[ ص: 404 ] المسألة الثامنة
، والدليل على ذلك واضح ؛ كقوله تعالى : من مقصود الشارع في الأعمال دوام المكلف عليها إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون [ المعارج : 22 - 23 ] .
وقوله : يقيمون الصلاة [ البقرة : 3 ] .
وإقام الصلاة بمعنى الدوام عليها بهذا فسرت الإقامة حيث ذكرت مضافة إلى الصلاة ، وجاء هذا كله في معرض المدح ، وهو دليل على قصد الشارع إليه ، وجاء الأمر به صريحا في مواضع كثيرة ; كقوله : وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة [ البقرة : 83 ] .
وفي الحديث : . أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل
وقال : . خذوا من العمل ما تطيقون ; فإن الله لن يمل حتى تملوا
[ ص: 405 ] وكان عليه الصلاة والسلام إذا عمل عملا أثبته ، وكان عمله ديمة .
وأيضا ; فإن في توقيت الشارع وظائف العبادات ; من مفروضات ومسنونات ، ومستحبات في أوقات معلومة الأسباب ظاهرة ولغير أسباب ; ما يكفي في حصول القطع بقصد الشارع إلى إدامة الأعمال ، وقد قيل في قوله تعالى في الذين ترهبوا : فما رعوها حق رعايتها [ الحديد : 27 ] ، إن عدم مراعاتهم لها هو تركها بعد الدخول فيها والاستمرار .