الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله تعالى: الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل إذا وفق الله عبدا: توكل بحفظه وكلاءته، وهدايته وإرشاده، وتوفيقه وتسديده . وإذا أخذله وكله إلى نفسه أو إلى غيره، ولهذا كانت هذه الكلمة: حسبنا الله ونعم الوكيل كلمة عظيمة، وهي التي قالها إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين ألقي في النار، وقالها محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قال له الناس: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل وقالتها عائشة حين ركبت الناقة لما انقطعت عن الجيش، وهي كلمة المؤمنين .

                                                                                                                                                                                          فمن حقق التوكل على الله لم يكله إلى غيره، وتولاه بنفسه .

                                                                                                                                                                                          وحقيقة التوكل: تكلة الأمور كلها إلى من هي بيده . فمن توكل على الله [ ص: 272 ] في هدايته وحراسته وتوفيقه وتأييده ونصره ورزقه، وغير ذلك من مصالح دينه ودنياه تولى الله مصالحه كلها، فإنه تعالى ولي الذين آمنوا . وهذا هو حقيقة الوثوق برحمة الله كما في هذا الدعاء "فإني لا أثق إلا برحمتك " .

                                                                                                                                                                                          فمن وثق برحمة ربه ولم يثق بغير رحمته، فقد حقق التوكل على ربه في توفيقه وتسديده، فهو جدير بأن يتكفل الله بحفظه، ولا يكله إلى نفسه .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية