الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
مالك ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال nindex.php?page=hadith&LINKID=1010207اللهم بارك لهم في مكيالهم ، وبارك لهم في صاعهم ومدهم
يعني أهل المدينة - هذا من فصيح كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبلاغته ، وفيه استعارة بينة ; لأن الدعاء إنما هو للبركة في الطعام المكيل بالصاع والمد لا في الظروف ، والله أعلم ، وقد يحتمل على ظاهر العموم أن يكون في الطعام والظروف .
وفي هذا الحديث دليل على أن nindex.php?page=treesubj&link=22614_30715الكيل إذا اختلف في البلدان في الكيل والوزن وجب الرجوع فيه إلى أهل المدينة وترجيح القائل بذلك قوله بدعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهم في مكيالهم وصاعهم ومدهم ، وفيه دلالة على صحة رواية من روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : [ ص: 279 ] المكيال مكيال أهل المدينة ، والوزن وزن مكة وفي هذا أيضا ما يدل على أن ما كان مكيلا بالمدينة مما ورد فيه الخبر بتحريم التفاضل لا يجوز فيه إلا الكيل ، وقياس ذلك أن ما كان موزونا عندهم فالتفاضل في بعضه ببعض محرم لا يجوز فيه إلا الوزن ، والله أعلم .
وفي هذا الحديث فضل بين للمدينة ، وقد عارضه بعض من يفضل مكة لما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16604علي ابن المديني قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12307أزهر بن سعد السمان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16453ابن عون ، عن نافع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه - أنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1010209اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا ، قالوا : وفي نجدنا يا رسول الله ، قال : اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا ، قالوا : يا رسول الله وفي نجدنا ، فأظنه قال في الثالثة : هناك الزلازل والفتن ، وبها يطلع قرن الشيطان .
قال أبو عمر : دعاؤه - صلى الله عليه - للشام يعني لأهلها ، كتوقيته لأهل الشام الجحفة ، ولأهل اليمن يلملم ، علما منه بأن الشام سينتقل إليها الإسلام ، وكذلك وقت لأهل نجد قرنا - يعني علما منه بأن العراق ستكون كذلك . وهذا من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم .