[ ص: 72 ]  [ ص: 73 ] إن  النبي كان مبينا بقوله وفعله وإقراره   لما كان مكلفا بذلك في قوله تعالى  وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم      [ النحل : 44 ] فكان يبين بقوله عليه الصلاة والسلام كما قال في حديث الطلاق  فتلك العدة التي أمر الله أن يطلق لها النساء   [ ص: 74 ] وقال  لعائشة  حين سألته عن قول الله تعالى :  فسوف يحاسب حسابا يسيرا      [ الانشقاق : 8 ] إنما ذلك العرض وقال لمن سأله عن قوله  آية المنافق ثلاث  إنما عنيت بذلك كذا وكذا وهو لا يحصى كثرة وكان أيضا يبين بفعله ألا أخبرته أني أفعل ذلك      [ ص: 75 ] وقال الله تعالى :  زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج   الآية [ الأحزاب : 50 ] وبين لهم كيفية الصلاة والحج بفعله ، وقال عند ذلك :  صلوا كما رأيتموني أصلي  و  خذوا عني مناسككم  إلى غير ذلك .  
وكان إقراره بيانا أيضا إذا علم بالفعل ولم ينكره مع القدرة على إنكاره لو كان باطلا أو حراما حسبما قرره الأصوليون في مسألة  مجزز المدلجي  وغيره ، وهذا كله مبين في الأصول ، ولكن نصير منه إلى معنى آخر ، وهي :  
				
						
						
