السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزى الله القائمين على هذا الموقع خير الجزاء وأحسن إليهم، فقد وجدته بمحض الصدفة -بفضل الله-، وكان بمثابة قارب النجاة -بإذن الله-.
أنا امرأة متزوجة منذ 9 سنوات -والحمد لله- زواجي ناجح، وزوجي رجل ملتزم وخلوق، ولدي ثلاثة أطفال، ومنذ 8 أشهر، وأنا في كرب عظيم لا يعلم مداه إلا الله -جل في علاه-.
أعاني من حالة خوف شديد من الموت، وأشعر به وكأنه يترصدني في كل لحظة، وقد جاءتني هذه الحالة فجأة دون مقدمات، وأصبحت دائمة التفكير في الموت، وفي كل عمل أقوم به، أقرنه بقرب وفاتي، على سبيل المثال: إذا بكى أحد أطفالي، أفسر ذلك على أنه يبكي من أجل قرب موتي، أو إذا اشتريت شيئًا جديدًا، لا أفرح به لأنني مقتنعة بأنني لن أتمكن من استخدامه، وحتى وأنا أكتب إليكم اليوم، أكتب وأنا خائفة من أنني سأموت قبل أن أتلقي ردكم على استشارتي.
أعيش في كرب وهلع، ولم أعد أشعر بالسعادة أبدًا، زوجي لاحظ ذلك، وقد حاولت شرح حالتي له، لكنه لا يتفهم ويعلل دائمًا بأن ما أشعر به مجرد وساوس من النفس، حتى أصبحت أعاني من ألم في الصدر، وضيق يلازمني طوال الوقت، بالإضافة إلى عدم الاتزان والدوار، كما أواجه أيضًا نوبات بكاء شديد دون سبب.
ذهبت إلى طبيب نفسي بعد جهد مرير مع زوجي، فهو لم يكن مقتنعًا بالذهاب إلى العيادة النفسية، واشترط عليّ الذهاب بسرية تامة دون أن أخبر أحدًا، فوافقت.
قام الطبيب بتشخيص حالتي على أنها قلق، وقرر أن يصف لي دواءً اسمه (زولفت)، بنصف حبة لمدة 5 أيام، ثم حبة واحدة لمدة أسبوعين، والآن حبة ونصفًا لمدة شهر، ثم سأبدأ بتقليص الجرعة تدريجيًا حتى تنتهي مدة العلاج التي ستكون 4 شهور.
شعرت بتحسن على هذا الدواء، ولكن التحسن ليس كبيرًا، إذ ما زالت الأفكار تراودني ولا تغيب عني، كما أنني لا أستطيع النوم بالليل أبدًا، بل أنام في النهار، وهذا النظام مرهق لي.
ومن فترة قريبة بدأت أحلم بأحلام مزعجة، فمثلاً حلمت بجدتي المتوفاة، مما أشعرني بالقلق والخوف، فسرت حلمي على أنني سأموت مثلها، لذلك رأيتها في الحلم، كما أنني كلما سمعت عن حادثة وفاة، أعتقد أنني سأموت بنفس الطريقة، وأي ألم أشعر به أفسره على أنه بداية للموت.
فمثلاً، سمعت أن الروح عند الموت تخرج من أصابع القدمين، ومنذ أن سمعت هذه المعلومة أصبح لدي ألم دائم في القدمين، وحتى وإن كان الألم ناجمًا عن تعب من أعمال المنزل، فإنني لا أفسره إلا على أنه بداية للموت.
والله أنا ملتزمة ومؤمنة بأن الموت قضاء الله وقدره، وأن خوفي هذا لن يؤخر الموت ولن يقدمه، ولكن هذه الأفكار وهذا الخوف لا أستطيع السيطرة عليهما، أشعر أنهما خارج عن إرادتي، وليس بيدي التغلب عليهما.
المشكلة أنني مغتربة مع زوجي، أي أنني بعيدة عن أهلي، ولا أستطيع زيارة الطبيب دون علم زوجي، وهو يرفض الذهاب إليه مرة أخرى، فما هو تشخيص حالتي؟ هل أحتاج إلى زيارة الطبيب مرة أخرى، أم أستمر على الزولفت بنفس الجرعة؟
آسفة جدًا على الإطالة، وجزاكم الله كل خير، أتمنى أن تردوا عليَّ بسرعة، فأنا في شغف للإجابة.