السؤال
لماذا كل شيء يعمله الآباء تحصده الأبناء؟ الذنوب والأفعال والأقوال تلصق في الأبناء، وماذا نعمل لتخليص الذنوب في كل شيء يعمله الآباء؟!
لماذا كل شيء يعمله الآباء تحصده الأبناء؟ الذنوب والأفعال والأقوال تلصق في الأبناء، وماذا نعمل لتخليص الذنوب في كل شيء يعمله الآباء؟!
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة / أروى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الأبناء لا يحصدون ما يفعله الآباء إلا إذا وافقوهم في مخالفة الشريعة السمحاء، أما إذا كان الأبناء أتقياء فإن الله سبحانه يتولى عباده الأصفياء، وهو القائل: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) فاحمدوا من وضع الأرض ورفع السماء، وسبحان من يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي.
لا يخفى عليكم أن الخليل لم يضره كفر أبيه، ورسولنا لم يستطع هداية عمه وصنو أبيه، وما ضر نوحاً عليه السلام كفر ولده وتماديه، فإن الهداية بيد الله، وما على الرسول إلا البلاغ، وقد قال سبحانه: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ)[الشورى:30].
قد اقتضت حكمة الله أن يبين لعباده طريق الهداية ومسالك الغواية، ويرسل الرسل للبيان وأنزل الكتب للتبيان، وأقام الحجة على بني الإنسان، فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنه يورد نفسه موارد الهلكة والخسران.
هذه قصة رجل كان مدمناً للخمور والمخدرات حتى أوصلته إلى قتل إنسان، فجاء من أولاده من سار على نفس الدرب حتى إنه مد يده بالعدوان، وخرج من صلبه ولد آخر كان من صالحي أهل الزمان، وعندما سأل الناس الفاجر لماذا هو هكذا؟ قال لهم: هكذا كان أبي، ولما سألوا الصالح قال لهم: لقد اتعظت من تجربة أبي، ورأيت عواقبها فابتعدت، فالتجربة واحدة، وكل واحد منهم اغترف منها ما يروق له.
لا شك أن الإنسان قد يبتلى بأب أو أخ عنده مشاكل ومخالفات، ولكن يبقى واجب النصح وضرورة الاحتكام إلى الشرع، وقد أحسن من قال:
كن ابن من شئت واكتسب أدباً *** يغنيك محموده عن النسب
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، ومرحباً بكم في موقعكم، ونسأل الله الهداية للجميع.