[ حكم ] : ذكر بعض أوصاف الشيوخ
( والشيخ ) المملي ( ترجم الشيوخ ) الذي روى أو أفاد عنهم بذكر بعض أوصافهم الجميلة ، ( ودعا ) أيضا لهم بالمغفرة والرحمة ، إذ هم آباؤهم في الدين ، ووصلة بينه وبين رب العالمين ، وهو مأمور بالدعاء لهم وبرهم وذكر مآثرهم والثناء عليهم وشكرهم ، وقد قال : قل ليلة إلا وأنا أدعو فيها لمن كتب عنا ، ولمن كتبنا عنه . ابن راهويه
وقد كان رضي الله عنه يقول : ( سمعت خليلي الصادق المصدوق ) . أبو هريرة
وقال : ( وحدثني الصادق المصدوق ) . ابن مسعود
وقال عبد الله بن يزيد : ( ثنا البراء وهو غير كذوب ) .
وقال فيما رواه أبو مسلم الخولاني مسلم : ( حدثني الحبيب الأمين - أما هو إلي فحبيب وأما هو عندي فأمين - ) . عوف بن مالك
وقال مسروق : ( حدثتني الصديقة ابنة الصديق حبيبة حبيب الله المبرأة عائشة ) . [ ص: 259 ] وقال : ( حدثني البحر . يريد عطاء بن أبي رباح ) . ابن عباس
وقال : ( ثنا الشعبي ، وكان من معادن الصدق ) . الربيع بن خثيم
وقال : ( ثنا أوثق الناس ابن عيينة أيوب ) .
وقال شعبة : ( حدثني سيد الفقهاء أيوب ) .
وقال : ( حدثني أصدق من أدركت من البشر هشام بن حسان ) . محمد بن سيرين
وقال : ( ثنا وكيع سفيان أمير المؤمنين ) .
وقال : ( ثنا الثقة الصدوق المأمون محمد بن بشر ) . خالد بن سعيد
وقال : ( ثنا الحسن بن الصباح البزار شيخنا وسيدنا ) . أحمد بن حنبل
وقال : ( ثنا يعقوب بن سفيان الحميدي ، وما لقيت أنصح للإسلام وأهله منه ) .
وقال : ( ثنا من لم تر عيناي مثله ابن خزيمة ) . وقال محمد بن أسلم الطوسي العلائي : ( ثنا الإمام أبو إسحاق الطبري وهو أجل شيخ لقيته . في أشباه لهذا كثيرة ) .
وليحذر من التجاوز إلى ما لا يستحقه الشيخ ، كأن يصفه بالحفظ وهو غير حافظ ; لما يترتب على ذلك من الضرر .
وكذا يترجم شيوخه بذكر أنسابهم ، فقد قال الخطيب : وإذا فعل المستملي ما ذكرته ، يعني من قوله : من ذكرت . إلى آخره ، قال الراوي : ثنا فلان ، ثم نسب شيخه الذي سماه حتى يبلغ بنسبه منتهاه ، كقول شاذان : ثنا ثور سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري بني تميم ، وثنا ، وثنا شريك بن عبد الله بن أبي شريك بن الحارث النخعي ثم الحسن بن صالح بن حي الهمداني ثور الثوري همدان ، وثنا ، وثنا شعبة بن الحجاج أبو بسطام مولى الأزد . قال : والجمع بين اسم الشيخ وكنيته أبلغ في إعظامه ، وأحسن في تكرمته . [ ص: 260 ] قال عبد الله بن المبارك الخراساني : قلما سمعت عباس الدوري أحمد يسمي باسمه ، إنما كان يقول : قال ابن معين أبو زكريا .
وعن الحسن أنه قال : يجب للعالم ثلاث خصال : تخصه بالتحية ، وتعمه بالسلام مع الجماعة ، ولا تقل : ثنا فلان . بل قل : ثنا أبو فلان . وإذا قرأ فمل لا يضجر .
في ( الأدب المفرد ) عن وللبخاري قال : ( أبي هريرة لا تسم أباك باسمه ، ولا تمش أمامه ، ولا تجلس قبله ) .
وعن قال : ( خرجت مع شهر بن حوشب فقال له ابن عمر سالم : الصلاة يا أبا عبد الرحمن ) .
وعن أنه قال : لكن ابن عمر أبو حفص عمر يقضي .
قال الخطيب : وجماعة يقتصرون على اسم الراوي دون نسبه إذا كان أمره لا يشكل ، ومنزلته من العلم لا تجهل ، كعامة أصحاب حيث يروون عنه باسمه فقط لا ينسبونه ، وكذا إذا كان اسمه مفردا عن أهل طبقته لحصول الأمان من دخول الوهم في تسميته ; كقتادة ومسعر ، ومنهم من يقتصر على شهرته بالنسبة إلى أبيه أو قبيلته ولا يسميه ، ابن المبارك كابن لهيعة وابن عيينة والشعبي ، وكل ذلك جائز . والثوري