وفي حديث أنه سافر في عقب رمضان أي في آخره وقال عمر فرس ذو عقب أي جري بعد جري ومن الأصمعي العرب من يسكن تخفيفا وقال عبيد
إلا لأعلم ما جهلت بعقبهم
أي أخرت لأعلم آخر أمرهم وقيل ما جهلت بعدهم وسافرت وخلف فلان بعقبي أي أقام بعدي وعقبت زيدا عقبا من باب قتل وعقوبا جئت بعده ومنه سمي رسول الله صلى الله عليه وسلم العاقب لأنه عقب من كان قبله من الأنبياء أي جاء بعدهم ورجع فلان على عقبه أي على طريق عقبه وهي التي كانت خلفه وجاء منها سريعا والمعنى الثاني إدراك جزء من المذكور معه يقال جاء في عقب رمضان إذا جاء وقد بقي منه بقية ويقال إذا برئ المريض وبقي شيء من المرض هو في عقب المرض وأما عقيب مثال كريم فاسم فاعل من قولهم عاقبه معاقبة وعقبه تعقيبا فهو معاقب ومعقب وعقيب إذا جاء بعده .وقال الأزهري : أيضا والليل والنهار يتعاقبان كل واحد منهما عقيب صاحبه والسلام يعقب التشهد أي يتلوه فهو عقيب له والعدة تعقب الطلاق أي تتلوه وتتبعه فهي عقيب له أيضا فقول الفقهاء يفعل ذلك عقيب الصلاة ونحوه بالياء لا وجه له إلا على تقدير محذوف والمعنى في وقت عقيب وقت الصلاة فيكون عقيب صفة وقت ثم حذف من الكلام حتى صار عقيب الصلاة وقولهم أيضا يصح الشراء إذا استعقب عتقا لم أجد لهذا ذكرا إلا ما حكي في التهذيب استعقب فلان من كذا خيرا ومعناه وجد بذلك خيرا بعده وكلام الفقهاء لا يطابق هذا إلا بتأويل بعيد فالوجه أن يقال إذا عقبه العتق أي تلاه .