وروينا في ( المجالسة ) للدينوري عن [ ص: 291 ] الحسن أنه قال : من استتر عن طلب العلم بالحياء لبس الجهل سربالا ، فقطعوا سرابيل الحياء ; فإنه من رق وجهه رق علمه .
ولا ينافي ذلك كون الحياء من الإيمان ; لأن ذلك هو الشرعي الذي يقع على وجه الإجلال والاحترام للأكابر ، وهو محمود ، والذي هنا ليس بشرعي ، بل هو سبب لترك أمر شرعي ، فهو مذموم .
وروينا عن وابنه رضي الله عنهما ، أنهما قالا : من رق وجهه رق علمه . ويفسره قول بعضهم : من رق وجهه عند السؤال رق علمه عند الرجال . ومنه قول عمر بن الخطاب علي : قرنت الهيبة بالخيبة . وعن قال : من لم يحتمل ذل التعليم ساعة بقي في ذل الجهل أبدا . أسنده الأصمعي ابن السمعاني فيمن اسمه إبراهيم من ذيله على ( تاريخ بغداد ) ، ونظمه شيخنا فقال :
عن الأصمعي جاءت إلينا مقاله تجدد بالإحسان في الناس ذكره متى يحتمل ذل التعليم ساعه
وإلا ففي ذل الجهالة دهره