مسألة : قال الشافعي رضي الله عنه : والعفراء أحب إلي من السوداء .
قال الماوردي : وهذا صحيح ، البيض ، ثم العفر ، ثم الحمر ، ثم البلق ، ثم السواد فتكون البيض وما قاربها من الألوان أفضل من السواد رواية أول ما يضحى به من ألوان الغنم يحيى بن أبي ورقة عن مولاته كبيرة بنت أبي سفيان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : . أبرقوا فإن دم عفراء أذكى عند الله من دم سوداوين
وفي قوله : أبرقوا : أي ضحوا بالبرقاء ، وهي الشاة التي يختلط ببياض صوفها طاقات سود ، والعفراء التي يضرب لونها إلى البياض ، وليست صافية البياض ، ومنه قيل للطنب : العفر .
وروي أن امرأة شكت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه لا يبارك لها في غنمها فقال : ما ألوانها قالت : سود فقال لها : عفري أي اخلطيها بعفر ولأن لحوم ما خالف السواد أطيب وأصح .
[ ص: 79 ] حكى ابن قتيبة : أن مداومة أكل لحوم السواد تحدث موت الفجاءة ، وقد حكى حرملة عن الشافعي في ألوان الغنم حوا وقهبا وحلسا وقمرا ، وسفعا ، ورقشا ، وزبدا ، فالحو هي السود التي خالطها حمرة .
والقهباء : هي البيضاء التي خالطها حمرة .
والحلساء : التي ظهرها أحمر وعنقها أسود ، والقمر التي في وجهها خطوط بيض وسود .
والسفعاء : التي نجدها لون يخالف لونها .
والرقشاء : المنقطة ببياض وسواد ، والزبداء : التي اختلط سواد شعرها ببياضه كالبرشاء ، إلا أن البرشاء أكثر اجتماع سواد وبياض ، وباقي هذه الألوان إن ضحى لم يكن فيه كراهية وإن كان ما اخترناه من الألوان أفضل ، فمنها ما كان أفضل لحسن منظره ، ومنها ما كان أفضل لطيب مخبره : فإن اجتمعا كان أفضل .
وإن افترقا كان طيب المخبر أفضل من حسن المنظر .