باب الحكم فيما إذا وصل بإقراره ما يغيره .
" لم يقض ولم يبر " .
يقض بضم الياء : مبنيا للمفعول ، ويبر ، بضم الياء وكسر الراء : مبنيا للفاعل .
" له علي هؤلاء العبيد " .
أي : تسليمهم ، أو دفعهم ، أو نحو ذلك .
" إلا أن يستثني عينا من ورق " .
العين هنا : الدنانير . والعين : لفظ مشترك في نحو من عشرين معنى مذكورة في كتاب " الوجوه والنظائر " والورق : الفضة ، وخصه بعضهم بالدراهم المضروبة .
" زيوفا " .
الزيوف : الرديئة . يقال : درهم زيف وزائف : إذا كان رديئا .
" أو مغشوشة " .
المغشوشة : المشوبة بغير الفضة من الغشش : وهو المشرب الكدر .
" بدا لي من تقبيضه " .
بدا للرجل في الأمر بداء : رجع عنه ، عن
السعدي . وقال
الجوهري : وبدا له في هذا الأمر بداء ، أي : نشأ فيه رأي ، و " من " بمعنى : " عن " . وبدا لي متضمن معنى أعرضت ، وهو يتعدى بـ " عن " و " من " بمعنى " عن " في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=106&ayano=4الذي أطعمهم من جوع [ قريش : 4 ] أي : عن جوع ، وفاعل بدا " رأي " مقدر ، وساغ حذفه لكثرة استعماله هذه العبارة ، وقد يحذف الفاعل لظهور المعنى ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=26أولم يهد لهم [ السجدة : 27 ] فاعل " يهد " محذوف ، فهذا الذي أمكن تصحيح هذه العبارة به . والله أعلم .
" له عارية " .
عارية : نصب على الحال ، والعامل فيه معنى الإشارة ، أو التنبيه ، وهو كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=72وهذا بعلي شيخا [ هود : 72 ] ويجوز رفع " عارية "
[ ص: 416 ] على أنه خبر ، وهذه الدار مبتدأ ، و " له " في موضع نصب إما على الحال ، لكونه صفة لعارية تقدمت عليها ، أو لتعلقه بفعل دل عليه " عارية " .
بَابُ الْحُكْمِ فِيمَا إِذَا وَصَلَ بِإِقْرَارِهِ مَا يُغَيِّرُهُ .
" لَمْ يُقْضَ وَلَمْ يُبْرِ " .
يُقْضَ بِضَمِّ الْيَاءِ : مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ، وَيُبْرِ ، بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الرَّاءِ : مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ .
" لَهُ عَلَيَّ هَؤُلَاءِ الْعَبِيدُ " .
أَيْ : تَسْلِيمُهُمْ ، أَوْ دَفْعُهُمْ ، أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ .
" إِلَّا أَنْ يَسْتَثْنِيَ عَيْنًا مِنْ وَرِقٍ " .
الْعَيْنُ هُنَا : الدَّنَانِيرُ . وَالْعَيْنُ : لَفْظٌ مُشْتَرَكٌ فِي نَحْوٍ مِنْ عِشْرِينَ مَعْنًى مَذْكُورَةٍ فِي كِتَابِ " الْوُجُوهِ وَالنَّظَائِرِ " وَالْوَرِقُ : الْفِضَّةُ ، وَخَصَّهُ بَعْضُهُمْ بِالدَّرَاهِمِ الْمَضْرُوبَةِ .
" زُيُوفًا " .
الزُّيُوفُ : الرَّدِيئَةُ . يُقَالُ : دِرْهَمٌ زَيْفٌ وَزَائِفٌ : إِذَا كَانَ رَدِيئًا .
" أَوْ مَغْشُوشَةً " .
الْمَغْشُوشَةُ : الْمَشُوبَةُ بِغَيْرِ الْفِضَّةِ مِنَ الْغَشَشِ : وَهُوَ الْمُشْرَبُ الْكِدْرَ .
" بَدَا لِي مِنْ تَقْبِيضِهِ " .
بَدَا لِلرَّجُلِ فِي الْأَمْرِ بَدَاءً : رَجَعَ عَنْهُ ، عَنِ
السَّعْدِيِّ . وَقَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : وَبَدَا لَهُ فِي هَذَا الْأَمْرِ بَدَاءً ، أَيْ : نَشَأَ فِيهِ رَأْيٌ ، وَ " مِنْ " بِمَعْنَى : " عَنْ " . وَبَدَا لِي مُتَضَمِّنٌ مَعْنَى أَعَرَضَتْ ، وَهُوَ يَتَعَدَّى بِـ " عَنْ " وَ " مِنْ " بِمَعْنَى " عَنْ " فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=106&ayano=4الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ [ قُرَيْشٍ : 4 ] أَيْ : عَنْ جُوعٍ ، وَفَاعِلُ بَدَا " رَأْيٌ " مُقَدَّرٌ ، وَسَاغَ حَذْفُهُ لِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِهِ هَذِهِ الْعِبَارَةَ ، وَقَدْ يُحْذَفُ الْفَاعِلُ لِظُهُورِ الْمَعْنَى ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=26أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ [ السَّجْدَةِ : 27 ] فَاعِلُ " يَهْدِ " مَحْذُوفٌ ، فَهَذَا الَّذِي أَمْكَنَ تَصْحِيحُ هَذِهِ الْعِبَارَةِ بِهِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
" لَهُ عَارِيَةٌ " .
عَارِيَةٌ : نُصِبَ عَلَى الْحَالِ ، وَالْعَامِلُ فِيهِ مَعْنَى الْإِشَارَةِ ، أَوِ التَّنْبِيهِ ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=72وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا [ هُودٍ : 72 ] وَيَجُوزُ رَفْعُ " عَارِيَةٍ "
[ ص: 416 ] عَلَى أَنَّهُ خَبَرٌ ، وَهَذِهِ الدَّارُ مُبْتَدَأٌ ، وَ " لَهُ " فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ إِمَّا عَلَى الْحَالِ ، لِكَوْنِهِ صِفَةً لِعَارِيَةٍ تَقَدَّمَتْ عَلَيْهَا ، أَوْ لِتَعَلُّقِهِ بِفِعْلٍ دَلَّ عَلَيْهِ " عَارِيَةٌ " .