندنا يسبونك ، فكتب إليه عمر : إن سبوني فسبوهم أو اعفوا عنهم ، وإن [ ص: 339 ] شهروا السلاح ، فأشهروا عليهم ، وإن ضربوا فاضربوا .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : وبهذا كله نقول ، فإن قاتلونا على ما وصفنا قاتلناهم ، فإن انهزموا لم نتبعهم ، ولم نجهز على جريحهم .
قال أبو عمر : قول مالك في ذلك ومذهبه عند أصحابه في أن nindex.php?page=treesubj&link=9552لا يتبع مدبر من الفئة الباغية ، ولا يجهز على جريح - كمذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي سواء ، وكذلك الحكم في قتال أهل القبلة عند جمهور الفقهاء ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة : إن انهزم الخارجي أو الباغي إلى فئة أتبع ، وإن انهزم إلى غير فئة لم يتبع .
قال أبو عمر : أجمع العلماء على أن من nindex.php?page=treesubj&link=9727شق العصا ، وفارق الجماعة ، وشهر على المسلمين السلاح ، وأخاف السبيل ، وأفسد بالقتل والسلب ، فقتلهم وإراقة دمائهم واجب ; لأن هذا من الفساد العظيم في الأرض ، والفساد في الأرض موجب لإراقة الدماء بإجماع إلا أن يتوب فاعل ذلك من قبل أن يقدر عليه ، والانهزام عندهم ضرب من التوبة ، وكذلك من عجز عن القتال لم يقتل إلا بما وجب عليه قبل ذلك .
ومن أهل الحديث طائفة تراهم كفارا على ظواهر الأحاديث فيهم مثل قوله : من حمل علينا السلاح فليس منا ، ومثل قوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=1017232يمرقون من الدين وهي آثار يعارضها غيرها فيمن لا يشرك بالله شيئا ، ويريد بعمله [ ص: 340 ] وجهه ، وإن أخطأ في حكمه واجتهاده ، والنظر يشهد أن الكفر لا يكون إلا بضد الحال التي يكون بها الإيمان ; لأنهما ضدان ، وللكلام في هذه المسألة موضع غير هذا ، وبالله التوفيق .