الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          [ ص: 359 ] قوله تعالى: ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا

                                                                                                                                                                                          وخرج الترمذي من حديث عائشة أنها سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قوله تعالى: وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله وعن قوله: من يعمل سوءا يجز به فقال: "هذه معاتبة الله العبد بما يصيبه من الحمى، والنكبة، حتى البضاعة يضعها في جيب قميصه، فيفقدها، فيفزع لذلك، حتى إن العبد ليخرج من ذنوبه، كما يخرج التبر الأحمر من الكير" . وقال: حسن غريب .

                                                                                                                                                                                          * * *

                                                                                                                                                                                          وفي الترمذي عن أبي بكر الصديق أنه كان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقرأ هذه الآية حين أنزلت: من يعمل سوءا يجز به قال: ولا أعلم إلا أني وجدت في ظهري انفصاما، فتمطأت لها . وقلت: يا رسول الله، وأينا لم يعمل سوءا؟ أو إنا لمجزيون بما عملنا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما أنت يا أبا بكر والمؤمنون، فتجزون بذلك في الدنيا، حتى تلقوا الله وليس لكم ذنب وأما الآخرون فيجمع ذلك لهم حتى يجزوا به يوم القيامة" .

                                                                                                                                                                                          وفي "مسند بقي بن مخلد" بإسناد جيد - عن عائشة أن رجلا تلا هذه الآية: من يعمل سوءا يجز به فقال: إنا لنجزى بكل عمل عملنا; هلكنا إذا! فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "نعم، يجزى به المؤمن في [ ص: 360 ] الدنيا، في نفسه، في جسده فما دونه .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية