14464 وعن أبي رافع قال : كان أبو لؤلؤة عبدا ، وكان يصنع الأرحاء ، وكان للمغيرة بن شعبة المغيرة يستغله كل يوم أربعة دراهم ، فلقي أبو لؤلؤة عمر فقال : يا أمير المؤمنين ، إن المغيرة قد أثقل علي غلتي ، فكلمه أن يخفف عني ، فقال له عمر : اتق الله وأحسن إلى مولاك ، ومن نية عمر أن يلقى المغيرة فيكلمه فيخفف . فغضب العبد وقال : وسع الناس كلهم عدله غيري ، فأضمر على قتله ، فاصطنع خنجرا له رأسان وشحذه وسمه ، ثم أتى به الهرمزان ، فقال : كيف ترى هذا ؟ قال : أرى أنك لا تضرب به أحدا إلا قتلته قال : فتحين أبو لؤلؤة فجاء في صلاة الغداة حتى قام وراء عمر ، وكان عمر إذا أقيمت الصلاة فتكلم يقول : أقيموا صفوفكم كما كان يقول قال : فلما كبر وجأه أبو لؤلؤة في كتفه ووجأه في خاصرته ، فسقط عمر وطعن بخنجره ثلاثة عشر رجلا ، فهلك منهم سبعة وفرق منهم ستة ، وجعل [ عمر ] يذهب [ به ] إلى منزله ، وضاج الناس حتى كادت تطلع الشمس ، فنادى : يا أيها الناس ، الصلاة ، الصلاة ، الصلاة . قال : وفزعوا إلى الصلاة ، وتقدم عبد الرحمن بن عوف فصلى بهم بأقصر سورتين من القرآن ، فلما قضى الصلاة توجهوا [ إلى عمر ] ، فدعا بشراب لينظر ما قدر جرحه ، فأتي بنبيذ فشربه فخرج من جرحه . فلم يدر أنبيذ هو أم دم ، فدعا بلبن فشربه فخرج من جرحه ، فقالوا : لا بأس عليك يا أمير المؤمنين ، فقال : إن يكن القتل بأسي فقد قتلت ، فجعل الناس [ ص: 77 ] يثنون عليه ، يقولون : جزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين ; كنت وكنت ، ثم ينصرفون ويجيء قوم آخرون فيثنون عليه ، فقال عبد الرحمن بن عوف عمر : أما والله على ، وإن صحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ قد ] سلمت لي . فتكلم ما يقولون وددت أني خرجت منها كفافا لا علي ولا لي [ وكان عند رأسه _ وكان خليطه كأنه من أهله ، وكان ابن عباس يقرأ القرآن فتكلم _ عبد الله بن عباس ] فقال : والله لا تخرج منها كفافا ، لقد صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصحبته خير ما صحبه صاحب كنت له ، وكنت له ، وكنت له حتى قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنك راض ، ثم صحبت خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم وليتها يا أمير المؤمنين أنت ، فوليتها بخير ما وليها وال ، كنت تفعل وكنت تفعل ، فكان عبد الله بن عباس عمر يستريح إلى حديث ، فقال ابن عباس عمر : يا كرر علي حديثك ، فكرر عليه . فقال ابن عباس عمر : أما والله على ما يقولون ، لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به اليوم من هول المطلع ، قد جعلتها شورى في ستة : عثمان ، وعلي ، ، وطلحة بن عبيد الله ، والزبير بن العوام ، وعبد الرحمن بن عوف ، وجعل وسعد بن أبي وقاص عبد الله بن عمر معهم مشيرا [ وليس منهم ] ، وأجلهم ثلاثا ، وأمر صهيبا أن يصلي بالناس . .
رواه أبو يعلى ، ورجاله رجال الصحيح .